الخارجية الأمريكية ل أحمد موسى: أمريكا مستعدة لتقديم خدمات لحل أزمة سد النهضة    موعد صرف معاشات شهر أكتوبر 2024    «أنبوبة البوتاجاز» تقفز ل 150جنيهًا    بالاسم ورقم الجلوس.. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة للقبول بالجامعات (رابط مباشر)    وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 20 شخصا وإصابة أكثر من 450 آخرين في موجة التفجيرات الجديدة    ماذا قالت ميلانيا ترامب عن عملها عارضة متعرية؟ (فيديو)    8 شهداء في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين بحي الشجاعية شرق مدينة غزة    توافق «مصرى- أمريكي» على الوقف الفوري للحرب    كوريا الشمالية تنجح فى اختبار إطلاق صاروخ باليستي قادر على حمل رأس حربي كبير    السعودية ترحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يطالب بإنهاء الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية    أيمن يونس يوضح رأيه في نظام الدوري المصري الجديد    الأهلي لم يتسلم درع الدوري المصري حتى الآن.. اعرف السبب    كشف حقيقة ادعاءات فتاة حول ضبط شقيقها دون مبرر في الإسكندرية    تفاصيل مصرع مُسن في مشاجرة على قطعة أرض في كرداسة    إصابة 12 شخصا إثر تصادم 4 أتوبيسات على طريق السخنة    الشاب خالد: والدي طلب مني أسامحه قبل وفاته "لهذا السبب"    طفرة عمرانية غير مسبوقة واستثمارات ضخمة تشهدها مدينة العاشر من رمضان    محمد فاروق: المنظومة التحكيمية مليئة بالصراعات.. ومحاولات لإبعادي من رئاسة اللجنة    لو عاوز تمشيني أنا موافق.. جلسة حاسمة بين جوميز وصفقة الزمالك الجديدة    عقب تدشينها رسميا، محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة "بداية جديدة "    بشاير «بداية»| خبز مجانًا وقوافل طبية وتدريب مهني في مبادرة بناء الإنسان    عبير بسيوني تكتب: وزارة الطفل ومدينة لإنقاذ المشردين    "ماتت قبل فرحها".. أهالي الحسينية في الشرقية يشيعون جنازة فتاة توفيت ليلة الحنة    مصدر أمني ينفي انقطاع الكهرباء عن أحد مراكز الإصلاح والتأهيل: "مزاعم إخوانية"    الفيدرالي الأمريكي يواجه التضخم بخفض الفائدة إلى 5.00% بعد 4 سنوات من الارتفاع    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    الشاب خالد: اشتغلت بائع عصير على الطريق أيام الفقر وتركت المدرسة (فيديو)    كشف حقيقة فيديو لفتاة تدعي القبض على شقيقها دون وجه حق في الإسكندرية    «استعلم مجانًا».. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2024 علمي وأدبي فور إعلانها رسميًا (رابط متاح)    «هي الهداية بقت حجاب بس؟».. حلا شيحة تسخر من سؤال أحد متابعيها على التواصل الاجتماعي    تراجع بقيمة 220 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت الخميس 19 سبتمبر 2024 بعد التحديث الجديد    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    إيمان كريم تلتقي محافظ الإسكندرية وتؤكد على التعاون بما يخدم قضايا ذوي الإعاقة    كيفية تحفيز طفلك وتشجيعه للتركيز على الدراسة    السفر والسياحة يساعدان في إبطاء عملية الشيخوخة    أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد وتخلصه من السموم    سيلتك يكتسح سلوفان براتيسلافا بخماسية في دوري أبطال أوروبا    صلاح التيجاني: والد خديجة يستغلها لتصفية حسابات بعد فشله في رد زوجته    الفنانة فاطمة عادل: دورى فى "الارتيست" صغير والنص جميل وكله مشاعر    «زي النهارده».. حسين كامل سلطاناً على مصر 19سبتمبر 1914    أيتن عامر تحتفل بالعرض الخاص لفيلم "عنب" في الإمارات    الكابينيت يعطي الضوء الأخضر لنتنياهو وجالانت للتحرك ضد "حزب الله"    عقب تدشينها رسميًا.. محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة «بداية جديدة»    الخطيب يدرس مع كولر ملف تجديد عقود اللاعبين وأزمة الدوليين قبل السوبر المصري    بخطأ ساذج.. باريس سان جيرمان يفوز على جيرونا في دوري أبطال أوروبا    قمة نهائي 2023 تنتهي بالتعادل بين مانشستر سيتي وإنتر ميلان    حقيقة عودة إضافة مادة الجيولوجيا لمجموع الثانوية العامة 2025    صحة مطروح تقدم 20 ألف خدمة في أولى أيام المبادرة الرئاسية «بداية جديدة».. صور    من الأشراف.. ما هو نسب صلاح الدين التيجاني؟    عاجل - قرار تاريخي:الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة إلى 5.00% لأول مرة منذ سنوات    بعد كلمة شيخ الأزهر"عن المفاضلة بين الأنبياء".. الأزهر للفتوى يحذر من اجتزاء الكلمات من سياقها بغرض التشويه    محافظ القليوبية يكرم المتفوقين في الشهادات العامة بشبرا الخيمة    المغرب والجابون يوقعان مذكرة تفاهم في مجال التعاون القضائي    هيفتشوا وراك.. 5 أبراج تبحث في موبايل شريكهم (تعرف عليها)    أسماء جلال جريئة ومريم الخشت برفقة خطيبها..لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    حدث بالفن| مفاجأة صلاح التيجاني عن النجوم وحقيقة خضوع نجمة لعملية وتعليق نجم على سقوطه بالمنزل    خالد الجندى: عدم الاهتمام بإراحة الجسم يؤدى لاضطراب الصلاة والعبادات    خسوف القمر 2024..بين الظاهرة العلمية والتعاليم الدينية وكل ما تحتاج معرفته عن الصلاة والدعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



'لا شماتة' في الصراع العربي الصهيوني
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 23 - 07 - 2014

أسوأ ما في ارتباط جماعة 'حماس' ب'الإخوان' علي مدي السنوات الثلاث التي شهدت صعود الجماعة إلي قمة المشهد السياسي، ثم كرسي الحكم في مصر.. الشعور السلبي الذي تكوَّن لدي الرأي العام المصري تجاه قضيتنا المحورية، قضية 'الصراع العربي الصهيوني'..
فمازال الكثيرون يربطون بين 'حماس' وبين الشعب الفلسطيني وهو ما جعلهم يستقبلون أخبار الاعتداءات الصهيونية علي غزة بفتور، بل ذهب البعض لأبعد من ذلك، لنري للأسف من يتشفي وينظر للأمر بعين الثأر!!..
وتناسي هؤلاء أن مصيبتنا الحقيقية في الكيان الصهيوني الذي يحتل الأرض العربية، ويطمع في الأخري، وأن ما نعانيه الآن وسنعانيه غدًا سببه بالأساس وجود 'إسرائيل' في المنطقة، وأن صراعنا معها صراع وجود، ودفاعنا عن حقوق الشعب الفلسطيني واستقلاله من النهر إلي البحر هو دفاع عن مصر ووجودها.. بل دفاع عن الأمة العربية بأسرها.
أعرف أن مواقف 'حركة حماس' بداية من انحيازها لجماعة الإخوان، والمعسكر 'القطري - التركي'.. مرورًا بتطاولها علي الجيش، وحتي تصريحات قادتها الأخيرة بشأن 'المبادرة المصرية'، وكلمات خالد مشعل عن نخوة المصريين.. و'التصريحات العبيطة' عن تدويل معبر رفح، تثير غضب الشعب المصري، لكن علينا أن نفرِّق جيدًا بين القضية الفلسطينية وأي فصيل سياسي فلسطيني.. وأن ندرك خطورة أن نختصر قضية الصراع العربي الصهيوني في 'حماس' أو 'فتح' أو أي نظام حاكم هناك.
بل إن القراءة المتأنية للمشهد تكشف أن المستفيد مما يجري الآن في غزة من قتل وتشريد ودمار، 'حكومة نتنياهو' التي اكتسبت شعبية قد تعينها في الانتخابات المقبلة، وحركة 'حماس' التي أعاد العدوان الصهيوني إليها الحياة ووضعها علي جهاز تنفس صناعي بعد موتها إكلينيكيًا عقب ثورة 30 يونية، لتعود إلي المشهد وتجني كعادتها المزيد من الأموال والمكاسب للقبول بالهدنة وحقن دماء الشعب الفلسطيني.
لقد وقعت مثل كثيرين في هذا الخطأ، عندما تصوَّرت أن 'حماس' والقضية الفلسطينية وجهان لعملة واحدة، وقد أشرت إلي ذلك في مقال سابق..
ففي الجامعة، كنت من أشد المتحمسين ل'حماس'.. لم أكن أهتم بما يتم تداوله عنها وما يقال عن دور 'إسحاق رابين' في نشأتها واستخدامها في تصفية حركة 'فتح'، أو ما كان يتردد عن دعم أجهزة الاستخبارات الصهيونية للجماعات الإسلامية في فلسطين لمواجهة الحركة الوطنية المتمثلة في 'منظمة التحرير الفلسطينية'، وكنت أعتبر ذلك نوعًا من تشويه المقاومة.
انتمائي ل'نادي الفكر الناصري'، في ذلك الوقت، وخلافاتنا التاريخية والأيديولوجية مع تنظيم الإخوان الأب الروحي ل'حماس' كانت أمورًا ثانوية، تتلاشي عند قضية الصراع العربي - الصهيوني.. بل يمكن القول إن نقطة التلاقي الوحيدة بين الناصريين والإخوان كانت 'حماس'..
هكذا كنت أو كنا نتصور.
في بداية التسعينيات.. كانت المنطقة العربية تعيش مأساة 'احتلال العراق للكويت'.. حالة من الإحباط وعدم الاتزان أصابتنا ونحن نشاهد تدمير الجيش العراقي أحد أقوي الجيوش العربية، وحصار شعب العراق أحد أكبر الشعوب العربية، ويتم ذلك للأسف بمباركة عربية، ورعاية أمريكية.
وقبل أن نتجاوز مأساة 'عاصفة الصحراء'، جاء 'مؤتمر مدريد' الذي دعا إليه 'بوش الأب'.. حالة جديدة من الإحباط عنوانها 'السلام خيارنا الاستراتيجي' و'الأرض مقابل السلام'، ثم جاءت 'اتفاقية أوسلو' التي تم توقيعها بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني 13 سبتمبر 1993 في واشنطن، بحضور بيريز وعرفات وتحت رعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وقد سميت الاتفاقية باسم العاصمة النرويجية 'أوسلو' التي استضافت المباحثات السرية بين الطرفين في 1991.
وقتها.. هتفنا ضد 'ياسر عرفات'، و'منظمة التحرير الفلسطينية'، ورفعنا صور 'أحمد ياسين' وهتفنا ل'حماس'.
المهم.. خنوع الأنظمة العربية، وضع 'حماس' في صدارة المشهد واستمرت سنوات طويلة، تمثل المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني، فقد كانت عملياتها الفدائية تجسد مقولة الزعيم جمال عبد الناصر 'ما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة'، في وقت سيطرت فيه عبارات المهادنة و'العيش المشترك' و'قبول الآخر'، وغيرها.
ورغم تبني إيران وسوريا خطابًا عدائيًا لإسرائيل، وتقديم بعض المساعدات لحركات المقاومة أو استضافة رموزها وتخصيص مرتبات شهرية لأعضائها، ظلت 'حماس' رمزًا للنضال، لم ينازعها مجد المقاومة إلا 'حزب الله' في بعض المناسبات.
وبالنسبة لي.. ظلت 'حماس' أيقونة المقاومة، حتي انقلبت علي السلطة الفلسطينية في 2007.. والمشكلة لم تكن فقط في الانقلاب، الذي قسم الشعب الفلسطيني ودخل بالقضية إلي نفق مظلم، لكن أيضًا في ممارسات ميليشيات 'حماس' بعد الانفراد بالسلطة في القطاع.. فمشاهد رمي الفلسطينيين المنتمين لحركة فتح من فوق أسطح المنازل في غزة وتكسير عظامهم وسحلهم والتمثيل بجثثهم، لا تفارقني حتي اليوم.. خصوصًا وأني قابلت بعض الجرحي والمصابين جراء ذلك واستمعت لهم أثناء تلقيهم العلاج في مصر.
سألت نفسي وقتها: هل هناك علاقة بين انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة في 2005 وبين الانقلاب في 2007؟!!.. واتسعت دائرة السؤال: هل هناك علاقة بين الصفقة الأمريكية مع الإخوان في العراق أو 'حكومة بول بريمر'، وبين انقلاب 'حماس' علي السلطة الفلسطينية وعزل قطاع غزة عن الضفة الغربية أم لا؟!!.
ففي فبراير 2005 قررت الحكومة الإسرائيلية وبأغلبية كبيرة الانسحاب من غزة.. قبلها في 2004 تخلص الكيان الصهيوني من القيادات الفلسطينية التاريخية.. أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وياسر عرفات، لتبدأ القضية الفلسطينية مرحلة خطيرة.. يسيطر عليها الاقتتال الداخلي، لتتوجه أسلحة فصائل المقاومة إلي بعضها البعض.
وبعد انسحاب إسرائيل من غزة، دخلت 'حماس' معترك السياسة وتخلت عن السلاح، ورغم رفضها المشاركة في الانتخابات الرئاسية، خاضت الانتخابات البلدية، ثم خاضت الانتخابات التشريعية الفلسطينية للمرة الأولي في عام 2006، وفازت ب'76' مقعدًا مقابل '43' مقعدًا لحركة فتح.. وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقالة رئيس الوزراء أحمد قريع وتكليف 'حماس' بتشكيل الحكومة.
منذ ذلك الوقت لم يعد الاحتلال الصهيوني هو قضية 'حماس' الرئيسية، اختفت 'إسرائيل' من المشهد، وكما خرجت 'منظمة التحرير الفلسطينية' من دائرة المقاومة خرجت 'حماس'، وبرز الصراع بين 'السلطة' و'الحكومة'، وتحول الأمر إلي مواجهات في الشوارع بين المنتمين ل'فتح' والمحسوبين علي 'حماس'.
حرب راح ضحيتها العشرات بل المئات من الفلسطينيين، طرفاها 'كتائب شهداء الأقصي' و'كتائب عز الدين القسام'، حتي اتخذت 'حماس' قرارها في منتصف يونية 2007 بالانقلاب علي السلطة الوطنية والانفصال بقطاع غزة..
رأينا بعد ذلك التقارب 'الحمساوي' 'القطري'!! وعندما تظهر قطر يجب أن نفتش عن الكيان الصهيوني وبدأنا نسمع من جديد عن 'غزة الكبري'، وتسوية القضية الفلسطينية علي حساب مصر، أو ما يُعرف بدولة 'غزة الكبري' التي تتمدد إلي الأراضي المصرية باتجاه سيناء.
وبعد 25 يناير أصبحت الصورة أكثر وضوحًا.. التصقت 'حماس' أكثر وأكثر بتركيا وقطر والمخطط الأمريكي الرامي لتقسيم المنطقة علي أسس عرقية ومذهبية.. وهل ننسي اتفاق 'حماس' و'إسرائيل' الذي تم تحت رعاية مرسي ووقعت فيه 'حركة المقاومة الإسلامية!!' علي وقف 'العنف المتبادل!' بين الطرفين، وتعهدت بتضييق الخناق علي حركات المقاومة؟!!..
يا سادة.. ما أقدمت عليه حماس وما ارتكبته من جرائم بحق الشعب الفلسطيني في السنوات التي تلت الانقلاب في غزة، وضعها في المكانة التي تستحقها وتليق بها كفصيل يتاجر بالقضية ويستخدمها، لكن ذلك لا يدفعنا بحال من الأحوال لأن نتخلي عن قضيتنا العربية..
فالقضية الفلسطينية هي قضية مصر الرئيسية، يجب بل ليس من حقنا ألا نفرط فيها كما لم نفرط في دماء شهدائنا الذين راحوا في طريق الدفاع عنها وعن القضايا المصرية والعربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.