تبدأ غدا 'السبت '، سنة 1732 القبطية في التقويم الذي تستعمله الكنيسة الأرثوذكسية في مصر حتي الآن، حيث يعد التقويم القبطي هو التاريخ الديني الرسمي لطائفة الأقباط في مصر. ويطلق لقب الأقباط أو 'القبط' في الأصل علي سكان مصر بوجه عام منذ العصور الفرعونية، وقد عرفوا بهذا الاسم نسبة إلي مدينة جيط أو جبيتو عاصمة مقاطعة نتروي بصعيد مصر، والمعروفة حاليا باسم 'قفط'، وعندما فتح العرب المسلمون مصر عرف سكانها بالقبط تجاوبا مع اللقب الشائع في مصر آنذاك. ويعتمد الفلاح المصري علي التقويم القبطي في الدورات الزراعية اعتمادا كليا، وفي اختيار الزراعات حيث يرتبط هذا التقويم ارتباطا وثيقا بالمناخ وفصول السنة محددا أكثر شهور العام حرا وبردا وسخاء بفيضان نهر النيل. وقد احتفظ الأقباط بالنظام الفرعوني للتقويم المصري علي أساس أن السنة الشمسية تضم 12 شهرا عدد أيام كل منها 30 يوما يلحق بها أيام شهر النسيء، وعدد أيامه إما 5 أيام في السنة البسيطة، أو6 في السنوات الكبيسة، وتم الاحتفاظ بأسماء الأشهر القبطية ال 12 كما عرفت بها في التقويم الفرعوني منذ الأسرة الخامسة والعشرين في عهد الاحتلال الفارسي لمصر، هي بترتيب تواليها توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤنة، أبيب، مسري، ونسئ. ويرجع تاريخ ظهور التقويم القبطي إلي تغيير البطالمة للتقويم المصري، الذي تعرض للتغيير في عام 238 ق م، من قبل بطليموس الثالث الذي أحدث فيه عدة تغييرات، عن طريق زيادة عدد أيام السنة المصرية، وهي تغييرات لم ترق للكهنة المصريين، فأجهض المشروع. وأعاد الإمبراطور الاحق له 'أغسطس' تطبيق المشروع مرة أخري، فغير تماما التقويم المصري ليتزامن مع التقويم اليوناني الجديد 'وهو أساس التقويم الجريجوري الذي يسير عليه الغرب إلي اليوم'، وهكذا ظهر إلي الوجود 'التقويم القبطي أو التقويم السكندري'، الذي يختلف عن التقويم المصري الفرعوني. واعتبر تاريخ تقلد الإمبراطور الروماني دقلديانوس حكم مصر بداية للتقويم القبطي تخليدا للشهداء الأقباط الذين نكل بهم هذا الإمبراطور الوثني لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية ورفضهم تأليهه وعبادته، وتم تحديد بداية التقويم القبطي علي هذا الأساس بيوم 29 أغسطس من عام 284 ميلادية، الذي قابل بداية شهر'توت' وهو الشهر الأول في التقويم القبطي وبعد عدة تصحيحات في التقويم الميلادي في منتصف القرن السادس عشر بات يوم 11 سبتمبر هو بداية السنة القبطية البسيطة، و12 سبتمبر بداية السنة القبطية الكبيسة. ولم يأخذ التقويم القبطي بتصحيح التقويم الجريجوري للتقويم الميلادي مما جعل ميلاد المسيح يختلف في الشرق والغرب فيوافق 7 يناير في التقويم القبطي و25 ديسمبر في التقويم الجريجوري.