حذر رئيس دائرة شؤون القدس، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد قريع 'أبو علاء'، من مخطط يهدف بناء كنيس يهودي 'جوهرة اسرائيل' علي مسافة 200 متر من المسجد الاقصي، واعتبره كارثة تهدد مستقبل المسجد الأقصي المبارك. وحذر قريع، في بيان صحفي مساء الخميس، من مناقشة اللجنة اللوائية لتخطيط والبناء 'الإسرائيلية' الاعتراضات المقدمة علي المخطط الرامي لبناء الكنيس داخل البلدة القديمة، الذي يبعد 200 متر عن المسجد الأقصي، ويقع بالجانب الغربي منه. يذكر أن هذا المخطط ينص علي ترميم كنيس يهودي قديم، علما أن هذا الكنيس أقيم علي أنقاض مصلي إسلامي، وسيتكون من ثلاثة طوابق فوق الأرض سيتم تغطيتها بقبة مقببة ضخمة، سيبلغ ارتفاعها عن الأرض نحو 24 مترا. وأوضح قريع أنه في حال مصادقة 'اللوائية' علي المخطط، فإن خطوات التنفيذ ستبدأ علي أرض الواقع لتضع اللمسات الأولي للكنيس الثالث من نوعه خلال السنوات الأخيرة، حيث سبق هذه الكنيس بناء 'كنيس الخراب'، وكنيس 'خيمة اسحق'، علما أن هذه الكنس الثلاثة بنيت علي أنقاض أوقاف إسلامية خالصة. وقال إن 'إسرائيل' تريد من هذه الانتهاكات الفظة والأعمال المرفوضة والمخالفة للقوانين والأعراف الدولية، وتهويد المشهد المقدسي وطمس معالم المدينة الدينية عبر البناء الاستيطاني فوق أنقاض المعالم الدينية والآثار التاريخية والإسلامية في المدينة المقدسة. وأضاف أن حكومة الاحتلال تعكف، ومنذ زمن، علي تطويق المسجد الأقصي المبارك بالبناء الاستيطاني والكنس اليهودية لفرض أمر واقع جديد يتجلي بتهويد المدينة بالكامل، ما يتيح تقسيم المسجد الأقصي المبارك زمانيا ومكانيا، وهو ما تطمح له حكومة الاحتلال 'الإسرائيلي'، مشددا علي أهمية الدفاع عن حرمة المسجد الأقصي والتصدي لعاصفة التهويد الإسرائيلي المنظم له. وأوضح أن بلدية الاحتلال رصدت ميزانية تبلغ خمسين مليون شيقل من أجل بناء كنيس 'جوهرة إسرائيل'، وهي تهدف من خلال ذلك إلي المضي قدما بتهويد المشهد المقدسي العام للمدينة المقدسة. وأشار قريع إلي أن أبرز ما تسعي إليه سلطات الاحتلال هو تهميش وتغيير الأمر الواقع لعظمة العمارة الإسلامية التي تتميز بها بلدة القدس القديمة من خلال مبانيها وأصرحتها، التي يقع علي رأسها جوهرة القدس المتمثلة بالمسجد الأقصي وقبة مسجد الصخرة فيه، حيث تحاول سلطات الاحتلال اليوم طمسها من خلال بناء كنس جديدة ضخمة تتجاوز بارتفاعها ارتفاع قبة الصخرة والمسجد الأقصي. وفي السياق ذاته، استنكر قريع قيام وزارة الإستيطان العبرية بنشر عطاءات بناء ل569 وحدة استيطانية في مستوطنتي 'بيسغات زئيف' و'رمات شلومو' شمال القدس، معتبرا ذلك دربا من دروب القضاء علي الوجود الفلسطيني عبر إصرار حكومة الاحتلال 'الإسرائيلي' علي تكثيف البناء الاستيطاني غير الشرعي في الضفة الغربية، وفي مدينة القدس الأكثر استهدافا، ما يستدعي موقفا وطنيا وعربيا موحدا وضاغطا علي حكومة الاحتلال العنصرية بوقف كافة أنشطتها الاستيطانية المدمرة لعملية السلام.