أكد الرئيس علي ضرورة إضطلاع الكتاب والمفكرين والمثقفين بدورهم في مواجهة دعاوي التطرف والإنغلاق وحرصه علي وحدة النسيج الوطني، مشيرا الي أنه لا توجد أدني تفرقة بين أبناء الوطن الواحد بسبب العقيدة أو الدين وأننا جميعا مسلمين ومسيحيين نعيش تحت علم واحد لوطن واحد يحكمه مبدأ المواطنة . جاء ذلك خلال لقاء الرئيس حسني مبارك الخميس بنخبة من مفكري مصر ومثقفيها ومبدعيها، أدار خلاله معهم حوارا فكريا حول العديد من قضايا وشواغل الوطن الداخلية والخارجية وقضايا الثقافة والفكر . وفي إطار إحتفالات مصر بذكري حرب أكتوبر المجيدة كرر الرئيس مبارك دعوته لأن تكون هناك أعمال إبداعية مختلفة تتناول تاريخ حرب أكتوبر وإنتصاراته المجيدة وتعيد إحياءها في ذاكرة الوطن وأن تكون الأداة لتعريف الأجيال الجديدة من الشباب والنشء بإنتصار أكتوبر العظيم الذي يمثل صفحة هامة ومشرقة في تاريخ مصر المعاصر . وأكد الرئيس حرصه علي حرية التعبير وتطور مسيرة الديمقراطية وحرية الإبداع ودعم الدور الوطني الذي يقوم به المثقفون والمفكرون في تناول هموم المواطن ومشكلاته وطرحهم للأفكار والرؤي لمستقبل الوطن وطموحاته، وحرص الدولة علي دعم دور المثقفين والمبدعين في مختلف المجالات وضرورة إستمرار دعم الدولة لحركة الإبداع في مختلف تنوعاته . وفي هذا الإطار أمر الرئيس بدعم المشروع القومي للترجمة بمبلغ 15 مليون جنيه وتخصيص مبلغ 5 ملايين جنيه دعما خاصا لإتحاد الكتاب , كما وجه الرئيس بتخصيص يوم لتكريم الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية والتقديرية وجائزة مبارك، علي أن يكون هذا اليوم يوما للاحتفال بالإبداع والمبدعين، ومن المرتقب تحديد هذا الإحتفال مع بداية يناير القادم . وأعرب الكتاب والمفكرون عن تقديرهم لرحابة صدر الرئيس وحرصه علي إطلاعهم علي التوجهات العامة ورؤية مصر لمختلف القضايا وطالبوا بأن يتكرر هذا اللقاء بشكل دوري ورحب الرئيس بهذا الطلب . حضر اللقاء الدكتور محمد سلماوي رئيس إتحاد الكتاب وكل من أنيس منصور والدكتور فوزي فهمي والسيد ياسين وخيري شلبي وأحمد عبدالمعطي حجازي ويوسف القعيد والدكتور جابر عصفور والدكتورة عائشة أبوالنور والدكتورة سامية الساعاتي وصلاح عيسي، كما حضر اللقاء الفنان فاروق حسني وزير الثقافة والسيد أنس الفقي وزير الإعلام . وقد أعرب المفكرون والأدباء المصريون الذين إلتقوا اليوم مع الرئيس حسني مبارك عن تقديرهم البالغ لهذه اللفتة ذات المغزي من جانب الرئيس وسعادتهم لما إتسم به اللقاء المطول من شفافية وصراحة , وحرص واضح من جانب الرئيس علي الإستماع بإهتمام لشواغل مفكري مصر . وقال الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومي للترجمة إننا من خلال ما إستمعنا إليه من الرئيس مبارك خلال اللقاء، نستطيع أن نقول إننا شعرنا بالإطمئنان الكامل علي مستقبل مصر , وتبددت الكثير من الهواجس والمخاوف التي كانت بداخلنا إزاء بعض القضايا قبل لقاء الرئيس. وأشار إلي أن اللقاء الذي إستمر أربع ساعات تطرق إلي العديد من القضايا حول الواقع السياسي المصري، بالإضافة إلي عدد من القضايا المرتبطة بتنمية الوعي العام لدي المواطنين , بما يحول دون محاولات من جانب أي أطراف خارجية لتشويه الواقع أو بث بذور الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد . ومن جانبه قال الكاتب ورئيس تحرير جريدة "القاهرة" صلاح عيسي أنه توقف شخصيا عند نقطتين أساسيتين أولاهما تأكيد الرئيس مبارك أن مصر لا تقبل أي تدخل في إرادتها السياسية ولا تقبل أي ضغوط أجنبية , إضافة إلي تأكيد الرئيس البالغ علي حماية الحريات السياسية والعامة , وأن تتمتع مصر بما يليق بها وبمكانتها في هذا الشأن . ومن جانبها، قالت الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الإجتماع أن قضايا المرأة إستحوذت علي جانب مهم من الحوار، وأن الرئيس شدد علي أنه يدعم المرأة في كافة المجالات , حتي تتبوأ مكانتها اللائقة بها , ولا يتردد في ترشيح الكفاءات من السيدات لتولي المناصب القيادية , وأنه يرفض أية صورة من صور التمييز سواء علي أساس الدين أو الجنس . وأشار المفكر الكبير السيد ياسين إلي أن الحوار إتسم بالصراحة الشديدة , وأنه شمل كل قضايا العمل الوطني الداخلية والخارجية , مع التركيز بشكل خاص علي التحديات الداخلية ومن أهمها قضايا التنمية والإهتمام بالتعليم والصحة , إضافة إلي مناقشة قضايا الإصلاح السياسي ومسيرة التطور الديمقراطي في مصر , مشددا علي إهتمام الرئيس مبارك بهذه القضايا.