'هي ثورة والا خية وقعنا فيها.. فيها حيه كدبها ساكن عنيها.. وبلدنا في الكوشة عروسة ماسكة رأسها بين أيديها.. ساعة تبكي وساعة تلعن اللي غشوا وتاجروا بيها'. من قصيدة للشاعر الشعبي علي شيحة، ألقاها علي مسامعي تليفونيا، بعدها رحت أسأل عن ثورة 25يناير.. استرجع أحداثها.. أبحث عن زعيم.. عن حزب شعبي وراءها، عن قادة سياسيين، لم أجد سوي مجموعة من الادعياء يسمونهم 'النخبة أو النكبة' كل يصطحب شابين أو أكثر ويسرح بهم في الفضائيات ملقبا إياهم بثوار التحرير.. ثم كانت المصيبة سرقت من الشعب ثورته، راحت إلي يد من لم يشتركوا فيها، ولا في أي ثورة، ولأكثر من ثمانين عامًا.. استردالشعب ثورته في 30 يونية.. عادت نعم.. لكن مشوهة بدستور مهترئ عاجز، نخر فيه سوس الإخوان، ومن عجب أن لجنة الدستور تفكر في تعديله 'أيش تعمل الماشطة في الوش العكر' دستور كاره للشعب، لدرجة أنهم رفعوا اسمه وألغوه من فوق مجلس الشعب، ليصبح كما كان في عهد الملكية 'مجلس النواب'.. من يفكرون في التعديل هم أذيال حكم الإخوان.. إلا انه دستور، جاء بالرئيس المؤقت القاضي المحترم عالم القانون المبجل، وبنص صريح جاء في كل دساتير مصر ما بعد ثورة 1952، ومن شروط القاضي إلا يمارس أو ينتمي لفصيل سياسي، ضمانا لحيدته ونزاهة القضاء والعدالة.. السؤال الذي يحيرني تمامًا، ولم أجد له جوابًا.. من الذي رشح له نائبا للرئيس، ميوله ومعيشته وفكره خارج أمته، صاحب دكتوراهات فخرية، لأسباب لانعلمها، ويعلمها هو تمامًا؟! ومن اختار رئيس الوزراء؟! سؤالان يحيران الفقيه، وليس عندنا زعيم شعبي، ولا حزب سياسي يملك حتي شبهة قدرة تحريك الجماهير.. خرج الشعب المصري مدفوعا بالمخزون التراثي الشعبي والثقافي والحضاري في كل المرات. للمرة الثانية يتكرر الخطف وتسرق الثورة، ونقع في دوامة المتطرفين والإرهابيين.. الانتخابات البرلمانية أولا أم الدستور، لتقع الثورة في أيدي اللوبي الأمريكي والتفكير الإمبريالي والتبعية المتطرفة، المدفوعة الأجر مقدما.. لم تلده أمه بعد، من يقف ضد إرادة ملايين شعب مصر، وضد حركة الزمن والارتداد إلي فكر الجاهلية وثقافة الصحراء وجماعات التطرف الديني البعيدين عن قضايا وآلام الشعب، غيروا من فكركم والتبعية الثقافية، والتبعية الدينارية.. انحازوا إلي إرادة الشعب وانسوا الدكتوراهات الفخرية، وعضوية مجالس العلاقات العامة الإسلامية المجهولة الهوية.. إن موقفًا واحدًا، أو تصريحا بكلمات قليلة جادة مخلصة منحازة للشعب، هي تاج فوق رؤوسكم، تجب كل ما تحملونه من د كتورهات، وما تحمله خزائنكم من مليارات. معالي الرئيس ومعك رئيس وزرائك ولجنة الخمسين، سيحملكم التاريخ وزر تفعيل دستورضد إرادة الشعب، وضعته جماعه إرهابية، هدت وهددت المجتمع أمنيا واقتصاديا.. شوهت وجه ومكانة مصر بين العالم.. لتعرف يا فخامة رئيس مصر، وضع ألف خط تحت كلمة مصر، التي يسميها العالم 'جوهرة العالم'.. ألم تسأل نفسك: لماذا كل هذه الاستماتة من الاتحاد الأوربي وأمريكا، للوساطة بالخروج الآمن لقادة الإرهاب العالمي؟! ارجع إلي سنوات سابقة، أفرجت فيها الخارجية البريطانية عن وثيقة مهمة، تتضمن توصية صريحة، بإقامة علاقات وروابط قوية مع جماعة الإخوان 'المسلمين'، والمحظورة في مصر، وأبدي وزير الخارجية جاك سترو إعجابه وموافقته علي مضمون الوثيقة، وبترتيب لقاءات بين ممثلي الجماعة المحظورة، وتحت ستار شديد من الحذر. جماعة الإخوان تنظيم إرهابي دولي، صاحب سياسة ومصالح دولية مشتركة، مع الصهيونية والإمبريالية العالمية.. أسست أمريكا حلف بغداد في الاربعينيات، وأوكلت إدارته ماليًا وإداريا لبريطانيا، ولم تكن مصر عضوا في الحلف، احتارت بريطانيا فيمن يؤثر علي دخول مصر إلي الحلف، فوقع اختيارهم علي جماعة الإخوان 'المسلمين' التي طلبت ثمنًا لهذه المهمة أربعة ملايين جنيه استرليني آنذاك، وقبضت الثمن.. لعل الأمر استبان لديك الآن، وعرفت لماذا تحافظ دول الاتحاد الأوربي وأمريكا علي تنظيم الإخوان الدولي، وفي مصر خاصة، لأن خروجهم منها، يعني القضاء علي هذا التنظيم الدولي ودوره المرسوم له، من قبل الإمبريالية والصهيونية العالمية.. يا فخامة الجالس علي كرسي جمال عبد الناصر، اضرب بيد من حديد علي تنظيمات الإرهاب، وأكثرهم يتلقون تعليماتهم من أجهزة الاستخبارات الدولية.. اليد المرتعشة لا تحكم ثورة ولا تقود شعبًا.. شعبنا قادر علي الإطاحة بكل من لا يلبي أوامره، وقد حارب هذا الشعب الأعزل ثلاث دول وبجيوشها الحديثة في عدوان 1956.. حاربتهم النساء بأغطية حلل المطبخ، والأطفال بالكرات القماش المغموسة بالكيروسين.. أحذركما من غضبة الشعب وأخاف علي رأسيكما من غطاء حلة أم العربي.