توجه وزيرا الزراعة والموارد المائية والري الدكتور صلاح الدين هلال، والدكتور حسام مغازي صباح اليوم السبت، يرافقهما المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الزراعة والري السوداني وعدد من كبار المسئولين بوزارات المياه والثروة الحيوانية والزراعة السودانية، لزيارة مناطق سنار والرصيرص ومزرعة الدمازين بولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان 'تبعد 800 كيلومتر عن العاصمة الخرطوم'، وذلك في إطار زيارة هلال ومغازي للسودان الشقيق، والتي تستغرق ثلاثة أيام، لبحث إقامة علاقات تكامل شاملة في مختلف مجالات تنمية الموارد المائية والزراعة لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة للبلدين الشقيقين. وسيتم خلال هذه الجولة تفقد مشروعات الشركة السودانية المصرية للانشاءات والري، والشركة السودانية المصرية للتكامل الزراعي، والتي تبلغ مساحتها بإقليم الدمازين حوالي 100 ألف فدان، فضلاً عن لقاء عدد من المستثمرين المصريين بالسودان للاستماع إلي رؤيتهم في تعميق سبل التعاون والشراكة. وقال هلال، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن هذه الزيارة تعد تجسيداً لروابط الأخوة والعلاقات الوطيدة التي تربط بين الشعبين الشقيقين، وتعزيزاً للتعاون البناء الذي يخدم ويساعد علي تطوير وتنمية أواصر المصالح المشتركة وخاصة في مجالات الزراعة، وحسب توجيه قيادة البلدين بالعمل علي تطوير العلاقات الثنائية لأعلي سقف ممكن ومتاح حتي تصبح نموذجاً لعلاقات التعاون والتكامل العربية. ومن جانبه، أكد مغازي أن وزارة الموارد والري المصرية تضع كل إمكانياتها تحت تصرف الجانب السوداني لدراسة حصاد الأمطار والسيول لتوفير مخزون إضافي من المياه وتأكيد التنمية الزراعية المستدامة في مشروع التكامل بالدمازين، وذلك لإعادة تأهيل مشروع التكامل المصري السوداني في منطقة الدمازين وإقامة مشروعات زراعية تعتمد علي الزراعة التكاملية وتحقق الأمن الغذائي وتدفع بالشراكة في مجال الاستثمارات الزراعية والحيوانية وإقامة المزارع السمكية. كما سيتم خلال الزيارة عقد اجتماع للشركة السودانية المصرية للتكامل الزراعي والشركة السودانية المصرية للإنشاءات والري، اللتين بدأتا عملهما بالسودان قبل أكثر من 30 عاما، في مشروعات التكامل الزراعي ومجالات الإنشاء والحفر وتطهير الترع وقنوات الري وكذلك أعمال المقاولات العامة والحفر بأنابيب البترول. ويهدف الاجتماع إلي الاتفاق علي آليات تفعيل التكامل وإعادة هيكلة شركة التكامل المصرية السودانية وبحث إمكانية تكاملها والشركة السودانية المصرية للإنشاءات والري في إطار كيان موحد لكل أنشطة الزراعة والتنمية الزراعية والحيوانية وإنتاج الأسماك بين البلدين، وتحديد الأولويات في إطار زراعة تكاملية 'زراعة وإنتاج حيواني وتصنيع' بالتركيز علي محاصيل الحبوب الزيتية 'القطن، زهرة الشمس، فول الصويا' ومحاصيل الغلال 'القمح، الذرة الشامية، الذرة الرفيعة' والأعلاف وإنتاج اللحوم، والتركيز علي مشروع شركة التكامل الزراعية كنموذج يتم تطويره ونقل التجربة إلي منطقة أخري 'مشاريع الدمازين' أو مناطق أخري، وكذلك انتهاج الري التكميلي للمشاريع المطرية 'حصاد المياه' وإقامة السدود وكذلك الآبار الجوفية. جدير بالذكر أن الفترة الراهنة من العلاقات المصرية السودانية تشهد ارتقاء في أنشطة التعاون القائم بين البلدين وإرادة سياسية لتذليل كافة المشاكل والمعوقات التي تواجه التكامل الزراعي والتنموي، وأن توجيهات القيادة السياسية بالسودان ومصر تتفق في المضي قدماً نحو إقامة علاقات تعاونية قوية ومتينة بين البلدين إلي أقصي الحدود في جميع المجالات وصولاً إلي علاقة تكامل شاملة لكل الآفاق لتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة.