هدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بعدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء الخاص باستقلال جنوب السودان المقرر يوم 9 يناير/كانون الثاني المقبل, "إذا لم تحل المشكلات المتعلقة بعملية تسجيل الناخبين". وقال القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي إن الحركة الشعبية لتحرير السودان "تستخدم أدوات للضغط علي الجنوبيين في الشمال وتهديدهم وترهيبهم كي لا يسجلوا أنفسهم، مما يعني أن عملية الاستفتاء ككل لن تكون حرة ونزيهة وشفافة". وأضاف "إذا استمر هذا السلوك من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان فإن هذا لن يؤدي إلي مناخ مواتٍ لإجراء الاستفتاء، وسيؤثر علي النتائج بما قد يؤدي في النهاية إلي عدم اعتراف الحكومة السودانية وأيضا المجتمع الدولي بنتائج الاستفتاء". من جهة ثانية, نقلت رويترز عن مسؤولين في الحركة الشعبية رفضا ذكر اسميهما أن الحركة أبلغت الجنوبيين في الشمال بعدم التسجيل, وقالا إن الحركة تخشي أن يتلاعب حزب المؤتمر الوطني بالنتائج هناك. بدوره, قال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر إن قرابة ألف جنوبي فقط سجلوا أسماءهم في العاصمة يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وهو أول أيام عملية تسجيل الناخبين. وذكر أن الأعداد اليومية تضاءلت منذ ذلك الحين في الخرطوم. من ناحية أخري, أعلن في الخرطوم عن تشكيل لجنة تهدف إلي إيجاد حل لمشكلات تسجيل أسماء الجنوبيين المقيمين في العاصمة علي القوائم الانتخابية. وفي هذا الصدد, اجتمع الخضر ومسؤولون كبار في حزب المؤتمر الوطني مع إدارة لجنة الاستفتاء. وقال الخضر عقب الاجتماع "لقد وافقوا علي تشكيل لجنة مشتركة بهدف التفكير وإيجاد حلول لهذه المشكلات". وكان حزب المؤتمر الوطني قدم شكوي رسمية إلي مفوضية الاستفتاء يوم الاثنين بشأن منع جنوبيين من التسجيل في الشمال والجنوب. بدورها, وصفت المفوضية نسبة الإقبال بأنها منخفضة جدا في الشمال لكنها امتنعت عن ذكر أرقام, في حين تستمر عملية تسجيل الناخبين 17 يوما بدءا من 15 نوفمبر/تشرين الثاني. وتقول المفوضية التي تنظم الاستفتاء إنها لم تتلق أي شكوي من أي فرد بشأن منعه من التسجيل. وتتعين مشاركة 60% من الجنوبيين الذين سجلوا أسماءهم في الاستفتاء كي تصبح النتائج سليمة. وطبقا لتقديرات مفوضية الاستفتاء, فإن قرابة 5.5 ملايين جنوبي سيحق لهم التصويت بينهم 500 ألف يعيشون في الشمال ومثلهم في الخارج. يذكر أن الاستفتاء يمثل آخر مراحل اتفاق السلام الشامل الذي تم إقراره بين الشمال والجنوب عام 2005 وأنهي ما يوصف بأطول حرب أهلية في أفريقيا