"لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا الله تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم" كلمات شهيرة ألقاها القائد المصري" أحمد عرابي" على الخديوي توفيق في خطبة شهيرة كان يعنت فيها الفقراء ويصفهم بال"عبيد"، ولكن رد القائد القدوة "عرابي عليه بتلك المقولة التي أصبحت شهيرة حتى إلى الأن. النشأة
ففي مثل هذا اليوم الأول من إبريل استيقظ العالم على مولد القائد الشجاع والزعيم المصري "احمد عرابي"، فولد أحمد عرابي في 1 أبريل 1841 في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية، تعلم القران الكريم وأرسله والده الذي كان عمدة القرية إلى التعليم الديني حتى عام 1849 ثم التحق بالمدرسة الحربية.
ارتقى عرابي سلم الرتب العسكرية بسرعة حيث أصبح نقيبا في سن العشرين، شارك في حروب الخديوي إسماعيل في الحبشة وترقي في الجيش إلى أن وصل إلي رتبة أميرالاي وكان يعتبر أحد المصريين القلائل الذين وصلوا إلي هذه الرتبة بسبب انحياز قادة الجيش وناظر الجهادية إلى الضباط الشركس والاتراك.
بداية ظهور "عرابي" التاريخي
كان أول ظهور حقيقي لاسم عرابى على الساحة حين تقدم مع مجموعه من زملائه مطالبين الخديوى توفيق بترقية الضباط المصريين وعزل رياض باشا رئيس مجلس النظار وزيادة عدد الجيش المصري، ولم يتقبل الخديوى هذه المطالب وبدأ في التخطيط للقبض على عرابى وزملائه حيث اعتبرهم من المتأمرين.
تنبه عرابى للخطر وقاد المواجهة الشهيرة مع الخديوي توفيق يوم 9 سبتمبر 1881 فيما يعد أول ثورة وطنيه في تاريخ مصر الحديث والتي سميت آنذاك هوجة عرابي.
وفي النهاية رضخ توفيق لمطالب الجيش حين رأى التفاف الشعب حول عرابى، وعزل رياض باشا من رئاسة النظار، وعهد إلى محمد شريف باشا بتشكيل الوزارة وتشكلت بذلك أول نظارة شبه وطنيه في تاريخ مصر الحديث.
وكانت الوزارة كانت شبه وطنيه بسبب أن محمد شريف باشا كان من أصول شركسيه إلا أنه كان رجلا كريمًا مشهودًا له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في 14 سبتمبر 1881م، وتم تعيين محمود سامي البارودي ناظرا للجهادية وهو أول مصري يتولي هذا المنصب.
مواقف عرابي الوطنية
قيادة المعركة بعد الاحتلال الإنجليزي لمصر
بعد دخول الإنجليز القاهرة في 14 سبتمبر 1882 ووصول الخديوي قصر عابدين في 25 سبتمبر 1882 تم عقد محاكمة لعرابي وبعض قواد الجيش في المعركة وبعض العلماء والأعيان وتم الحكم عليهم في 3 ديسمبر 1882 بالنفي إلى جزيرة سرنديب "سيلان" أو سريلانكا حاليا. واصلت القوات البريطانية تقدمها السريع إلى الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم ثم انتقلت إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصر نفس اليوم، وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 72 عاماً.
احتجز أحمد عرابي في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر 1882 والتي قضت بإعدامه، تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة "بناءا على اتفاق مسبق بين سلطة الاحتلال البريطاني والقضاة المصريين" إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب "سيلان".
انتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي، لورد دوفرن، إلى القاهرة كأول مندوب سامي – حيث أشرف على محاكمة أحمد عرابي وعلى عدم إعدامه.
قام الأسطول البريطاني بنفي عرابي هو وزملائه عبد الله النديم ومحمود سامي البارودي إلى سريلانكا سيلان سابقا حيث استقروا بمدينة كولومبو لمدة 7 سنوات.
بعد ذلك نقل أحمد عرابي والبارودي إلى مدينة كاندي بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة وتم عودة أحمد عرابي بعد20عام ومحمود سامي البارودي بعد18عام وعاد عرابي بسبب شدة مرضه أما البارودي لاقتراب وفاته وإصابته بالعمى من شده التعذيب.
العودة إلى مصر
لدى عودته من المنفى عام 1903 أحضر أحمد عرابي شجرة المانجو "المانجو" إلى مصر لأول مرة، وتوفي في القاهرة في 21 سبتمبر 1911، تاركاُ وراءه قصة كفاح ورفض للظلم ودفاع عن الحرية والكرامة.