مرت مصر في السنين الأخيرة بعثرات مؤلمة.. كانت فيها مُقدِمة علي خراب اقتصادي لم تَعِشه من قبل.. سنين ثلاث عجاف كانت مصر فيها تمشي بخطي سريعة، نحو التقسيم إلي ولايات وإمارات، وحرب أهلية تدق أبوابها بعنف.. ابواق الخيانة والعمالة، الكارهين لمصر وشعبها، تعزف مارش التبعية البغيضة، وباسم الدين كانت النية منعقدة، لتفتيت العروة الوثقي، لآلاف السنين بين أبناء مصر.. تحالفت قوي البغي والشر والعدوان، ورسمت خطوط المؤامرة، وكانت مصر تسمي فوق الخريطة الجائزة الكبري أو جوهرة مشروع الفوضي الخلاقة.. أعوام ثلاثة تخفق فيها القلوب وتهتز منها أعصاب الشعب العربي كله، مخافة أن يتحقق حلم الصهيونية والإمبريالية الأمريكية الجديدة، وتختفي مصر من فوق خريطة العالم العربي.. مصر هي واسطة العقد، إن انفرطت حباته اختفت الأمة العربية.. مؤامرة قديمة قدم التاريخ الاستعماري، بدءا من اتفاقية سايكس-بيكو 1916، ومن ثم وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917، لفصل مصر عن أمتها العربية، باقامة دولة مسمار جحا الصهيوني، لفصل الساحل عن الداخل، وإسرائيل هي رأس حربة تغييب مصر عن أمتها العربية.. دخلت مصر في حروب عدة، بدأت 1948 وصفقة الاسلحة الفاسدة، وكان جيش مصر هو الضحية.. ثم العدوان الثلاثي 1956 لتركيع مصر وإعلان هزيمتها، ومن ثم ينتهي دورها التاريخي والجغرافي، والمد الثقافي لها بين شعوب الأمة.. ثم أعادوا الكَرَّة في 1967.. لم تنقطع المحاولات، وكانت آخرها تلك التي قامت بها جماعة الإخوان، ودورهم المشبوه في تصفية ثورة 25 يناير وبأوامر أمريكية.. ركب التيار المتأسلم عرش مصر وبرلمانها، ظن القاصي والداني أنها نهاية مصر ودورها.. خرجت ملايين الشعب في 30 يونيو، ومن ورائها جيشها الوطني، ومن بين صفوفه كان الزعيم المنتظر، لينهي مشروعًا داخت الإمبريالية العالمية في تخطيطه، لأكثر من مائة سنة ينتظرون الجوهرة، التي تطمح وتطمع الصهيونية العالمية، والإمبريالية والرأسمالية الأوربية، ان تزين بها تاج تحالفاتهم غير المقدسة.. ثورة شعب عظيم، لم يشهدها تاريخ الثورات والزعامات العالمية، ثورة لم تحدث في التاريخ، من أول سبارتاكوس محرر العبيد، مرورًا بجورج واشنطن، الثائر الامريكي ولينين، إلي نيلسون مانديلا. سيذكر التاريخ الثورات الأربع لشعب مصر.. 23 يوليو، 25 يناير، 30 يونية ومن بعدها جميعًا ثورة الستين مليار جنيه في ثمانية أيام.. لم نلجأ في تمويل مشروعنا القومي لألاعيب البنك الدولي، كما حدث للسد العالي.. فقأت ثورة الستين مليارًا عين المعونة الأمريكية، وتعلن للعالم أن وراء الزعيم شعبًا له حضارة وتاريخ، وتخيب آمال دعاة ومشجعي الإرهاب الأسود في تركيا وإيران.. ويثبت شعب مصر ان 30 يونية ثورة شعبية وليست انقلابًا عسكريًا كما يرددون.. ثورة الستين مليارًا استفتاء جماهيري علي رفض الشعب جماعات الإسلام السياسي، وإخوان الإرهاب، وعشاق التبعية الأمريكية.. استشعر من ثورة الستين مليارًا شكل البرلمان المقبل، ورفض الشعب لرموز العهود البغيضة العميلة. عصابات التشكيك من أصحاب الفكر السقيم، المصابون بالعشي الليلي والنهاري أيضًا، المشككون في قدرات شعب مصر، وأنه يعاني العشوائيات والبطالة، وأزمة رغيف العيش، ورفع الأسعار، وغلاء حاجاته الأساسية، وانقطاع التيار الكهربي، ظن الواهمون أن الشعب حتمًا سيثور علي الزعيم، أمام مطالبه الملحة.. غاب عنهم فهم الشخصية المصرية، كذلك خابت تقديراتهم، وظنوا أن الشعب سيخذل الزعيم، ولن يستطيع جمع المليارات المطلوبة، أو حتي عشرة بالمائة منها.. إرادة الله فوق كل إرادة، شاء رب العرش العظيم، يوم انقطاع التيار الكهربي في مصر كلها، كان بداية ثورة الستين مليارًا، حققت شهادة قناة السويس في يوم الإظلام، ستة مليارات جنيه، رغم عزوف الرأسمالية، وكبار الفنانين عن التبرع أو حتي شراء شهادة قناة السويس الجديدة. انتظروا الكثير من شعب الثورات الشعبية، وتوابعها من ثورات الستين مليارًا، لعشرات المشاريع القومية المقبلة.. صحيح الرؤساء أقدام.. هنيئا لمصر.. الرفاهية قادمة، مسافة السكة.