جدد السودان مطالبته لدولة جنوب السودان، بضرورة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الرئيسين عمر البشير، وسلفا كير ميارديت، والمتعلقة بالخط الصفري والحدود الفاصلة وفقا لحدود أول يناير عام 1956 والمنطقة منزوعة السلاح، وعدم دعم وإيواء الحركات المسلحة. وجدد وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور - في تصريح مساء اليوم الأربعاء - الدعوة لجنوب السودان للكف عن دعم المتمردين السودانيين. وقال غندور إن بناء علاقات طبيعية مع الدولة الجارة يتطلب إرادة من جانب جوبا، مشيرا إلي أن هناك كثيرا من الملفات العالقة لابد من مناقشتها بصراحة ووضوح. وحول الأحداث المتفجرة في الدولة الوليدة، قال غندور إن السودان جزء من منظمة 'الإيجاد'، التي تقود الوساطة في جنوب السودان ويدعم كل جهودها. وأكد أن الدور المحوري للسودان في هذا الجانب سيستمر. وقال: 'لكي يحقق هذا الدور الفائدة المرجوة منه لابد أن تتحسن العلاقة بين البلدين'. وأشار غندور إلي أن ذلك يأتي من خلال تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الطرفين، وإيقاف دعم الجنوب للحركات السودانية المتمردة. وبشأن التفاوض مع متمردي الحركة الشعبية، قطاع الشمال، ومتمردي دارفور، قال وزير خارجية السودان إن تعنتهم ومطالبهم غير الواقعية جعل من الوصول لاتفاق أمرا غير ممكن، مضيفا: 'نتمني أن تكون الفترة الماضية قدمت دروسا مفيدة للطرف الآخر'، وقال غندور: 'لا بد أن يكون الطرف الآخر تأكد من أن السلاح مهما بلغت قوته، والدعم الخارجي مهما بلغ ذروته، لن يؤدي إلي تحقيق أحلام سياسية للبعض'. وشدد غندور علي أن الطريق الوحيد هو الحوار. وقال: 'إن ذلك لن يحدث إلا إذا انفصم البعض عن الأجندات الخارجية'، مشيرا إلي أن الذين يتحدثون عن التهميش هم الذين يعرقلون التنمية، ويدمرون المشروعات والبنية التحتية، ويقتلون نفس الأشخاص الذين يتحدثون عن تهميشهم بدم بارد. وتابع: 'لعل آخر ما تم في جنوب كردفان من قتل مصلين، وهم يؤدون صلاة الصبح، جريمة ضد الإنسانية، يجب أن تدان من كل العالم، ولا زلنا نتطلع إلي أن يعود البعض إلي صوت العقل'.