غزوات الروبوت لم تترك ساحة أو موقعا إلا واثبتت جدارة، وسجلت نصرا، واحدثت انقلابات جذرية في المصنع والحقل والمعمل، حتي الجيوش وساحات المعارك وصل إليها الروبوت، ليصبح منافسا قويا للمهندس والمزارع والجندي، وأخيرا يتطلع الروبوت، أو بدقة من ورائه من مخترعين ومصممين، إلي غزو المستطيل الأخضر! »فريق كرة روبوتي« لم يعد مجرد حلم، فثمة خطط ومساعٍ تستهدف مشاركة فرق روبوتية في كأس العالم لكرة القدم عام 0502، يستطيع اعضاؤه منافسة الفرق البشرية! مصممون وخبراء تدعمهم مؤسسات وشركات لصناعة وتطوير الروبوت يسهرون الآن علي اختراع ثم صقل المهارات المختلفة التي يتطلبها اقتحام ملاعب كرة القدم، والمشاركة في المباريات التي تجري في إطار المسابقات المتعددة، لكن طموحهم الأكبر مشاركة الروبوت بقوة في أكثر المسابقات إثارة وشهرة: كأس العالم. ربما يتصور البعض أن المهمة أسهل من سواها، مما سبقها ونجح المصممون في انجازها في مجالات الصناعة والزراعة والحرب وغيرها، إلا أن الحقيقة التي سوف تثير دهشة الكثيرين سيكون مبعثها أن التوصل إلي انتاج فريق كرة كامل من الروبوت يعد أصعب من طموحات أخري كثيرة تم انجازها اعتمادا علي المزاوجة بين الذكاء الاصطناعي، والقدرة علي القيام بأعمال دقيقة وشاقة، لأن معظم التطبيقات السابقة كانت تعتمد علي ان استخدام الروبوت يتم وفق آداء نمطي متكرر، والأمر هذه المرة مختلف تماماً! مطلوب المزيد من الافكار الابتكارية حتي يستطيع المصممون تشكيل فريق روبوتي يتمتع بكل المهارات، والقدرات الفردية والجماعية التي من شأنها أن يثبت الفريق جدارته وقدرته علي الصمود في الملاعب واحراز الفوز، بل وتصدر المسابقات. الروبوت الكروي لن يكون مطلوباً منه مجرد تقليد اللاعب البشري في الحركة والمناورة والجري والركض والتسديد بدقة، ومواجهة الهجمات بمهارة والدفاع بقوة و.. و.. ولكن بالاضافة إلي ذلك كله سيكون الروبوت الكروي مطالبا باستجابات مناسبة للمفاجآت التي يصعب حصرها، وتتعدد وتتجدد تفاصيلها من مباراة لأخري فمثلاً: ماذا يفعل لو برزت بطاقة صفراء أو حمراء؟ وهل يعتذر إذا لجأ للعنف؟ ثم إنه مطالب بتفهم بعض المشاعر والمواقف الإنسانية إذا كان المنافس فريقا بشريا، وفي كل الأحوال فإن الحكم ومساعديه والجمهور سيكونون من البشر، فأي مهمة ثقيلة تلك؟! نزول الروبوت للمستطيل الأخضر يتطلب استعدادات هائلة ترتبط باعادة النظر في أشياء كثيرة استقرت طويلا، بداية من قواعد التحكيم، ونظم الاحتراف، مرورا بقوانين اللعب ذاتها، وصولا إلي العوامل التي تحكم الانتماء لنادٍ معين أو الولاء لمنتخب بعينه و...و.. لكن إلي أي مدي يستمتع الجمهور في الاستاد، أو عبر شاشات التليفزيون بأداء فرق روبوتية؟ وهل يكون الحماس ذاته بين جمهور ناد فريقه من الروبوتات، بينما النادي المنافس يشجع فريقا من دم ولحم وأعصاب؟ ولعل أكثر الناس قلقا من الفكرة رغم أنها مازالت بعيدة التطبيق من يحترفون التدريب، فأي دور للمدرب مع روبوت تم تأهيله في خط انتاجه قبل أن يتم الدفع به إلي عالم الاحتراف الكروي؟! وأخيراً كيف يستعد »الفيفا« لاستقبال الحدث؟