تسببت أزمة الطاقة في ارتفاع أسعار الأسمنت بنسب قياسية خلال اليومين الماضيين، وقال تجار كبار ل 'العربية نت'، إن أغلب شركات الأسمنت أوقفت طرح منتجاتها في السوق المحلية، بسبب أزمة الطاقة التي عطلت غالبية المصانع عن استمرار الإنتاج. وأوضح التجار أنه منذ استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوي أمس الأول والشركات لا تقوم بضخ كميات كافية من الأسمنت، ما أدي إلي ارتفاع أسعاره من نحو 580 جنيهًا للطن يوم الأحد الماضي، إلي نحو 720 جنيها في تعاملات اليوم، بنسبة زيادة تقترب من 25% خلال يومين فقط. وبحسب العربية نت، قال محمد الصعيدي تاجر أسمنت ومواد بناء، إن الكميات المطروحة من الأسمنت ضعيفة جداً، ولا توزاي حجم الطلب المتزايد، ولذلك قام بعض كبار التجار بالتلاعب في الأسعار، ما أدي إلي ارتفاعها بنسب كبيرة خلال ساعات. وأوضح أن الشركات تبرر عدم استمرار ضخها للكميات اللازمة لتغذية السوق المحلية بأزمة الطاقة وعدم وجود غاز كافٍ لتشغيل المصانع، وبالتالي توقفت بعض خطوط إنتاج الشركات، وتناقصت الكميات المطروحة في الأسواق إلي أن اختفي الأسمنت من السوق. وأعلنت وزارة البترول زيادة استهلاك محطات الكهرباء من الغاز نتيجة للنقص الحالي في المازوت، ما يؤثر بشكل كبير علي تخفيض استهلاكات المصانع، خاصة مصانع الأسمنت، وهو ما تسبب في الأزمة التي رفعت أسعار الأسمنت بنسب قياسية. وقال رئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الصناعات ورئيس جمعية الغاز المسال في مصر، الدكتور محمد سعد الدين، ل 'العربية نت'، إن أزمة الطاقة لا يمكن تجاهلها علي الإطلاق، وإن ما يحدث حاليا هو نتاج طبيعي لاستمرار اعتماد الحكومات المصرية السابقة علي المسكنات وعدم وجود حلول فورية وجذرية للأزمة المستمرة منذ عقود. وشدد علي أن نقص الكميات المطروحة من الغاز في السوق يكون علي حساب بعض المصانع التي رفضت الاستيراد من الخارج لحسابها، وعدم الاعتماد علي الحكومة في توفير كميات الغاز اللازم بأسعار مدعمة. ولفت إلي أن الحلول تحتاج إلي حكومة قوية وقادرة علي اتخاذ قرار برفع الدعم عن المنتجات البترولية، وبيع الوقود بأسعارها العالمية.