ما أروع هذا الرجل الذي قام بدعوة وزير الداخلية وقيادات الشرطة وعائلات شهداء الشرطة للمشاركة في احتفالات القوات المسلحة بانتصارات أكتوبر هذا العام. ما أروع هذا الرجل الذي أدي التحية العسكرية لأرواح شهداء الجيش والشرطة معًا في حربهم ضد الإرهاب بعدما خاضوها في حربهم لتحرير البلاد في مشهد ألهب المشاعر وحرك الوجدان والحب لهذا الوطن أمام العالم أجمع. إنه الفريق أول/ عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة قائده مسيرة العبور من غياهب الجهل والظلام التي حاولت بعض القوي والتنظيمات المتطرفة أن تدفعنا إليه. ها هو يضع يده في يد اللواء / محمد إبراهيم وزير الداخلية والذي كاد يدفع حياته ثمنًا لرسالة الأمن المؤتمن عليه، ليعلنا معًا استمرار جهادهما مع رجالهما الشرفاء ضد الإرهاب حتي يتم القضاء عليه ويتحقق الخير والسلام لهذا الشعب الذي يستحق أن يتمتع بهما. لكن أليس من الإنصاف أيضًا أن نشير إلي دور الشرطة في حرب أكتوبر المجيدة وما قام به رجالها البواسل من بطولات وتضحيات ساعدت في إتمام الانتصار العظيم؟ نعم فقد قامت الشرطة في مدن القناة الثلاث بدور كبير في مؤازرة ومساندة جيشنا الجسور، وكان لها دور فاعل رسم لها بعناية بمعرفة القيادة السياسية وذلك من خلال ثلاث مراحل رئيسية قبل وأثناء وبعد المعارك ففي المرحلة الأولي قامت أجهزة الشرطة بمعاونة القوات المسلحة في إعلان حالة التعبئة العامة التي كانت تتولاها أقسام الشرطة بقدر عال من الحرفية والسرعة والسرية في استدعاء الأفراد، والدفع بهم إلي مواقعهم التي حددتها لهم القوات المسلحة، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في تحقيق عنصر المفاجأة والمباغتة التي شلت حركة العدو وافقدته توازنه نتيجة غزارة الأعداد التي اشتركت في عبور قناة السويس، مما ساعد الجيش في إتمام خططه الهجومية بتفوق ونجاح، هذا بالإضافة إلي ما قامت به أجهزة الأمن السياسي التي نجحت في احتواء العديد من مظاهر التمرد التي حاولت أن تطفو علي السطح السياسي للتأثير علي الرأي العام وإضعاف الروح المعنوية لأفراد الشعب الأمر كان من الممكن أن يؤدي إلي تشتيت التكاتف الشعبي لو لم يتم احتواؤه وذلك عندما كانت التيارات الشيوعية والدينية تسعي إلي فرض سيطرتها وأفكارها علي الشارع المصري في هذا الوقت ثم تأتي مرحلة بدء المعارك حيث اضطلعت أجهزة الأمن بمسئوليتها لتأمين الجبهة الداخلية، والحفاظ علي استقرارها وتماسكها من خلال تأمين المنافذ البرية والبحرية والجوية حتي لا تتخذ وسيلة لتسرب أي معلومات قد توثر علي سير المعارك بالإضافة إلي القيام بتأمين المنشآت الحيوية كمحطات الكهرباء، والإذاعة والتليفزيون.. والمستشفيات والمجري الملاحي وقد تلاحظ أنه خلال تلك الفترة انحسرت الجرائم الجنائية وتلاحم الشعب مع الشرطة وتعاون الجميع في الدفاع عن مدن القناة الباسلة حيث تصدت لغارات العدو وهجومه وتم توزيع الأسلحة علي أفراد المقاومة الشعبية واستشهد خلال تلك المعارك التي استمرت من 24 أكتوبر 1973 حتي يوم 29 من الشهر نفسه العديد من ضباط وأفراد ومجندي الشرطة، كما تصدت قوات الأمن المركزي بمدينة الإسماعيلية لهجمات العدو عليها وحالت دون دخولهم المدينة حتي وصلت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وفي أعقاب نهاية الحرب وتحقق الانتصار اتخذ الدور الأمني بعدًا اجتماعيًا تمثل في معاونة سكان المدن، والمحافظات التي تعرضت للقصف وإيجاد أماكن بديلة بالإضافة إلي تدبير السلع التموينية وفرض رقابة صارمة علي الأسواق وتوفير الأمن والسكينة للمواطنين ثم جاءت اتفاقية كامب ديفيد والتي احتوت فيما احتوت عليه دورًا فاعلًا للشرطة تمثل في تكليفها بتأمين المنطقة الحدودية بالاشتراك مع بعض قوات حرس الحدود المجهزة بالأسلحة الخفيفة. حقًا لقد كانت معركة أكتوبر ملحمة تضافرت فيها كل الجهود حتي تحقق هذا النصر العظيم، وما أحوجنا اليوم إلي استلهام تلك الروح العظيمة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد لنعبر معًا إلي رحاب الأمن والسلام والرخاء في ظل قيادات عسكرية وأمنية صدقوا ما عاهدوا الله عليه ويعرفون جيدًا معني كلمة 'وطن'.