ب 93 مليونًا.. محافظ الشرقية يفتتح مدرسة شيبة الابتدائية    يوم 10 من الشهر التالي.. «التعليم» تعلن إجراءات صرف مقابل العمل بالحصة لسد العجز بالمدارس (تفاصيل)    تعرف على دور الفلاح في دعم الاقتصاد الزراعي المصري    رئيس جامعة دمياط يفتتح دورة الإرشاد النفسي وعلم الاجتماع للأئمة والواعظات    8 مليارات جنيه مكاسب البورصة المصرية في منتصف التداولات    12 حالة يحق فيها لشركة الكهرباء رفع العداد    «الإسكان» تتابع مع «سيتي إيدج» معدلات تسويق مشروعات «المجتمعات العمرانية»    بدر عبدالعاطي: وزير خارجية الدنمارك بحث مع الرئيس السيسي تعزيز التعاون    «العمل الوطني الفلسطيني»: ما تبقى من مدارس غزة تحول إلى مراكز إيواء النازحين    مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إنهاء العدوان على غزة أولوية    الرئيس السيسي يبحث مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي الأوضاع في غزة والشرق الأوسط    الأردنيون ينتخبون مجلس النواب ال20 غدا    احتفلت بالبرونزية ب«الزغاريد».. معلومات عن البطلة البارالمبية نادية فكري    طنطا يواصل استعداداته لمواجهة وادي دجلة في افتتاح دوري المحترفين    المقاولون العرب يضم «سكولز» لاعب لافيينا    مدرب السعودية: مواجهة الصين مختلفة عن إندونيسيا    إحباط محاولة تهريب سجائر إلكترونية ب250 ألف جنيه من مطار برج العرب    الأرصاد: طقس الثلاثاء شديد الحرارة نهارًا مائل للحرارة ليلًا    مارس الرذيلة مع 99 امرأة.. الحكم بإعدام طبيب روض الفرج    لينك نتيجة الثانوية العامة الدور الثاني 2024 في 27 محافظة.. خلال ساعات    أستاذ ب«جامعة القاهرة»: المصري القديم أول من ابتكر الأساليب الجديدة في الزراعة    وزير الثقافة ونقيب الصحفيين يبحثان سبل التعاون.. صور    30 ألف جنيه للفائزين بمسابقة أفضل مقال أو دراسة نقدية عن الأفلام القصيرة جدا    اللجنة العليا لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ال32 تواصل أعمالها    ضمن مبادرة حياة كريمة.. الكشف على 250 مواطنا شمال مدينة القصير    طريقة عمل اللديدة في البيت دون مواد حافظة على خطى الشيف نجلاء الشرشابي    3 تحديات تواجه الصناعات الغذائية.. ما هي؟    انتخابات أمريكا 2024| جورج بوش يستبعد دعم كلا المرشحين بالانتخابات    «المشاط» تؤكد أهمية الاستفادة من تقارير وإصدارات معهد التخطيط القومي    عاجل.. تأجيل محاكمة مضيف طيران و6 آخرين في تهريب دولارات للإخوان بالخارج    غرق طالب فى ترعة الإسعاف بقرية بهجورة قنا    مصرع شخص بطعنة نافذة بالصدر في مشاجرة بالدقهلية    منح دراسية وتخفيضات 20% على المصروفات.. كل ما تريد معرفته عن جامعة «باديا»    جامعة جنوب الوادي: استمرار الكشف الطبي على الطلاب الجدد خلال إجازة المولد النبوي    رئيس جامعة قناة السويس يؤكد أهمية تعزيز قدرات الطلاب والحصول على تدريب متميز    مباراة مصر وبوتسوانا تحت التهديد.. الطائرة الخاصة لمنتخب بوتسوانا لم تعُد بعد    تشييع جثمان المتضامنة الأمريكية عائشة نور التي قتلت برصاص الاحتلال بالضفة الغربية    "شباك المنور" تفوز بجائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول للدورة الخامسة    عباس شومان: أفضل إنصاف للمرأة هو العمل على إبراز حقوقها    انطلقت فعاليات اليوم الثانى والختامى gمنتدى الإعلام الرياضى    معارض أهلا بالمدارس 2024| محافظ المنيا يدعو إلى مزيد من التخفيضات    الزمالك: سنطلب 100 مليون جنيه تعويضا حال عدم التزام ارون سالم بوبيندزا بالتعاقد    مدرب قطر: لا بديل عن الفوز أمام كوريا الشمالية بتصفيات المونديال    حيثيات إعدام عاطل قتل صديقه داخل مسكنه بسبب خلافات بينهما فى الجيزة    وزارة الصحة تؤكد توفير الأدوية اللازمة بالصيدليات وحل أزمة النقص قريبًا    كامل الوزير يلتقي وزيري النقل والإعمار بالعراق    وزير الصحة: نعمل على خفض الوفيات بسبب الدرن بنسبة 90% في 2030    السنغال يسعى لتصحيح المسار أمام بوروندي في تصفيات أمم أفريقيا    عالم: ليس كل أزهري مؤهل للفتوى.. واستحلال الحرام «كفر»    دار الإفتاء توضح حكم التطوع بالصيام فرحا بمولد النبى الكريم    باحث أزهري: الله وعد المؤمنين بشفاعة الرسول يوم القيامة (فيديو)    أوكرانيا: ارتفاع حصيلة قتلى جيش روسيا ل 626 ألفا و410 جنود منذ بدء العملية العسكرية    المشاط: اتفاقية «تمويلي» تُمثل تخارجا استراتيجيا للشركات الحكومية يتسق مع توجه الدولة    برج الدلو.. حظك اليوم الإثنين 9 سبتمبر: قلل التوتر    يسرا والكدواني وأحمد أمين ويوسف الشريف في عزاء والد طارق وأحمد الجنايني    وزارة الصحة: انطلاق برنامج تدريب المعلمين بمدارس التمريض على المناهج الجديدة    الآن.. تنسيق المرحلة الثالثة 2024.. الموعد الرسمي لتسجيل الرغبات عبر الرابط المعتمد    شارك صحافة من وإلى المواطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيكل الأسطورة بين الصحافة والسياسة -51

استكمالًا لكلام ومقال هيكل الأسطورة... إن الذى تظنه سرًا يا صاحب الجلالة لم يعد سرًا.
لم يعد سرًا - ولم يكن طوال العام الماضى سرًا - أنهم دفعوك يا صاحب الجلالة إلى أن تبتعد عن أصدقائك القدامى، الذين حملوك فوق رؤوسهم وقدموك على أنفسهم، وجعلوا منك - رغم ظلمات القرون الوسطى التى تتكاثف من حولك - قائدًا وزعيمًا يمضى بهم ومعهم فى موكب القومية العربية إلى النور الجديد الصاعد.
صوّروا لك يا صاحب الجلالة أن الموكب تفرق أشتاتًا، وتشرد شراذم لا تقوى على شىء.
صوّروا لك يا صاحب الجلالة أنه خير لك أن تهرب من جانب مصر قبل أن يتم عزل مصر وتعزل أنت أيضًا مع مصر.
وصوّروا لك يا صاحب الجلالة ما هو أكثر من هذا - صوّروا أن زعامة العالم الإسلامى لك، وحقك، أو لنسم الأشياء بأسمائها يا صاحب الجلالة - هى نصيبك من الغنيمة.
هكذا يا صاحب الجلالة تباعدت، وهذا حقك إذا كنت رأيت فيه سلامتك.
ولكن الذى ليس حقك يا صاحب الجلالة هو أن تحاك المؤامرات باسمك، وتدبر جرائم القتل، قتل الأفراد وقتل الشعوب، فى سراديب قصرك، وتصدر بها الأوامر والتعليمات على أوراق مكتبك الخاص.
إن الذى تظنّه سرًا - يا صاحب الجلالة - لم يعد سرًا.
لكى تعرف يا صاحب الجلالة أنه لم يعد فى كل ما جرى سرا، أو شبه سر، سأروى لك أكبر أسرارك.. ذلك الذى كنت تظن أن علمه لم يصل إلى أحد، ونبأه لم يتسرب إلى مخلوق.
ما الذى جرى فى اتفاقية قاعدة الظهران يا صاحب الجلالة؟!
هذا هو ما حدث، وأنا أقبل قسمك، إذا وقفت أمام الكعبة، فى قداسة بيت الله الحرام، وأقسمت أنه غير صحيح. لقد كانت هناك مفاوضات فى العام الماضى بتجديد اتفاقية قاعدة الظهران. وكان رئيس وزرائك، وولى عهدك، الأمير فيصل يفاوض باسمك للوصول إلى اتفاقية يوقعها مع الحكومة الأمريكية.
ووصل الأمير فيصل إلى اتفاقية معقولة تقوم على أساسين:
أولهما: أن تدفع الحكومة الأمريكية مبلغ 500 مليون دولار، إيجارًا للقاعدة فى خمس سنوات، بواقع 100 مليون دولار كل سنة.
ثانيهما: أن يكون استعمال القاعدة مقصورًا على تسهيل نزول الطائرات الأمريكية وصعودها وتموينها وصيانتها، وأن تكون مهمتها مقصورة على الأغراض المدنية وحدها، ثمّ اقترح السفير الأمريكى بعدها أن يكون دفع الإيجار السنوى للقاعدة وقدره 100 مليون دولار على النحو التالى:
50 مليون دولار تدفع نقدًا كل عام. 50 مليون دولار تدفع على شكل أسلحة للجيش السعودى.
ودرس الأمير فيصل هذا العرض ثم رأى أن يصر - فى مفاوضته مع السفير الأمريكى - على ضرورة دفع المبلغ كله نقدًا، ولجأ السفير الأمريكى إلى الملك - إليك مباشرة - يا صاحب الجلالة - فصدر أمرك الملكى بالقبول. ثمّ جاءت شروط التسليح على النحو التالي:
1 - أن يكون تحديد نوع السلاح بمعرفة السلطات العسكرية الأمريكية.
2 - ألا تستعمل فى أغراض حربية ضد إسرائيل.
3 - أن تتولى بعثه أمريكية عسكرية توزيع هذا السلاح، وتنظيم التدريب عليه، وتحديد أماكن تجمعه.
ورفض الأمير فيصل - رئيس وزرائك وولى عهدك وشقيقك - قبول هذه الشروط يا صاحب الجلالة.
ثمّ كانت زيارتك الرسمية لأمريكا. وكان اتفاق القاعدة الذى توصلت إليه. وهذا هو الاتفاق يا صاحب الجلالة:
1 - إيجار القاعدة فى السنوات الخمس هو: 500 مليون دولار.
2 - تقدم 250 مليون دولار منها، منحه خاصة لجلالتك.
3 - باقى المبلغ، وهو 250 مليون دولار بواقع 50 مليون دولار كل سنة تصرف كما يلى :
5 ملايين دولار تدفع للحكومة السعودية.
45 مليون دولار ترصد للإنفاق على البعثة العسكرية الأمريكية وعلى شراء الأسلحة التى ترى شراءها.
هذه هى شروط الاتفاق المالية.
تبقى شروطه السياسية وهى ثلاثة أيضًا يا صاحب الجلالة :
1 - ألا يستعمل السلاح الأمريكى ضد إسرائيل.
2 - أن تدار القاعدة بمعرفة السلطات الأمريكية تستعملها كما تشاء.
والسلطات الأمريكية تستعملها اليوم مخزنًا للقنابل الذرية، وتقوم منها يا صاحب الجلالة دوريات القنابل الهيدروجينية كل يوم تطوف آفاق الشرق الأوسط.
3 - أن تتعهد الحكومة الأمريكية بحماية العرش السعودى ضد أى خطر يهدّده من الخارج أو من الداخل.
هذا هو السر الذى لم يعد سرًا يا صاحب الجلالة وبقيت قصة سفرك المفاجئ الغامض إلى بادن بادن، هذا السفر الذى قلت فى تبريره كل الأسباب، إلا السبب الوحيد... السبب الحقيقى!
لقد سألتك السلطات الأمريكية يا صاحب الجلالة : «كيف ترى أن يتم التصرف فى نصيبك من الاتفاقية؟».
ورأيت جلالتك أن يدفع المبلغ وقدره 250 مليون دولار، لحسابك فى ألمانيا الغربية.
وقال مدير البنك الألمانى: «إن هذا المبلغ، مبلغ ضخم، لا عهد للبنك به فى المعاملات الشخصية غير التجارية، إلا فى الحسابات المقيمة باسم الحكومات، ومن ثم فإنه من الضرورى أن يحصل البنك على خطاب من وزير المالية السعودية وذلك حتى يتم الإيداع، وفقًا للإجراءات القانونية والمالية».
وضغط الملك على وزير ماليته فأرسل ذلك الخطاب للبنك ولكن المسؤولين فيه عادوا وطلبوا توقيع الملك شخصيًا - توقيعك - يا صاحب الجلالة أمام خبراء التوقيعات فى البنك.
هكذا كانت سفرة بادن بادن.
سفرة ألمانيا الغربية - يا صاحب الجلالة.
تلك كلها أسرار لم تعد أسرارًا يا صاحب الجلالة.
كلها كانت خطوات فى الطريق الطويل الذى سرت عليه طوال العام الأخير ثم كانت النهاية مأساة المؤامرة الأخيرة، أو فجيعتها بتعبير أدق!
مستشار بالسلك الدبلوماسى الأوربى
Diplomatic Counselor Sameh Al-Mashad


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.