شيّع نحو 200 فلسطيني من القدسالمحتلة، منتصف الليلة الماضية، جثمان الشهيد عبد الرحمن ادريس الشلودي، 20 عاما، الي مثواه الأخير بمقبرة اليوسفية في باب الاسباط الملاصقة لجدار المسجد الاقصي المبارك، وسط اجراءاتٍ احتلالية معقدة ومشددة فرضتها علي عائلة الشهيد. جاء تشييع جثمان الشهيد بعد احتجازه خمسة أيام، ووسط شروطٍ وضعتها مخابرات الاحتلال تعكس هاجس الخوف من مشاركة آلاف المقدسيين في الجنازة وما يصاحبها من دعواتٍ وشعارات وطنية ضد الاحتلال ربما تتطور الي مواجهات مع الاحتلال. وقال مراسلنا بأن قوات الاحتلال دفعت بعشرات العناصر من جنودها وعناصر وحداتها الخاصة لمراقبة عملية التشييع والدفن، وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة داخل مقبرة باب الأسباط، واعتلت أسطح سور البلدة القديمة، وانتشرت علي مداخلها، ومنعت المواطنين من الدخول اليها، كما أغلقت العديد من الشوارع والطرقات ومحاورها المؤدية الي منطقة التشييع. ورضخت عائلة الشهيد-في نهاية المطاف- الي شروط مخابرات الاحتلال التي هددت في حال رفض العائلة شروطها بهدم منزلها ودفن جثمان الشهيد بمقابر الأرقام. وبموجب شروط الاحتلال، تم تسليم جثمان الشهيد عند مدخل المقبرة بعد نقله بواسطة سيارة اسعاف صهيونية من معهد 'أبو كبير'، وغسّلت عائلة الشهيد الشلودي نجلها في إحدي غرف المقبرة، كما منع الاحتلال نقله الي المستشفي والمسجد، ثم أدي المشاركون صلاة الجنازة عليه في ساحة المقبرة، وودعت عائلة الشهيد 'الوالد والوالدة وأشقائه'، وبعض أقاربه من الدرجة الأولي فقط –بسبب تحديد العدد-، داخل المقبرة، ثم واري جثمانه الثري. واستشهد الشاب الشلودي مساء الاربعاء الماضي، بعد اصطدامه بمجموعة من المستوطنين جراء فقدانه السيطرة علي سيارته في حي الشيخ جراح بالقدس حيث أطلق حراس القطار الخفيف الرصاص عليه من مسافة قريبة. وكشف التشريح بمعهد أبو كبير عن الأسباب التي أدت الي استشهاد الشاب الشلودي، حيث أطلق علي الشلودي من مسافة قريبة 3 رصاصات، أحدها في منطقة الظهر أصابت الكبد وفجرته، إضافة الي قطع أحد شرايين إحدي الكليتين، وأخري في قدمه اليسري، وثالثة بالخصية اليمني، أما السبب الاستشهاد الرئيسي للاستشهاد هو 'طول فترة مكوث وتواجد الشهيد الشلودي في مكان الحادث دون تقديم العلاج الفوري له، وتركه ينزف دماً فترة طويلة، وتوقف الأطباء عن ضخ دمٍ له بعد العملية الجراحية الأولي.