تنتشر في عجلون بالأردن كنائس وأديرة، بعضها مأهول يخدم سكان المنطقة المسيحيين، إلا أن دير مار إلياس، الواقع أعلي قمة جبل غرب قلعة عجلون الشهيرة، يحتل مكانة خاصة منذ بدأت ترميم آثاره نهاية القرن الماضي. بعد خروجك من عمّان إلي طريق جرش لا تلاحظ أي إشارة إلي دير مار إلياس، وإن كانت هناك علامات طريق علي دير السيدة العذراء وغيره من مواقع المنطقة ما بين جرش وعجلون. تظل تسأل إلي أن تعرف أن أقرب بلدة للدير هي اشتفينا، نحو 15 كيلومترا غرب مدينة عجلون، ومن اشتفينا تصعد وسط غابات تميز المنطقة حتي تصل إلي طريق نصف معبد، يصعد بك إلي حيث الدير. يقع مكتب شرطة السياحة الأردنية عند مدخل واضح أنه حديث البناء كأنه في إطار خطة الترميم، لكنك تلحظ بسرعة أنه لا علاقة له بالدير القديم الذي ضم كنيستين. ومن الواضح أن أعمال الترميم التي بدأت قبل نحو 15 عاما تنشط حينا، وتهدأ في حين آخر. حين وصلنا موقع الدير، لم يكن به أحد سوي شرطي السياحة وموظف في الموقع، وإن انضمت بعد قليل عائلة مسيحية جاءت لتعلق بعض الأمنيات في شجرة سدر في الطرف الشمالي من الكنيسة العلوية. بعد المدخل، وكأنما نحتت في سفح تلة الجبل، بقايا الكنيسة السفلية، وفي آخرها مكان عليه أثر إضاءة شموع معلق عليه صورة للنبي إيليا، وصورة مار إلياس وصلاة/دعاء للقديس الذي سمي الدير باسمه. وفي الأعلي أكثر أعمال الترميم التي تحاول إعادة الأرضية الفسيفسائية وبعض الجدران من أحجار وقطع أعمدة بقايا الدير. نبي أم قديس تعود أهمية ذلك الأثر إلي ما أثير من قبل عن أنه ربما كان المقصود بمار إلياس هو نبي الله إلياس عليه السلام. ومما عزز ذلك العثور علي نص كتابي باللغة اليونانية فوق أرضية الفسيفساء, ذكر فيه النبي إلياس بالاسم. كما يعتقد بأن قرية 'لستب' التي تقع علي بعد نصف كيلومتر إلي الغرب من موقع الكنيسة هي بالأصل منطقة تشبه التي ورد ذكرها في العهد القديم، وتمثل مسقط رأس النبي إلياس. إلا أنه لا يوجد حتي الآن أي دلائل أثرية علي أن الموقع يرجع إلي فترة العصر الحديدي وهي الفترة التي عاش فيها النبي إلياس 'ما بين 910 و068 ق.م'. ويحتاج إثبات ذلك إلي عمل مجّسات اختبار في المنطقة لمعرفة ما إذا كانت مشغولة في العصر الحديدي أم لا.