غدًا تحل الذكري الثانية لما جري يوم السبت 19 نوفمبر 2011 من أحداث.. أطلق عليها إعلاميًا أحداث شارع محمد محمود .. التي تمثل واحدة من وقائع ثورة الشعب التي اندلعت في 25 يناير من نفس العام 2011.. وسقط خلالها صفوة شباب الوطن.. وحاملو مصر في عيونهم وقلوبهم.. وإذا كنا ندعو الشعب للاحتفال بهذه الذكري فإننا نؤكد عليه أن يكون الاحتفال علي مستوي جلال الذكري.. وتضحيات الشهداء.. وبسالة الشعب المصري الذي نفد صبره.. وضاق صدره.. ورفض كل أشكال الظلم والقهر والاستهانة بالوطن. وفي الوقت ذاته يتوجب علينا أن نفكر في تفاصيل ما جري.. وما أحاط به من تكهنات وتقديرات.. وحقائق.. وأكاذيب.. ففي خضم تلك الأحداث التي لا يمكن نسيانها كان الإخوان قد حققوا شيئًا من أمانيهم وأصبحت لهم الغلبة في البرلمان.. فنسوا الميدان.. الذي كان قرارهم بمقاطعة ما يدور فيه.. حتي تأكد لهم أن الثورة قد انطلقت في طريقها.. ولن يعترضها شيء فهرولوا بالنزول وفق خطة تم الكشف عنها مع الأسف بعد أن جري ما جري.. وبعد أن سقط الشهداء.. وأصيب المئات والآلاف.. وفقئت عيون.. وبترت أعضاء.. وقد تجاسروا ونظموا مهزلة موقعة الجمل.. وغيرها من مهازل الصدامات المرتبة في بورسعيد والسويس.. ومحافظات كثيرة.. وأسرع الكاذبون من شيوخهم يتحدثون عن الطرف الثالث.. الذي اتضح أنه يتكون من ميليشياتهم وأعوانهم من قناصة حماس.. والإرهابيين المحترفين الذين تنقلوا من فلسطين إلي السودان، وأثيوبيا، واليمن، ثم أفغانستان.. وظهرت فرقهم في ليبيا وسوريا. ونذكر جميعًا عندما صرخ الثوار بالشكوي.. ما الذي رد به الإخوان الجالسون علي مقاعد البرلمان.. لقد انكروا الثورة تقريبًا.. وقاموا بازدراء الثوار.. ودعوا لتصفية كل ما كان، قائلين: الشرعية الآن للبرلمان.. وليست ولا يجب أن تكون للميدان.. ونذكر جميعًا عندما قاموا باستدعاء ميليشياتهم لحماية البرلمان وأعضائه جهارًا نهارًا. علي أنه يجب ألا نغفل عما يدور الآن.. وبمناسبة الذكري التي نحيطها بكل الاحترام والإجلال.. فقد دعا فلول الإخوان الذين اسقط الشعب حكمهم.. وسجل فشلهم.. ودمغ أنانيتهم وجشعهم وكذبهم.. دعا الإخوان إلي الاحتفال بذكري الشهداء في ذلك.. فحق عليهم المثل الدارج البليغ 'يقتلون القتيل ويسيرون في جنازته' والحقيقة أن الإخوان لا يريدون الاحتفال بذكري شهداء محمد محمود ولا يعنيهم ذلك في قليل أو كثير.. ولكنهم يريدون من فرط سذاجتهم استكمال مشاهد العبث.. والاستمرار بها حتي النهاية.. والتهام الثمرة التي صنعها الشعب حتي الثمالة.. وقد ثبت للقاصي والداني فشلهم.. وفشل أموالهم في استمرار الضحك علي الذقون.. واغواء الفقراء.. والقدرة علي الحشد.. وقد خابت أساليبهم.. وفشلت خططهم.. وذهبت ريحهم.. وهم يريدون فرصة.. أي فرصة.. للتحريض وممارسة الشغب والإرهاب وجر البلد إلي فوضي تصور لهم عقولهم المريضة أنها الفرصة الوحيدة لعودتهم للحكم.. وهم لا يتورعون عن عمل شيء.. ولا يحفلون بالمشاعر الإنسانية أو بالمقدسات.. ويسعون لتحقيق مآربهم حتي لو سقط مئات الشهداء.. وسالت الدماء أنهارًا.. حتي لو تم ذلك في مناسبة يجب أن تكون لها هيبتها، ووقارها وجلالها.. يقوم خلالها الشعب بتكريم شهدائه.. وتحية وتقدير الدماء الطاهرة التي سالت.. في سبيل حرية الوطن وأهله.. ودون ذكر لجرائم الجناة.. الذين يفضلون الحوار بالرصاص.. والقنابل الحارقة.. ويسيرون باتجاه أهدافهم علي جثث الضحايا ودماء وأشلاء الأبرياء. فنحتفل بذكري شهدائنا الأبرار.. شهداء ذلك اليوم المشهود.. ولكن احتفالنا علي مستوي جلال الموقف.. وقيمة وتضحيات الشباب الذي سيظل خالدًا في وجدان الشعب.. وصحائف التاريخ.. عندما ينشر الشعب صحائفه. وليكن حرصنا علي جلال المناسبة والاحتفال بها منصبًا علي الهدوء والصمت البليغ.. والاستعادة الحكيمة لما جري ودروسه.. والحفاظ علي الموقف جادًا ليصل المعني لكل مواطن.. وليكن الاحتفال بالذكري درسًا لا ينسي. وفي ذات الوقت.. علينا بحكم مسئوليتنا التصدي لكافة المجرمين.. والإرهابيين.. ومنعهم من الاندساس بيننا بسمومهم وشرورهم.. وحماية الموقف والدولة من همجيتهم وتوحشهم.. وموت ضمائرهم.. قتلة الأبرياء.. ومن مثلوا بجثث الشهداء.. وامتهنوا إنسانية الإنسان.. ولم يتركوا جريمة إلا ارتكبوها.. أو وزرًا إلا فعلوه. فلنحتفل بجلال الذكري.. ضد الإخوان.