قال معهد أمني أمريكي إن إيران يمكنها تجميع مواد لصنع قنبلة نووية في غضون ثلاثة اشهر أو اقل بينما أشار خبراء إيرانيون إلي أن الإطار الزمني المطلوب يزيد عن ذلك بستة أمثال في خلاف يدخل في جوهر المحادثات بين طهران والقوي العالمية. وتعقد الخلافات حول المدي الزمني الذي قد تستغرقه إيران لتخصيب يورانيوم لانتاج قنبلة نووية محاولة للتوصل إلي اتفاق بحلول أواخر يوليو تموز تقوم طهران بموجبه بالحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات التي تصيب اقتصادها بالشلل. ويريد الغرب أن تحد إيران من قدرتها علي تخصيب اليورانيوم لضمان ألا تستطيع إنتاج قنبلة نووية بسرعة. وتقول إيران إنها تحتاج إلي توسيع برنامجها لتوفير الوقود اللازم لشبكة مزمعة من محطات الطاقة النووية وتنفي الاتهامات بأنها تخفي خطة لإنتاج أسلحة نووية. ومع بقاء نحو خمسة أسابيع قبل انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلي اتفاق في 20 يوليو تموز ما زالت المواقف التفاوضية متباعدة بين إيرانوالولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا. وتعقد خامس جولة من المحادثات منذ فبراير شباط في فيينا هذا الأسبوع. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن إيران لديها القدرة علي إنتاج يورانيوم مخصب لانتاج قنبلة واحدة خلال شهرين إذا قررت ذلك. ويقول مسؤولون غربيون وخبراء إن هذا الإطار الزمني يجب أن يمدد بشكل جوهري في ظل أي اتفاق يستهدف إنهاء الخلاف النووي المستمر منذ نحو عشر سنوات. وفي محاولة لتفنيد هذا الرأي فيما يبدو نشر موقع إلكتروني إيراني هذا الشهر تقريرا يقول إن الوقت اللازم لذلك قد يستغرق 18 شهرا علي الأقل وهو إطار زمني قد يصل إلي ثلاث سنوات إذا تضمن ذلك تحويل المواد إلي فلز اليورانيوم وصبه في قوالب وهي خطوات ضرورية لصنع قنبلة. يضاف إلي ذلك وقت آخر مطلوب لتطوير وسيلة لنقل القنبلة إلي الهدف المطلوب مثل صاروخ أو نحوه. وقال التقرير 'من المستحيل أن تنتقل إيران خلال شهور إلي المسار النووي. الفترة الزمنية المطلوبة تقدر بسنوات'. وشدد التقرير علي أن هذا الأمر مجرد سيناريو 'افتراضي'. ويقول الموقع الالكتروني إنه 'مكرس لتوفير معلومات دقيقة وحقيقية' عن البرنامج النووي الإيراني الذي تقول الجمهورية الإسلامية إنه سلمي تماما. وقال معهد العلوم والأمن الدولي ومقره الولاياتالمتحدة الذي يتابع الأنشطة النووية الإيرانية اليوم الأربعاء ان الموقع الالكتروني الإيراني 'يعبر عن مواقف حكومية عامة' فيما يتعلق بالقضايا النووية. وأضاف المعهد معلقا علي التقرير الإيراني 'هذه الدراسة تتضمن أخطاء وتستخدم افتراضات غير موثقة للوصول إلي ما خلصت إليه من نتائج.' ومضي يقول 'باستخدام معلومات 'التقرير' وتصحيح الأخطاء نخلص إلي أن هذه الفترة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر لإنتاج 25 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب للدرجة اللازمة لانتاج سلاح نووي.' وهذه الكمية هي التي تعتبر تقليديا كافية لصنع قنبلة واحدة. ويستخدم اليورانيوم المخصب إلي درجة تركيز خمسة في المئة كوقود في محطات الطاقة النووية المدنية وهو ما تقول طهران أنها تسعي اليه. لكن إذا تم تنقية اليورانيوم إلي نحو 90 في المئة فإنه يمكن أن يستخدم في انتاج قنبلة نووية وهو ما يخشي الغرب أن تكون طهران تسعي إليه سرا. وانتقد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي ما وصفه 'بأسطورة' تحول إيران للمسار النووي. وقال ظريف لو ارادت إيران اتخاذ مثل هذه الخطوة لكانت قد طردت المراقبين التابعين للأمم المتحدة وحولت برنامجها لتخصيب اليورانيوم لانتاج مواد انشطارية من الدرجة اللازمة لانتاج أسلحة وهو ما سيتطلب تحويلها إلي فلز 'والقيام بعمليات أخري معقدة ذات طابع عسكري لا حصر لها.' واضاف ظريف 'لا توجد أي من هذه القدرات لدي إيران ويتعين تطويرها من الصفر وسوف يستغرق ذلك عدة سنوات.. لا بضعة أشهر.'