أكدت السعودية مجددا أهمية الجهود التي تحقق غايات الأمن النووي والتي تبدأ بإدراك ضرورة تبني المجتمع الدولي بأكمله لما هو قائم بالفعل من معاهدات وأطر قانونية وأخلاقية مبينة أنه لن يجدي استحداث أطر قانونية دولية وأنظمة جديدة لإلزام من هو ملتزم في الأصل بينما يوجد من الدول من لايتجاوب مع المعاهدات والأطر القائمة الهادفة للوصول إلي عالم خال من الإرهاب والسلاح النووي لا سيما في منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك - بحسب وكالة الأنباء السعودية - في كلمة المملكة التي ألقاها في مؤتمر القمة النووي 2014 المنعقد حاليا في مدينة لاهاي رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبد الله يماني رئيس وفد السعودية في القمة. وأضاف يماني إن المملكة في إطار قناعتها بضرورة تحقيق الأمن والسلم العالميين تود أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي وتأمل أن تكون هذه القمة خطوة بناءة ومثمرة تقود نحو مزيد من التقدم علي طريق تحقيق الحماية والأمن والاستقرار للأجيال الحالية والقادمة. ونوه بأن المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الدول التي تبنت القرارات الدولية ذات الصلة بالأمن النووي ومن ذلك قرار مجلس الأمن رقم '1540' للعمل علي منع وصول مواد التدمير الشامل إلي من يسيء استخدامها مشيرا إلي أن المملكة حاضرة بفاعلية وإيجابية في أكثر من عشرين نشاط دولي مرتبط بالأمن النووي منذ القمة الأخيرة في سول. وأوضح أن المملكة أولت اهتماما خاصا بمسألة تطوير البنية التحتية للأمن النووي وتأهيل مواردها البشرية حيث أنشأت برنامجا أكاديميا متخصصا بعلوم الأمن النووي في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وقدمت وما زالت تقدم الدعم الكامل لجميع الأنشطة الدولية في مجال الأمن النووي كماأشار إلي إعلان الملك عبد الله في شهر أغسطس الماضي عن تبرع المملكة بمبلغ '100' مليون دولار لتفعيل مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب. وأكد أن استراتيجيات الأمن النووي يجب أن تظل تعاونية علي أساس من الثقة المتبادلة ولا ينبغي أن تكون معوقة لتطوير البرامج النووية السلمية حول العالم منوها بأن رؤية المملكة الاستراتيجية تتبني مبدأ المحافظة علي التوازن بين التزامات الدول تجاه قضايا الأمن النووي وبين حق الدول في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وأوضح أن المملكة في هذا المقام تلفت إلي القيود المبالغ فيها وغير المبررة علي الحقوق الأصلية في التقنية النووية السلمية بما قد يؤدي إلي أثر سلبي علي برامج التعاون المشترك في الأمن النووي وعلي القدر نفسه من الأهمية فإن المملكة تعرب عن قلقها حيال المخاطر الناجمة عن وجود الأسلحة النووية شأنها شأن المواد النووية الأخري ومن الطبيعي أن تتضاءل مخاطر الإرهاب النووي بشكل كبير إذا ما تم نزع السلاح النووي بشكل كامل علي المستوي الدولي وهو ما يمثل في الأصل الهدف الأسمي لجهود منع الانتشار النووي عالميا.