جاءت زيارتنا إلي 'جوبا' عاصمة جنوب السودان في سياق مهمة الوفد الشعبي المصري الذي ترأسه الدكتور 'السيد البدوي'.. وبقدر الحفاوة التي قوبلنا بها في شمال السودان بقدر ما كانت الأجواء في الجنوب إيجابية.. بحثنا مع المسئولين في جنوب السودان ورئيس حكومتهم 'سيلفاكير' كافة القضايا محل التنازع والخلاف مع الشمال وخاصة قضية 'ابيي' وكان واضحاً أن هناك موقفاً محدداً في قضية 'أبيي' عكس نفسه في التصريحات التي أدلي به 'سيلفاكير' و 'باقان موم' الأمين العام للحركة الشعبية ووزير السلام في الحكومة الجنوبية والتي أكدوا خلالها أن 'أبيي' تتبع جنوب السودان غير أنهم راحوا يطمئنوننا بأن الجنوب لن يبادر بإطلاق الرصاصة الأولي في أية مواجهة مقبلة. تطرقنا إلي علاقات أهل الجنوب مع مصر وقضية حصة مصر من مياه النيل وتحدث الدكتور 'السيد البدوي' بصراحة مع رئيس حكومة جنوب السودان حول ما يشعر به أهل مصر من حالة من عدم الرضاء من الجنوبيين تجاه المصريين وهو ما نفاه 'سيلفاكير' والذي أكد أن مصر من أكثر الدول التي قدمت دعماً ومساندة للجنوب السوداني، وأنها أول دولة افتتحت قنصلية لها في الجنوب السوداني.. وأكد بخصوص حصة مصر من مياه النيل أن بلاده لن تقف عقبة أمام استمرار حصة مصر بنفس معدلاتها وأن حصة الجنوب سوف تكون مشتركة مع الحصة الأساسية التي تحصل عليها السودان الآن والمقدرة بثمانية عشر ونصف مليار متر مكعب من المياه. في كل الأحوال ومن خلال اللقاءات مع المسئولين في جنوب السودان بدا واضحاً أنهم لايريدون الصدام مع الحكومة السودانية في الوقت الراهن وحتي التاسع من يوليو المقبل موعد إعلان الانفصال في الجنوب السوداني.. غير أن الاجواء التي استشعرناها هناك كما في الشمال أن قضية 'ابيي' قد تشكل الصخرة التي تتحطم عليها كل آمال التواصل بين الشمال والجنوب السوداني.