أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها ممن التقارير التي تتواتر عن اعتداءات رجال الأمن علي الموطنين الذين شاركوا في تظاهرات جرت في القاهرة والإسكندرية 'تظاهرات التوريث' الأسبوع الماضي، فضلاً عن اعتقال العديد من الناشطين السياسيين وإخضاعهم للتحقيق. وطالب بيان صادر عن مساعد وزير الخارجية الأمريكية فيليب كراولي يوم الخميس الحكومة المصرية بالسماح لمنظمات المجتمع المدني العمل بحرية واحترام حرية التعبير وإتاحة الفرصة لتأسيس الجمعيات الاجتماعية وفقاً مع الالتزامات الدولية. وافصحت الخارجية الأمريكية عن استياءها من إلغاء مؤتمر حول حرية تأسيس جمعيات المجتمع المدني ، أملين أن يعقد مرة أخري قريباً بمشاركة المجتمع الدولي والمحلي. من جهة أخري، عبرت الخارجية الأمريكية في البيان عن سعادتها بصدور تقرير حقوق المرأة. ولفت البيان إلي ان الولاياتالمتحدة لا زالت ملتزمة بالسبل الدبلوماسية، التي تضمن لها المشاركة مع المواطنية الوالحكومة علي حد سواء لتقديم الدعم والمساندة للمجتمع المدني، مع التأكيد علي أن الولاياتالمتحدة تتعاون مع شركائها في كافة انحاء العالم علي تقوية ودعم المجتمع المدني . وقال البيان إن خطاب الرئيس باراك أوباما الأسبوع الماضي في الاجتماع العام للأمم المتحدة تضمن التزام الولاياتالمتحدة بمتابعة التغيير الديمقراطي من أجل تطوير حقوق المجتمع المدني ، موضحاً أن هذا الالتزام هو السبب الرئيسي لمساندة الراغبين في تأسيس الجمعيات. و في سياق متصل قال السفير حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن ما قالته الخارجية الأمريكية حول حريات المجتمع المدني في مصر، يعكس عدم إلمام بالحقائق، كما يغفل حقيقة الموقف المصري الرسمي المشجع للعمل الأهلي بكافة أنواعه والقائم علي اعتبار المنظمات غير الحكومية شركاء في التنمية. وأضاف زكي بحسب ما أوردته إذاعة راديو مصر مساء السبت أن مصر تعلن رفضها لما تضمنه بيان صادر عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في 29 سبتمبر 2010 بشأن المجتمع المدني وحرية التجمع في البلاد، وأن هذه التصريحات مرفوضة من حيث المبدأ لتدخلها في الشأن الداخلي المصري. وأكد زكي أن الدستور والقانون المصريين يكفلان حرية التجمع والتنظيم، ويوفران المرجع الوحيد الذي تلتزم به السلطات المصرية في هذا الشأن. و في سياق منفصل قال إسلام مدحت مؤسس حركة "شباب في حب مصر"، إن الحركة طالبت بمحاكمة الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتهمة مخالفة القوانين والدستور. وأشار مدحت إلي أن الحركة أصدرت بياناً، يوم الجمعة، أوضحت فيه أن ما يقوم به البرادعي بحملة جمع التوقيعات من بعض المصريين يعد مخالفاً للدستور والقانون. وأضاف مدحت بقوله :"لا يوجد أي نص قانوني أو دستوري يُشير إلي أن الترشيح للرئاسة يكون عن طريق جمع توقيعات المصريين، لأن هذا يُعتبر تشبُهاً بحملة جمع التوقيعات ضد الاستعمار التي قام بها الزعيم سعد زغلول ورفاقه، وهو ما يتنافي مع الوضع الحالي". وتابع بقوله:"البرادعي صاحب تاريخ سيء في نفوس العرب والمصريين، حيث قدم خدمة جليلة لأمريكا وإسرائيل وأهمها تمكين أمريكا من ضرب العراق والسودان والضغط علي سوريا ومحاصراتها وضرب الصومال كما ساعد إسرائيل في تنشيط برنامجها النووي بعدم اتخاذ أي إجراء ضد إسرائيل للحد من تطوير برنامجها النووي خلال فترة رئاسته لوكالة الطاقة الذرية". واتهم مؤسس حركة "شباب في حب مصر"، البرادعي بالاستعانة بحركات غير شرعية مدعومة من الخارج، الهدف منها، علي حد قوله، إشاعة الفوضي الهدامة وزعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها، موضحاً أن ما يقوم به البرادعي هو تنفيذ لأجندات أجنبية وتمويل أجنبي وفي ذلك خروج عن النظام والقانون والدستور.