تناول بعض كبار كتاب الصحف المصرية اليوم الأربعاء عددا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل تام علي واقع المجتمع المصري. فأكد فهمي عنبه رئيس تحرير 'الجمهورية' في عموده 'علي بركة الله' تحت عنوان ' أهلا بمصر.. في لندن' أن الدبلوماسية المصرية تستكمل مسيرتها الناجحة في كسب التأييد الدولي للسياسات الداخلية والخارجية التي تتبعها الدولة في الفترة الأخيرة...مشيرا إلي أن العاصمة البريطانية تفتح ذراعيها اليوم لاستقبال أول رئيس مصري يزورها منذ 13 عاما حيث ظل التساؤل الحائر بعد 30 يونيو متي يذهب السيسي إلي لندن؟. وأوضح عنبه أن زيارات الرئيس الخارجية تعددت لتشمل 5 قارات من نيويورك إلي موسكو.. ومن بكين إلي أديس أبابا.. وذهب إلي القوي الكبري في أوروبا والتقي مع قادتها الذين تفهموا اختيارات الشعب واطلعوا علي خطط المستقبل.. فتبدلت تماما نظرتهم وانقلبوا إلي مساندين.. وأشار إلي أن النتائج ظهرت في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ وفي افتتاح قناة السويس الجديدة وفي استثمارات بالمليارات لشركة 'إيني' الإيطالية للغاز و'سيمنس' الألمانية للطاقة وغيرها.. وتنوعت مصادر السلاح من روسيا وأمريكا.. إلي فرنسا والصين وألمانيا.. وظلت بريطانيا التي لم يتضح موقفها الحاسم بعد. وقال رئيس تحرير 'الجمهورية' إن لقاءات مكثفة سياسية واقتصادية تشهدها لندن حتي تنقشع الغمة وتعود العلاقات مع بريطانيا كما كانت.. وتنتهي فترة التوتر الناتجة عن سوء فهم طبيعة الشعب المصري.. وعندما يدخل السيسي غدا إلي '10 داوننج ستريت' مقر رئاسة الوزراء ويلتقي مع ديفيد كاميرون ستبدأ مرحلة جديدة بالتأكيد ستؤدي إلي شراكة استراتيجية بين البلدين. وأضاف الكاتب أن موضوع الإرهاب سيكون أهم ما يتم مناقشته بعد أن أصبحت هناك ضرورة للتكاتف الدولي لمكافحته لأنه ليس تحديا لمصر وبريطانيا فقط ولكنه يهدد العالم بأسره. واختتم عنبه مقاله قائلا : مازال الجو محتملا في لندن ولم تزحف موجات الصقيع والثلوج علي المدينة ولن يعكر صفو العلاقات بين البلدين وجود عدد من المعارضين أو حتي الرافضين.. فمصر ماضية في طريقها وقد يكون أحد أهم الأسباب الانجليزية لتأجيل الزيارة إلي هذا الوقت هو التأكد من جدية الحكومة المصرية في استكمال خارطة الطريق والسير علي طريق الديمقراطية والشروع في الاستحقاق الثالث والأخير وهو انتخابات مجلس النواب.. وقد أثبتت مصر جديتها لذلك تفتح بريطانيا ذراعيها وتقول: 'أهلا بمصر في لندن' لتفتح صفحة جديدة تقود لشراكة استراتيجية. وتحت عنوان 'لا مكان لليأس' أكد الكاتب محمد بركات في عموده 'بدون تردد' في صحيفة 'الأخبار' أنه في مراحل التحولات والمتغيرات الاجتماعية والسياسية الحادة التي تمر بها الدول والشعوب، والمصاحبة عادة لفترات اليقظة والنهوض سعياً للتقدم والنمو، وإحداث طفرة محسوسة وواضحة للأمام ونقلة نوعية للأفضل، يكون للعامل النفسي تأثيرا كبيرا بالسلب أو الإيجاب. وأوضح بركات أن ما تنتبه إليه كافة الدول والشعوب في هذه الأوقات، هو الحفاظ علي تنشيط وتقوية جهازها المناعي، والتركيز علي الأسباب والدوافع والأفكار الداعمة للمعنويات العامة للمواطنين، ورفع حالة الوعي الجمعي المقاوم لجميع دعاوي الإحباط أو الشعور باليأس. وشدد علي ضرورة أن نعي جيدا أن التحديدات الضخمة التي تواجهنا الآن علي كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأيضاً الأمنية، هي وحدة واحدة متصلة وغير منفصلة، وإن بدت غير ذلك في أحيان كثيرة، بالنسبة للنظرة السريعة والعين غير الفاحصة وغير المدققة. وأشار الكاتب إلي هذه التحديات رغم تعددها وكثرتها وتنوعها ما بين سوء الخدمات والمواقف، وتدهور الحالة الصحية وأوضاع العلاج وحالة المستشفيات، وسوء مستوي التعليم، وزيادة نسبة البطالة، ونقص الإنتاج وزيادة الاستهلاك، وارتفاع الأسعار وجشع التجار، وغيرها هي كلها أجزاء متصلة ببعضها البعض في سلسلة واحدة ومسمي واحد، هو الأزمة الاقتصادية، بكل ما تؤدي إليه من انعكاسات ومشاكل اجتماعية. واختتم محمد بركات مقاله قائلا 'كل تلك التحديات تفرض علينا بالضرورة الإدراك الواعي بأننا في حاجة ماسة إلي الثقة بالنفس والإيمان بقدرة الشعب علي المواجهة والتصدي،.. ، وهو ما يستلزم عدم السماح للإحباط أو اليأس بالتسلل إلي نفوسنا بأي صورة من الصور، ، ووسيلتنا في ذلك هو العمل والمزيد من العمل، مع الإيمان الكامل بعون الله ونصره في سعينا للمستقبل الأفضل'. وتناول الكاتب مكرم محمد أحمد محطة الضبعة في عموده 'نقطة نور' بصحيفة 'الأهرام' حيث قال 'لست من هؤلاء الذين يساورهم القلق الشديد من لجوء مصر إلي بناء محطات كهرباء نووية أولها في منطقة الضبعة، لأن قدرات مصر المالية لا تمكنها من سداد احتياجاتها من الطاقة عبر استيراد المواد البترولية من الخارج رغم الانخفاض الشديد في أسعارها، ولأن وجود محطات نووية لتوليد الكهرباء يساعد مصر علي دخول مرحلة التكنولوجيا النووية بإنجازاتها السلمية الواسعة، ابتداء من النظائر المشعة لعلاج الأمراض المستعصية إلي تكنولوجيات الضبط الدقيق لمختلف الصناعات الثقيلة والمعدنية'. وأضاف مكرم 'لكن كارثة نوة الإسكندرية الأخيرة وما كشفت عنه من إهمال وتسيب وصل إلي حد عدم تنظيف بالوعات وشناشين الصرف قبل موسم الأمطار يجعلنا نتساءل، هل نحن مهيأون بالفعل لإدارة محطات نووية كهربائية قبل أن ننجح في اجتثاث ظاهرات التسيب والإهمال الإداري من خلال نظام صارم للعقاب والثواب يقضي علي هذه الجرائم؟.. لأننا لا نحتمل كارثة في حجم ما حصل لمفاعل تشرنوبيل في أوكرانيا قبل عدة سنوات. وتابع الكاتب : أعرف أن العالم يتجه من جديد إلي بناء محطات نووية لحل مشكلة الطاقة لانخفاض تكاليف إدارتها، كما أن نظم الأمان في الأجيال الجديدة للمفاعلات النووية تكاد تصل إلي 100%، وتنطوي علي مجموعات من خطوط الدفاع المتتابعة والإجراءات الاحترازية داخل المفاعل، تضمن وقف تشغيله في التو واللحظة عند وقوع أي خطأ بشري أو غير بشري. وأكد مكرم، في خاتم مقاله، أنه لا يطالب بمراجعة برنامج مصر النووي، موضحا أنه يطلب التريث بعض الوقت في التنفيذ إلي أن ننجح في اجتثاث جرائم التسيب والإهمال عبر نظام صارم للثواب والعقاب، يسبقه نظام دقيق للإشراف والرقابة والمتابعة يجعل الإدارة المصرية اكثر يقظة ومسئولية