أبرزها العمل والمرور.. «جبالي» يحيل 7 مشروعات قوانين إلى اللجان النوعية    مجلة سياسة واقتصاد بني سويف تحصد المرتبة الثالثة عربيا والثانية محلياً في مجال العلوم السياسية    اللجنة العليا للأسر البديلة الكافلة تبحث الطلبات المقدمة من الأسر الراغبة في كفالة أطفال    الأرانب ب120 جنيهاً والبط البكيني ب100.. أسعار الدواجن والطيور في أسواق الإسكندرية اليوم 20 أكتوبر 2024    50 مليار جنيه لعمل شبكة كهرباء لمشروع مصر الزراعي    إزالة واسترداد 22 حالة تعدٍ بالموجة 24 بمدينة أرمنت فى الأقصر    أمام البرلمان.. وزيرالزراعة يستعرض خطة عمل الفترة المقبلة    3660 رسالة غذائية مصدرة بزيادة 31 ألف طن عن الأسبوع الماضى    محافظة الغربية: تنفيذ 762 مشروعا فى المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة بزفتى    انتخابات أمريكا 2024.. ماسك يعد بمنح مليون دولار يوميًا للناخبين دعما لترامب    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى ويقيمون بؤرة استيطانية جديدة    مران بدني خفيف للأهلي بفندق الإقامة استعداداً لمواجهة سيراميكا فى السوبر    ركلات جزاء أم أشواط إضافية؟.. ماذا يحدث حال التعادل في نصف نهائي السوبر المصري؟    موعد مباراة الزمالك وبيراميدز في كأس السوبر المصري والقنوات الناقلة والتشكيل والمعلق    الكشف عن القميص الثانى للأهلى للموسم الجديد.. صور    بقيادة صلاح | ليفربول يتحدى تشيلسي لتعزيز صدارته للدوري الإنجليزي    إصابة 5 أشخاص في حادثي تصادم مركبات بالمنيا    المحكمة تكشف أسباب براءة فرد الأمن بواقعة خناقة إمام عاشور من اتهامه في البلاغ الكاذب (انفراد)    «الداخلية»: ضبط تشكيل عصابي بحوزته مخدرات قيمتها 20 مليون جنيه في القليوبية    إخماد حريق اشتعل داخل مطعم فى حلوان    ضبط عملات أجنبية بالسوق السوداء بقيمة 6 ملايين جنيه    سقوط مستريح "التداول" في قبضة الشرطة بالجيزة    ضبط 33235 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جداً يكرم السنغالي موسي توريه    الفنان محمد فوزي.. ذكرى وفاة عبقري الموسيقى    القاهرة الإخبارية: طواقم الإسعاف تنتشل 4 شهداء من رفح الفلسطينية إثر غارتين    مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدا يكرم المخرج السنغالي موسى توريه    رئيس جامعة المنصورة: حققنا إنجازًا بدخول «موسوعة جينيس» بامتلاك حفرية لحوت يعود ل 41 مليون سنة    «كيفية التأسي بالنبي».. ندوة توعوية للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر في مالي    بحضور السيسي.. انطلاق فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية    قافلة جامعة عين شمس تقدم خدماتها ل 10 آلاف مواطن بحلايب وشلاتين وأبو رماد    «نمط حياة لإنقاص الوزن واتباع نظام صحي».. طبيب يوضح أنواع الصيام المتقطع    محطات في حياة شيخ الأزهر ال 47.. الفقيه الأشعري الشافعي الإمام الفيلسوف محمد بيصار    الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال مسئول طاقم إنتاج الأسلحة في حزب الله    ما معنى «والله يعلم وأنتم لا تعلمون»؟.. أسرار الآية (216)    مفتي الجمهورية يوضح حكم عمليات تجميل الأنف    بالصور.. محافظ أسيوط يتفقد أعمال تطوير دار مسنين وتحويلها لقاعات رياض أطفال    الأهلي يستهل رحلة الدفاع عن لقب السوبر بمواجهة سيراميكا كليوباترا    وزير الأوقاف يشارك في حفل تنصيب الرئيس الإندونيسي برابووو سوبيانتو    براتب 14000 جنيه.. «العمل» تعلن 12 وظيفة في مجال السياحة بجنوب سيناء    طواقم الإسعاف تنتشل 4 شهداء من رفح الفلسطينية إثر غارتين إسرائيليتين    عاجل:- تسريب وثائق سرية من البنتاجون تكشف استعداد إسرائيل للهجوم على إيران    استشاري: السيدات أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام «المرض الصامت»    دورة تدريبية لتنمية مهارات القيادات المحلية في مجال إدارة الأزمات ومواجهة الشائعات    أسعار الدولار اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024    لماذا توفى الله سبحانه وتعالى نبيه محمد وهو خاتم الرسل؟.. علي جمعة يوضح    الغرف التجارية: لا زيادة في أسعار السلع الغذائية بعد تحريك المحروقات    اليوم.. إعادة إجراءات محاكمة متهمين اثنين في «فض اعتصام رابعة»    أمريكا تُحقق في تسريب المعلومات بشأن خطط إسرائيل لمهاجمة إيران    طارق الدسوقي خلال افتتاح ملتقى المسرح للجامعات: هذه الدورة الأصعب على الإطلاق    تامر عاشور يشدو بأروع أغانيه لليوم الثاني بمهرجان الموسيقى    لبنان: 4 شهداء و13 جريحا جراء غارة للاحتلال على بعلول في البقاع الغربي    بعد اغتياله.. ماذا قال الطبيب المشرف على تشريح جثمان يحيى السنوار؟    منها الجوع الشديد..تعرف على أعراض مرض السكري عند الأطفال    للمسافرين كثيرًا.. كيفية الصلاة في المواصلات ومعرفة اتجاه القبلة |الإفتاء تجيب    عبد الرحمن فيصل: بطولة إفريقيا هديتنا للجماهير    درس قاسٍ في مكان العمل.. برج العقرب اليوم الأحد 20 أكتوبر    يوفنتوس يهزم لاتسيو ويقفز لصدارة الكالتشيو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحلام رئاسية خلف القضبان !!!

دخل عاصم أبو النيل إلي زنزانته الانفرادية يجر جسده المثقل باللحوم والدهون وأحكام السجن التي انهمرت فوق رأسه حكماً تلو الآخر.. ومع الخطوة الأولي كاد أن يسقط علي الأرض لولا أن الحارس والجنود الثلاثة.. استجمعوا قواهم وأمسكوا به حتي رقد إلي فراشه فودعه الحارس قائلاً: هل آتي لك بالطبيب يا عاصم؟!!.. نظر عاصم في صمت، ولسانه يعجز عن الإمساك بالكلمات والحروف.. فسارع الحارس إلي زجاجة المياه وقدمها له ليشرب، فأخذها عاصم دون أن ينطق بكلمة، فأعاد عليه السؤال: هل آتي لك بالطبيب؟! فأمسك عاصم بحرفين علي لسانه وقال: لا.. فتركه الحارس، وأغلق الباب الحديدي بالسلاسل، تاركاً عاصم يصارع مشاهد الفشل في تحقيق الحلم الرئاسي الذي جاء به إلي سجن لا تبدو له نهاية إلا بالموت خلف القضيان.. وتدافعت المشاهد تضرب رأسه.. وتعيده إلي مشوار الحلم الرئاسي.
المشهد الأول:
أمسك عاصم أبو النيل بالورقة والقلم وجلس يكتب تساؤلاته ويبحث لها عن إجابة في ختام رحلة تفكير طويل سبقت قراره بالترشح لرئاسة مصر.. وانهمرت الأسئلة وتوالت الإجابات:
- لماذا لا أكون رئيساً لمصر؟!
- أليس لي عشرات الآلاف من الأتباع والمريدين والمحبين؟!
- ألا يشهد لي الكثيرون براجح العقل وسديد القول وحكيم الرأي؟!!
- ماذا ينقصني لكي أكون رئيساً لمصر.. المال؟!
والحل في التبرعات وأموال الزكاة والصدقات التي ستتدفق من كل صوب وحدب لدعم مشروع الدولة الإسلامية.. !!
- وماذا عن توكيلات المؤيدين؟!!
الإسلاميون بينهم مليون باحث عن العمل.. وهؤلاء فقط فيهم الحل !!!
- وماذا عن أصوات الناخبين؟!
أنا الشيخ عاصم ابن أبو النيل ومعي شيوخ الدعوة والأحزاب الإسلامية ومنهم تأتي ملايين الأصوات !!!
ولا تتبقي سوي عقبة جنسية الأم.. وهذه العقبة لها عندي حل.. انا عاصم ابن أبو النيل.. وإذا عزمت فتوكل!!!
ترك عاصم أبوالنيل الورقة والقلم.. وأدار جسده تجاه الحاسب الآلي، ودخل إلي صفحته علي الفيس بوك وكتب يقول: 'بسم الله وعلي بركة الله قررت الترشح لرئاسة مصر.. '!!
وفي أقل من دقيقة.. كانت عشرات التعليقات تنهمر مؤيدة ومباركة من الأصدقاء والمحبين والمريدين..
انفجرت أسارير أبو النيل.. وفي دقائق أسس صفحة خاصة علي الإنترنت عنوانها: عاصم أبو النيل رئيساً لمصر.. وكتب فيها قرار إعلان الترشح.. وأمسك ببطاقة الدفع الإلكتروني ليبدأ خطوات حملة ترويجية مدفوعة الثمن ترفع عدد المعجبين بصفحته إلي المليون خلال أيام معدودة ليوحي لمن يتابع صفحته أن مئات الآلاف يؤيدونه !!
وقبل أن يبدأ أبو النيل في الرد علي التعليقات.. ارتفع صوت الهاتف المحمول معلنا عن مكالمة قادمة من نيويورك.. إنها منال أبو النيل..
أمسك عاصم بالهاتف ولمس مفتاح الرد علي عجل..
منال: السلام عليكم يا عاصم.
عاصم: وعليكم السلام ورحمة الله.. مرحباً يا غالية.
منال: بصراحة.. مفاجآتك غريبة يا عاصم.. وكان أقل واجب أن تتحدث معي ونفكر معاً قبل أن تتخذ هذا القرار وتعلنه.. هل من المعقول أن أعرف بمثل هذا القرار من الفيس بوك؟!!
عاصم: أنا قلت لك قبل ذلك.. إنني أفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية؟
منال: أنا أتذكر كلامك جيداً.. أنت قلت بالحرف الواحد غداً أكون أول رئيس إسلامي لمصر.. وكنت أعتقد أنك تمزح.. فأنت من كبار المحامين، وهذا يعني أنك تعلم أن ترشحك للرئاسة مستحيل من الناحية القانونية؟!!
عاصم: لماذا.. وما المانع؟!!
منال: يا عاصم.. أنت تعلم أن أمنا رحمة الله عليها تحمل الجنسية الأمريكية؟!!
عاصم: ومن يعرف إن معها الجنسية الأمريكية؟!! لا يوجد أي مستند في مصر ولا توجد في السجلات المصرية أية بيانات تفيد أن معها جنسية غير المصرية.. أمي رحمة الله عليها لم تخطر وزارة الداخلية ولم تحصل علي إذن بجنسية تانية.. وهذا يعني أنها في السجلات المصرية.. مصرية وفقط؟!!
منال: طيب هذا من الناحية القانونية لو افترضنا أنك تستطيع أن تتغلب عليها.. وماذا عن شرع الله يا شيخ عاصم.. هل ستكون كاذبا يا ابن الشيخ صالح أبو النيل؟
عاصم: نحن في حرب مع أعداء الإسلام.. ويجوز الكذب علي العدو !!
منال: أنت تكذب علي شعب بأكمله!!
عاصم: الشعب في جاهلية ويجوز الكذب عليه!!
منال: حرام عليك يا عاصم.. !!
عاصم: أنا أتحمل هذه الفتوي !!
منال: يا عاصم.. الموضوع لن يمر هكذا كما تعتقد.. خصومك كثيرون.. وأولهم رجل الأعمال الإخواني الذي تسبب في إبعادك عن الجماعة.. ولولا فضل ربنا عليك كان زمانك في السجن!!
عاصم: 'إخوان'.. ولا يهمني 'الإخوان'.. أنا مع السلفيين الآن وهم أقوي.. وأنا بينهم أعرف كيف أكون قائداً وليس تابعاً.. أما فتحي هذا الذي تتحدثين عنه فلا يستطيع أن يتحدث في هذا الموضوع لأنه لا يمكن أن يتخذ أي إجراء بدون إذن الجماعة.. و'الإخوان' لن يدخلوا معي في معركة مباشرة.. فلا تخافي من هذا الجانب !!!
منال: ألا تخاف من زوجي ومن أشقائه.. بعد ما فعلته معهم.. ألا تخاف من شقيق زوجي وله أصدقاء من الصحفيين؟!! أنت تعلم أنهم يعرفون قصة جنسية أمي رحمها الله.. ومن السهل عليهم أن يصلوا إلي أي مستند.. ولن يسكتوا !!!
عاصم: لن يستطيعوا أن يصلوا إلي أي مستند.. كل أوراق أمي ومستنداتها معي؟!!
منال: هل نسيت أن زوجي كان يساعدها في إجراءات كثيرة هنا في أمريكا؟!!
عاصم: من غير المعقول أن يكون محتفظاً بصورة من مستنداتها حتي الآن؟!!
منال: لا تنسي غرامة ال 75 ألف دولار التي حكمت بها علي زوجي في جلسة عرب، ورضي أهله بدفعها غصباً عنهم !!!
عاصم: كان سيدفعها غصباً عنه، وإلا رفعت عليه قضايا هنا وحصلت علي أحكام ضده وحجزت علي ممتلكاته هنا، وأخذت منه عشرة ملايين جنيه مصري علي الأقل.. أنا فعلت ذلك لمصلحتك حتي لا يفكر في تعكير صفو حياة ابنة أبو النيل ولو بكلمة !!!
منال: يا عاصم كل بيت فيه مشكلة وأكثر.. لكن أنت كنت قاسيا في تعاملك معه ومع أهله.. !!
عاصم: لا فائدة.. دائماً أنا المخطئ وفي النهاية زوجك علي صواب من وجهة نظرك!!!
منال: ليس هذا موضوعنا.. أنا أرجوك.. وأتوسل إليك.. لا داعي لموضوع الترشح لرئاسة الجمهورية.. حرام عليك !!
عاصم: لا داعي للخوف.. غداً ستصبحين شقيقة أول رئيس إسلامي لمصر!!
منال: لن يمر الأمر.. هكذا بسهولة كما تعتقد...حرام عليك.. اسم والدنا رحمه الله.. وحرام عليك اسم أمي رحمة الله عليها.. حرام عليك سمعتنا أنا وأخوك محمد، وسمعة بناتنا قبل أولادنا.. وسمعة أولادك !!
عاصم: وهل أنا الذي سأضر بسمعة العائلة؟!!.. أنا سأرفع اسمهم عاليا عندما أقيم دولة الإسلام في مصر!!
منال: وهل مصر دولة كفر يا عاصم.. يا عاصم.. الله أكبر تسمعها في كل شبر من مصر مع كل صلاة.. ومصر فيها ملايين يحفظون القرآن في الأزهر وخارج الأزهر؟!!
عاصم: كل هؤلاء من المسلمين في شهادة الميلاد فقط.. أما عقيدتهم فأنا الذي سأقوم بتصحيحها !!
منال: غداً ستري رد الفعل.. وغداً سيكون اسم أمنا عنواناً في قضية تزوير في كل الصحف.. حرام عليك أنا نصحتك ويبدو أنه لا فائدة من النصيحة.. !!
عاصم: ساعتها سأقول إنها مؤامرة أمريكية ضد المشروع الإسلامي وضد تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر !!!
منال: لا فائدة من الحديث معك !
عاصم: لا داعي للقلق.. أنا وبمشيئة المولي عز وجل الرئيس القادم لمصر؟!!!
منال: إنت حر، وأنت أدري بمصلحتك وأتمني أن تخرج من هذه المغامرة سالماً.. أستأذنك الآن لكي أقوم بتجهيز العشاء لزوجي لأنه في الطريق لنا.. السلام عليكم.
عاصم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يضع عاصم الهاتف المحمول فوق كومة الملفات ويستلقي إلي ظهر المقعد ضاحكاً: البنت منال طول عمرها تخاف من خيالها !!!
المشهد الثاني:
يتجه عاصم بأنظاره إلي الهاتف الأرضي.. ويرفع السماعة ويطلب ثلاثة أرقام داخلية: السلام عليكم.. يا شيخ جمال.. لو سمحت تفضل.. أريد أن أتحدث معك.. في أمر مهم..
ينتقل أبو النيل بعينيه إلي باب المكتب والطرقات الخفيفة تأذن بدخول جمال، ويقول: تفضل !!
يمد عاصم يده إلي مجموعة من الأوراق الخالية علي مكتبه ويأخذها متوجهاً إلي المائدة المستديرة الملحقه بحجرة المكتب، ويدخل جمال صادق بالجلباب الأبيض القصير و علي رأسه غطاء الرأس، وفي يده مجموعة من الأوراق، ويلقي السلام.
يستقبله عاصم بكل سعادة وترحاب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. يا أهلاً.. يا أهلاً بالحبيب الغالي !!
يرتمي جمال في أحضان عاصم، ويقبل رأسه، ويشد علي يديه قائلاً: نهنئ أنفسنا برئيس مصر القادم..
يسحب عاصم مقعده ويجلس ثم يجلس في مواجهته جمال صادق!!!
عاصم: أشكرك يا شيخ جمال!!
جمال: أنا سعيد جداً بقرارك.. وأسأل الله أن يكون خطوة أولي نحو دولة الإسلام في مصر!!
عاصم: آمين.
جمال: نحن جنود لك من الآن.. وقد اتصل بي الكثيرون من الإخوة علي الهاتف وعلي الفيس بوك.. والجميع يعلن دعمه وتأييده، ويطلبون تحديد موعد زيارة لك؟
عاصم: سألتقي معهم جميعاً.. لكن يجب أن أتحدث معك أنت أولاً.. فأنت المحامي الأهم في مكتبي.. وأنت ذراعي الأيمن في كل شيء !!!
جمال: وأنا تحت أمرك يا شيخ وكلنا جنود لخدمة الدعوة الإسلامية.
عاصم: بارك الله فيك.. سأملي عليك الآن.. أهم العناصر في خطواتنا الأولي في هذا المشوار الشاق!!
جمال: تفضل.
عاصم: سنبدأ بزيارات لكبار الدعاة والعلماء.. الدويني ومحمد حمدان، وعبد المعبود..
يقاطعه جمال: عفواً يا شيخ.. نزور 'الإخوان' في البداية!!
عاصم: لا داعي لزيارة 'الإخوان' الآن.. فلن ينسي قادتهم موضوع فتحي الجويني.. هل تتخيل يا شيخ جمال أنهم يصدقون حتي الآن أنني قمت بتزوير توكيل لفتحي الجويني.. وأعضاء مكتب الإرشاد الآن منهم من كان عضواً في اللجنة التي حققت معي وانحازت لفتحي الجويني لأنه رجل أعمال!!
جمال: وهل يصدق عاقل أنك تقوم بتزوير توكيل يا شيخ عاصم؟!!
عاصم: 'الإخوان' يصدقون.. وسيعرفون قيمتي عندما يشاهدون التأييد الشعبي لي في كل مكان!!
جمال: وماذا لو خضع شيوخنا لرأي 'الإخوان'؟!
عاصم: اطمئن.. كل الدعاة والعلماء لهم موقف من 'الإخوان' لأن رأيهم واضح.. ويتحدثون دائماً عن مخالفات منهج 'الإخوان' خاصة فيما يتعلق بالعقيدة!!
جمال: توكلنا علي الله سنذهب لهم ونري..
عاصم: اكتب.. الخطوات التالية..
جمال: تفضل
عاصم: أولاً: نذهب للدعاة، والعلماء ونعرض عليهم تشكيل مجلس استشاري إسلامي يكون بمثابة الفريق المعاون للرئيس.
ثانياً: المطلوب من الدعاة في المساجد الكبري في القاهرة والمحافظات.. جمع بيانات الشباب الباحث عن فرصة عمل.. حتي يكون في مقدمة الأولويات في البرنامج الرئاسي، الذي سيدعمه الدعاة وكبار العلماء.. ويتم تسليم الطلبات للدعاة في المساجد، ويكون الشباب علي تواصل معهم.
ثالثاً: سيكون لدينا علي الأقل مليون باحث عن العمل في أقل من أسبوع.. وبعد فتح باب الترشح نطلب منهم توكيلات لترشيحي لرئاسة الجمهورية.
رابعاً: المطلوب من الدعاة فتاوي وتزكية موجهة لرجال الأعمال تطالب بتحويل أموال الزكاة لصالح المشروع الإسلامي تحت رئاستي بإذن الله !!
خامساً: الملصقات والمطبوعات الخاصة بالحملة الرئاسية.. المطلوب من كل أتباعنا في أنحاء مصر شراء كميات من هذه المطبوعات.. يعني الملصق الكبير يتكلف ثمانية جنيهات، وسيتم بيعه بعشرة جنيهات.. والمطلوب من الإخوة شراء خمسة ملايين ملصق ومطبوعة.. بحيث لا يكون هناك شبر في مصر بدون صورة لي !!
سادساً: المطلوب في حملاتنا من الآن.. الاهتمام بالتصدي لأية مخططات صهونية وأمريكية تستهدف عرقلة ترشيحي لأن أمريكا وإسرائيل، وأنصارهم من أجهزة الأمن وأجهزة الدولة لا تريد مشروعًا إسلامياً في مصر !!!
سابعاً: المطلوب حشد مئات الآلاف في كل تحرك.. يعني نذهب للجنة الانتخابات الرئاسية في حشود.. ولو حدثت أية عراقيل المطلوب مئات الآلاف تحاصر لجنة الانتخابات الرئاسية.. ولو احتجنا إلي المثول أمام القضاء.. أريد مئات الآلاف يحاصرون المحكمة ويجعلون القضاة يرتعدون من الخوف.. فهذا جهاد في سبيل الله.. ويجب التأكيد علي أن كل خطوة في ميزان حسنات الداعمين لي.. فهذا جهاد لإقامة دولة الإسلام.. !!!
ثامناً: الحق لابد له من قوة تحميه.. ونحتاج للإخوة الأشداء الأحرار الذين يجيدون الفنون القتالية مثل الكارتيه والكونغ فو.. وهؤلاء نؤسس بهم حركة جديدة داعمة للمشروع الإسلامي.. وليكن عنوان الحركة 'لازم عاصم' وتتفرع عنها حركة باسم 'أنصار'.. وتكون هذه الحركة تحت قيادتك يا شيخ جمال.. وبعد انتخابات الرئاسة تتحول هذه القوة إلي قوات الحرس الثوري المدني الذي سيتم تأسيسه بقرار مني!!
جمال: ما شاء الله ولا قوة إلا بالله.. خطة ممتازة يا شيخ عاصم.. !!
عاصم: هناك المزيد.. وليس أوانه الآن.. ابدأ في إجراء اتصالاتك.. وأنا سأبدأ أولاً
بالشيخ محمد حمدان.
جمال: سأجهز فريق الحملة الرئاسية.. ولكن نحتاج لمقر كبير وفي منطقة حيوية.
عاصم: سنبدأ من هذا المكتب، ويكون مسجدنا هو مقر للاجتماعات الكبري والمؤتمرات الصحفية.
جمال: هل تأمر بأي طلبات أخري..؟!
عاصم: الآن.. لا..
يجمع جمال أوراقه ويستعد للمغادرة.. بينما يتجه حازم إلي شاشة الحاسب، وينظر في صفحة الفيس بوك ويقول: مخاطباً ما شاء الله آلاف التعليقات والإعجابات وآلاف المشاركات في دقائق.
المشهد الثالث:
يدخل أبو النيل غرفة التحقيقات، ويمسك به الحارس ويساعده في الجلوس علي مقعد في مواجهة رئيس النيابة.
رئيس النيابة: هل ستتحدث هذه المرة أم لا؟!.. اليوم معك المحامي كما طلبت ولا حجة لعدم الحديث.
عاصم: نعم سأتحدث.
ينظر رئيس النيابة إلي أمين السر قائلاً: افتح المحضر واثبت بيانات المتهم كما هي في المحضر السابق ثم اكتب.. حضر المتهم ومعه الأستاذ.. خذ كارنيه الأستاذ واكتب البيانات منه.
س: حسب المستندات المرفقة بالقضية.. أثبتت لجنة الانتخابات الرئاسية أنك قدمت إقراراً علي غير الحقيقة يفيد بعدم حصول والدتك السيدة الدكتورة نهال عبد العظيم نوح علي جنسية أخري سوي جنسيتها المصرية.. فما قولك؟
ج: نعم قدمت هذا الإقرار.. ولكنه صحيح لأن والدتي لا تحمل سوي الجنسية المصرية.. ولا علم لي بحصولها علي جنسية أخري.
س: هل هذا توقيعك.. أطلعناه علي نسخة الإقرار المرفقة بالقضية.
ج: نعم
س: هل يحمل شقيقك السيد محمد صالح أبو النيل الجنسية الأمريكية؟
ج: نعم ويحمل أيضاً الجنسية المصرية.
س: وهل قام بتحرير توكيل لترشيحك في الانتخابات الرئاسية؟
ج: لا !!
س: هل تحمل شقيقتك السيدة منال صالح أبو النيل الجنسية الأمريكية؟
ج: نعم..
س: وهل قامت بتحرير توكيل لترشيحك في الانتخابات الرئاسية.؟
ج: لا !!
س: هل تعلم أن والدتك كانت تحمل الجرين كارد الأمريكي؟
ج: نعم.
س: كيف تعلم أن والدتك حاصلة علي الجرين كارد وكانت تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية دون أن تعلم أنها استكملت إجراءات الحصول علي الجنسية الأمريكية؟
ج: والدتي لم تحصل علي الجنسية الأمريكية.
س: ما رأيك في المستندات المقدمة من لجنة الانتخابات الرئاسية والتي تتضمن شهادة من مصلحة الجوازات والهجرة تفيد سفر والدتك إلي ألمانيا بجواز سفر أمريكي، وما رأيك في الشهادات الواردة من وزارة الخارجية الأمريكية تفيد حصول والدتك علي الجنسية الأمريكية، وقيامها بالإدلاء بصوتها في الانتخابات كمواطنة أمريكية؟!!.. أطلعناه علي جميع المرفقات.
ج: كل هذه الأوراق مزورة.. والأوراق الأمريكية تخلو من أختام واضحة؟
س: أنت تعلم أن المستندات الأمريكية تصدر بأختام مضغوطة وعلامات مائية.. ويمكنك مناظرتها الآن.. أطلعناه عليها.. هل مازلت تتمسك بأن هذه الأوراق مزورة؟
ج: نعم.
س: ومن هو صاحب المصلحة في تزوير هذه المستندات؟
ج: أمريكا !!
س: ما هو سبب اتهامك للسلطات الأمريكية بتزوير المستندات المرفقة؟
ج: أمريكا تتآمر علي المشروع الإسلامي الذي كنت أعتزم حكم مصر به؟
س: ولماذا لم تكلف شقيقك باتخاذ الإجراءات القانونية في الولايات المتحدة الأمريكية للمطالبة بإثبات التزوير؟
ج: أنا أقمت دعوي في مصر وصدر حكم من القضاء الإداري بأن والدتي تحمل الجنسية المصرية وأكدت المحكمة أنه لا يوجد في السجلات ما يفيد حصولها علي جنسية أخري!!
س: أنت تعلم أن والدتك لم تخطر السلطات المصرية بطلب الإذن بالحصول علي جنسية أخري، كما تعلم أن السجلات المصرية ستخلو مما يفيد حصول والدتك علي جنسية أخري.. وهذا يعني أنه من الطبيعي أن يصدر حكم قضائي من مصر كما ذكرت.. فلماذا اختصمت وزارة الداخلية المصرية أمام القضاء المصري.. مع أن السلطات الأمريكية هي جهة الفصل في الموضوع؟
ج: اللجوء للقضاء المصري حق مشروع.
س: لماذا لم تطلب من السلطات الأمريكية شهادة بيانات تؤيد صحة ما تقول؟
ج: السفر لأمريكا يستغرق وقتاً ومالاً !!
س: ولماذا لم يتدخل شقيقك محمد رغم أنه يعمل بمهنة المحاماة للدفاع عنك ومساعدتك في الحصول علي مستند يدعم موقفك؟
ج: لا أعلم بالظروف التي منعته من مساعدتي.
س: ثبت من محضر الضبط أن قوة الشرطة وجدت في حيازتك مبلغاً وقدره مليون ومائة ألف جنيه مصري، بالإضافة إلي خمسين ألف دولار أمريكي.. فهل هذه الأموال مملوكة لك؟
ج: نعم.
س: وما هو مصدر حصولك علي هذه الأموال؟
ج: هذه أموالي الخاصة، تحصلت عليها من عملي بالمحاماة.
س: قلت في إقرار الذمة المالية المقدم إلي لجنة الانتخابات الرئاسية أنك لا تملك أية أموال في حيازتك أو في حساباتك البنكية.. فما هو تفسيرك لهذا التناقض في أقوالك؟
ج: أرفض الإجابة!!
س: أفادت التحريات أن هذه الأموال من التبرعات التي حصلت عليها في حملة الانتخابات الرئاسية.. فما قولك؟
ج: التحريات كاذبة !!!
س: ما هو مصدر حصولك علي الأموال التي تم ضبطها في حيازتك عند القبض عليك؟
ج: أرفض الإجابة !!
س: أنت متهم بتزوير أوراق رسمية عبارة عن إقرار مقدم إلي لجنة الانتخابات الرئاسية يفيد بعدم حصول والدتك السيدة نهال عبد العظيم نوح جنسية أخري سوي جنسيتها المصرية؟
ج: لم يحدث
س: هل لديك أقوال أخري؟
ج: لا
النيابة: والحاضر مع المتهم طلب إخلاء سبيله لسوء حالته الصحية.
وقد أغلق المحضر علي ما تقدم، وقررت النيابة تجديد حبس المتهم خمسة عشر يوماً علي ذمة التحقيق، ونطلب تحريات مباحث الأموال العامة حول المستندات المقدمة من المتهم إلي لجنة الانتخابات الرئاسية.
المشهد الرابع:
يقف أبو النيل في قفص الاتهام وصوت رئيس المحكمة يرتفع ناطقاً بالحكم:
'حكمت المحكمة حضورياً علي المتهم عاصم صالح أبو النيل عبد الرحمن بالسجن سبع سنوات مع الشغل والنفاذ، مع تغريمه مبلغاً وقدره مائة ألف جنيه مصرياً لا غير، ومصادرة الأموال المضبوطة.
المشهد الخامس:
أبو النيل علي فراشه في الزنزانة في حالة إعياء.. وصوت رئيس المحكمة يقرع سمعه:
- حكمت المحكمة حضوريا علي المتهم عاصم صالح أبو النيل بالسجن ثلاث سنوات بتهمة سب وإهانة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.
- حكمت المحكمة حضوريا علي المتهم عاصم صالح أبو النيل بالحبس لمدة سنة بتهمة سب وإهانة المحكمة الدستورية العليا.
- حكمت المحكمة حضوريا علي المتهم عاصم صالح أبو النيل بالحبس لمدة سنة بتهمة سب وإهانة ضباط الشرطة مع إلزامه بالتعويض المؤقت للمدعين بالحق المدني بمبلغ وقدره خمسون ألف جنيه.
**
فجأة تتوقف المشاهد المتراكمة فوق رأس أبو النيل.. بعد أن قرع سمعه صوت السلاسل الحديدية تتحرك في باب الزنزانة.. ويفتح الحارس الباب ويدخل معه الطبيب وضابط وثلاثة جنود واثنان من طاقم التمريض.
الضابط: رغم إهاناتك المتكررة لنا نؤدي واجبنا، وقد أتيت بالطبيب لنطمئن عليك بعد أن أبلغني الحارس بأنك في حالة سيئة.. ويقرر الطبيب إذا كانت حالتك تطلب النقل إلي المستشفي أم لا !!
الطبيب: السلام عليكم يا أستاذ عاصم.
ينتزع عاصم الحروف من فكيه ليرد السلام: وعليكم السلام ورحمة الله.
الطبيب: هل تتذكرني؟
عاصم: لا !!!
الطبيب: أنا الدكتور حسان السيد.. التقيت بك في مطار القاهرة من حوالي سنتين، وأنت تقوم بتوصيل والدتك رحمها الله وكان معك ابنك، ويومها ارتفعت نسبة السكر لديك، وكنت قريباً منك فسارعت إلي إنقاذك.. وأخبرتك أنني مسافر إلي ألمانيا فأوصيتني بوالدتك في رحلة السفر.
عاصم: نعم تذكرت وأشكرك.
الطبيب: يومها أنت أخرجت أوراق والدتك من حقيبتك وسلمتها لها وكان من بينها جواز السفر الأمريكي الذي سافرت به إلي ألمانيا، وأنا أتذكر أني سألتك عن حصولك علي الجنسية الأمريكية فقلت لي إنك لم تحصل علي جنسية أخري لكن والدتك الدكتورة نهال معها الجنسية الأمريكية، وأن أخاك وأختك أيضا يحملان ذات الجنسية لأنهما يقيمون في الولايات المتحدة بصفة دائمة!!!
.. ينظر عاصم إلي الطبيب والضابط والجنود.. ويصمت لثوان معدودة ثم يسقط في غيبوبة !!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.