قال رئيس مجلس الأمن الدولي الأمير رعد بن زيد بن حسين- المندوب الدائم للأردن والذي تتولي بلاده رئاسة أعمال المجلس لشهر يناير الجاري- إن أعضاء المجلس رحبوا اليوم بتوقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية بين حكومة جنوب السودان وحركة تحرير جيش السودان، ودعا المجلس جميع الأطراف إلي التنفيذ الفوري والكامل للاتفاق، كخطوة أولي في عملية طويلة لضمان تحقيق السلام وسيادة القانون في جنوب السودان ومعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع بين الطرفين. وأشاد أعضاء مجلس الأمن بالجهود الدؤوبة من قبل الهيئة الحكومية للتنمية 'إيجاد'، وأكدوا دعمهم القوي لجهود الوساطة التي تقودها من أجل التوصل إلي تسوية دائمة للأزمة في جنوب السودان. كما أثني أعضاء المجلس علي جهود الإتحاد الأفريقي، وعلي الزيارة التي قام بها رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي الدكتور نكوسازانا دلاميني زوما إلي عاصمة جنوب السودان يوم العشرين من يناير الجاري. وجدد مجلس الأمن الدولي- في بيان صحفي- دعمه اللامحدود لبعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان 'أونميس' ولرسالتها التي تقوم بها نيابة عن المجتمع الدولي في حماية المدنيين في جنوب السودان، بما في ذلك الرعايا الأجانب، وإجراء أعمال المراقبة والرصد والتحقق في مجال حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية. وذكر بيان المجلس أنه 'نتيجة لهذا الصراع، فقد وصل عدد المشردين داخليا في جنوب السودان إلي 494 ألف شخص جميعهم في حاجة إلي المساعدة الإنسانية، بما في ذلك 73 ألف من المدنيين الذين لجأوا إلي مقري بعثة أونميس في جنوب السودان. وأدان أعضاء المجلس بأشد العبارات جميع الأعمال التي تقوم بها القوات الحكومية والمعارضة التي تعرقل أو تعوق عمليات 'أونميس' وتهدد موظفيها، وجدد المجلس مطالبته بأن تتعاون جميع الأطراف تعاونا كاملا مع 'أونميس'وحذر من أن تهديد موظفي البعثة يعد انتهاكا للقانون الدولي ولاتفاقية وضع القوات 'سوفا'. وشدد بيان المجلس علي 'أن التهديدات والهجمات المسلحة علي موظفي الأممالمتحدة ومرافقها- سواء من جانب قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان أو من كبار المسئولين الحكوميين في جنوب السودان- تعد أمرا غير مقبول وتشكل انتهاكا للقانون الدولي ولاتفاقية وضع القوات 'SOFA'. وأدان البيان بعمليات القتل المستهدف والعشوائي والعنف الجنسي، وتجنيد واستخدام الأطفال والاحتجاز التعسفي، وأكد علي ضرورة محاسبة المسؤولين عن تلك لاانتهاكات والتجاوزات. ورحب أعضاء المجلس بقرار مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي الخاص بتشكيل لجنة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان خلال أعمال النزاع التي اندلعت في البلاد منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي. وكان أعضاء مجلس الأمن قد استمعوا- عبر الفيديو كونفراس- في جلسة مشاورات مغلقة مساء أمس لإحاطة حول الوضع في جنوب السودان، قدمها كل من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمونيفيتش والمملثة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان هيلدا جونسون.