أعلن حزب الوفد برئاسة الدكتور السيد البدوي عدم المشاركة في الدعوات التي أطلقتها بعض القوي السياسية للعصيان المدني كوسيلة لتحقيق مطالب الثورة، مشيرا الي أن التحول الديمقراطي والذي بدأ بالإنتخابات البرلمانية قد أوشك علي الإنتهاء بقرار فتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية بعد ثلاثين يوما ً من الآن قائلا:" مانراه يدفع بالوطن لسيناريو الفوضي والإنقسام ". وأشار الوفد في- بيان أصدره الاربعاء - أن الحالة الإقتصادية التي كان علي رأس أهداف ثورتنا المجيدة النهوض بها تعاني اليوم من خطر شديد يحتاج إلي وحدة الصف والعمل والبناء لدفع عجلة الإنتاج. وطالب البرلمان المصري أن يضع في أولويات إهتماماته المحاكمة العادلة والناجزة لجميع رموز النظام السابق ولكل من خاض في دم المصريين سواء في ميادين التحرير أو في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وأخيرا ً مجزرة بورسعيد وكذلك القوانين التي تحقق العدالة الإجتماعية ومكافحة الفقر وتوفير حد أدني من الدخل للمواطن المصري يكفل له عيشة كريمة وأضاف أن البرلمان بمجلسيه سيجتمع يوم 4 مارس لإختيار الجمعية التأسيسية التي ستضع دستورا ً جديدا ً للبلاد تم التوافق علي مبادئه الأساسية والتي كانت محل خلاف من خلال توقيع كافة الأحزاب علي وثائق الأزهر وعلي وثيقة التحالف الديمقراطي من أجل مصر وعلي إعتبار الأبواب الأربع الأولي من دستور 1971 والخاصة بالحقوق والواجبات والحريات العامة جزء أصيل في الدستور القادم وأهاب حزب الوفد في نهاية بيانه بكافة القوي الوطنية والتي يحترمها جميعا ً أن تبقي علي إختيارها للعصيان المدني كوسيلة ضغط والذي قد نحتاجه إذا ما خرج الدستور علي توافق الأمة وهو ما يستدعي ان نتوحد ونضغط في سبيله. حزب الاصلاح والتنمية يرفض الدعوة من جانبه، رفض محمد عصمت السادات عضو مجلس الشعب ورئيس حزب الاصلاح والتنمية الدعوة الي عصيان مدني شامل يوم 11 فبراير مؤكدا أن تصاعد وتيرة الأزمات السياسية والإجتماعية والأوضاع الإقتصادية بهذا الشكل سوف تدفعنا جميعاً إلي نفق مظلم ،وأننا تركنا أولوياتنا وتفرغنا للتغني بالثورة ، وإنكسر حاجز الخوف فأصبح الكل يستسهل طريق التهور ، وصار فرض الرأي والمطلب شعاراً والتطاول رمزاً ، ولا أحد يبكي هيبة الدولة التي بضياعها سوف تأكلنا نيران الفوضي داخلياً وخارجياً. وقال في بيان "لقد مر عام ولا تزال الثورة تائهة ، رغم أنها ثورة شعب بأكمله هب فقضي علي نظام ديكتاتوري فاسد في ثورة بيضاء نقية ، رويت بدماء خيرة أبناء مصر، ولا تزال تروي بمزيد من الدماء وتحبو في طريقها الملئ بالعثرات في سبيل تحقيق أهدافها ومساعيها. كما اشار الي أن الشعب إحتفل في مثل هذا اليوم بسقوط نظام مبارك وتطلعنا جميعا لمستقبل أفضل ، ومضينا يسوقنا الأمل أن يأتي هذا اليوم علينا مرة ثانية ومصر في أبهي صورها ،، وتبدل الحلم الجميل بكابوس بشع ، لنجد أنفسنا الآن أمام فوضي ومؤامرات وإضطرابات ودعوات لعصيان مدني في يوم كان من المفترض أن يكون عيدا لمصر والمصريين. وأضاف "ولا أدري هل يتحمل الوضع الحالي عصياناً مدنياً؟ آلا يكفي ما نحن فيه من عصيان فالغالبية العظمي من الشعب تعيش حالة العصيان المدني الغير مباشر منذ تنحي الرئيس السابق بالإضرابات والإعتصامات والإحتجاجات مضافاً إليها الإنفلات الأمني والبلطجة والفوضي ، وعجلة الإنتاج الواقفة أصلاً علي مدار العام الماضي أضف إليها ما تشاء من مآسي وكوارث يومية. وإلي من سيتم توجيهه ؟ إلي المجلس العسكري لنريحه أكثر ويستجم إلي أن يفكر بشأنه ويتخذ قرار، أم إلي مؤسسات الدولة المنهارة التي لم يتشكل فيها سوي مولود شرعي وحيد وهو " برلمان الثورة " أم ضد القوانين التي سقطت وغيرها الغير مفعلة في شتي ربوع مصر في ظل ما نمر به من أزمات وتدهور في مختلف مجالات الحياة. لقد ضيعنا الثورة في غياهب الفوضي والتخبط ، وتبخرت نسائم الحرية ، وتناثرت أشلاء الديمقراطية ما بين فئران خرجت من جحورها لتلتئم بشراهة كل ما ضحي الشعب من أجله ، وآخرون من السياسيين والمثقفين والمفكرين وغيرهم ممن يفترض أنهم قادة ورموز إنشغلوا للآسف بالبحث عن موقف وتحقيق الشهرة ولو علي حساب المبادئ والقيم النبيلة وتغيرت جلودهم فأجادوا أدوارهم وسايروا الشارع من أجل السلطة لا من أجل مصر.