عززت القوات الجوية المصرية، الأربعاء (26 يوليو 2017) أسرابها من المقاتلات، بدفعة رابعة من طائرات "رافال" متعددة المهام، حيث حصلت القاهرة حتى الآن على 11 مقاتلة، ضمن صفقة تشمل 24 طائرة، من النوع نفسه، ستحصل عليها مصر كاملة قبل نهاية العام المقبل. واحتفلت القوات المسلحة بانضمام مقاتلتين "رافال" جديدة إلى تشكيلات القوات الجوية، ضمن اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع فرنسا، الذي يشمل العديد من التعاون في مجالات التسليح والصناعات العسكرية المختلفة. وكانت مصر وفرنسا قد وقعتا صفقة دفاعية بقيمة بحوالي 5.2 مليار يورو (5.7 مليار دولار) تشمل توريد أسلحة ومعدات عسكرية متطورة، تتصدرها مقاتلات رافال (الإعصار) وقطع بحرية، وصواريخ. وتعد مقاتلات "رافال" إضافة قوية للقوات الجوية المصرية، في ضوء إمكاناتها الفنية وأنظمتها القتالية والنيرانية العالية، التى تمكنها من تنفيذ مهام حماية الأمن القومي، علي جميع الاتجاهات الاستراتيجية. ووصلت المقاتلات الثلاث بعد رحلة منفردة بقيادة الطيارين المصريين بعد إقلاعها من إحدى القواعد الفرنسية، ما يعكس قدرة وكفاءة نسور الجو، والأطقم الجوية المصرية علي التعامل مع المقاتلات الحديثة في توقيت قياسي. وبدأت مصر مفاوضاتها مع الجانب الفرنسى حول الصفقة قبل عامين، تحديدا فى سبتمبر 2014، عبر لجنة متخصصة، وبإشراف مباشر من القيادة العامة للقوات المسلحة، بينما أدى الرئيس عبد الفتاح السيسى، دورًا مهمًا فى إقناع الجانب الفرنسى، بحاجة مصر لهذه الصفقة. وتكللت الجهود المصرية بالنجاح (آنذاك) بعدما قدمت باريس للقاهرة شروطًا مالية ميسرة كانت سببًا فى الإسراع بتوقع الصفقة، رغم أن مفاوضات مماثلة بين فرنسا والهند مستمرة منذ سنوات، ومن ثم تعد مصر أول دولة تفوز بالصفقة عالميا. ومما يزيد من أهمية الصفقة العسكرية الشاملة بين القاهرةوباريس أنها المرة الأولى التى يجرى فيها تصدير معظم هذه الأسلحة خارج فرنسا، وسط تأكيدات من رئيس شركة "داسو" الفرنسية للطيران، إيريك ترابييه، على أهمية الاتفاق الموقع مع القاهرة فى هذا الشأن. وأكد "ترابييه" في وقت سابق أهمية توقيع الصفقة مع "مصر الدولة الكبيرة فى المنطقة"، مشيرا إلى "دور هذه الخطوة فى تعزيز العلاقات الودية بين باريسوالقاهرة”، فضلا عن أنها "تتويج لسنوات من الثقة والشراكة والتعاون العسكرى". ووجدت القيادة العامة للقوات المسلحة ضرورة اقتناء المقاتلات الفرنسية "رافال"، من أجل إيجاد بديل قوى لمقاتلات "ميراج" الفرنسية، العاملة فى صفوف القوات الجوية، خاصة أن "رافال" تم تطويرها لتحل محل ال"ميراج". وثانيا، مجابهة أى تهديدات تعترض حركة الملاحة الدولية فى قناة السويس، عبر مقاتلات متعددة المهام، والقدرة الجوية على تأمين حركة التجارة الدولية (من المنبع، عبر مضيق باب المندب جنوبا، حتى قناة السويس شمالا)، بطول يقارب ال2000 كيلو متر تقريبا.