ولد أحمد عرابي في مارس 1841 في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية، تعلم القرآن الكريم وأرسله والده الذي كان عمدة القرية إلي التعليم الديني حتي عام 1849، ثم عهد به والده إلي صراف القرية حيث قام بتدريبه علي العمليات الحسابية والكتابية و مكث يتمرن علي يديه نحو خمس سنوات أحسن فيها معرفة القراءة والكتابة وبعض القواعد الحسابية. درس عرابي في الأزهر والتحق بالعسكرية واعتللي الكثير من المناصب، وقتها اصدر ناظر الحربية عثمان رفقي عددا من القرارات التي اعتبرها الضباط المصريون تحيزا للشركس في الجيش علي حساب المصريين ومنها: منع ترقية ضباط الصف المصريين و الاكتفاء بخريجي المدارس الحربية، استبدال بعض كبار الضباط المصريين بالشراكسة في المواقع القيادية بالجيش. أثارت تلك القرارات غضب الضباط المصريين واتهموا الشراكسة بالعمل علي استعادة دولة المماليك ثم اجتمع الضباط المصريون علي تقديم مذكرة لرياض باشا رئيس النظار وقعها عرابي و اثنان من زملائه اشتملت علي مطالبهم، ولكن لم يتقبل الخديوي هذه المطالب وقرر القبض علي عرابي وزملائه ومحاكمتهم عسكرياَ حيث اعتبرهم من المتأمرين، ولكن حررهم الضباط المصريون بالقوة. بعد استجابة الخديوي لمطالب أحمد عرابي وتعيين محمود سامي البارودي تم عزله، فاعترض عرابي واصدقائه الضباط وذهبوا وحولهم جماهير الشعب ينتظرون لقاء الخديوي توفيق لعرض مطالبهم، وسلموا الخديوي طلاباتهم رضخ توفيق لمطالب الجيش حين رأي التفاف الشعب حول عرابي، وعزل رياض باشا من رئاسة النظار، وعهد إلي محمد شريف باشا بتشكيل الوزارة وتشكلت بذلك أول نظارة شبه وطنية في تاريخ مصر الحديث. قامت بريطانيا بنفيه هو وزملائه عبد الله النديم ومحمود سامي البارودي إلي سريلانكا سيلان سابقا حيث استقروا بمدينة كولومبو لمدة 7 سنوات، بعد ذلك نقل أحمد عرابي ومحمود سامي البارودي إلي مدينة كاندي بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة وتم عودة أحمد عرابي بعد 20 عام ومحمود سامي البارودي بعد 18 عام وعاد عرابي بسبب شدة مرضه أما البارودي لاقتراب وفاته وإصابته بالعمي من شده التعذيب.