الطريق للتصدي للعدوان علي الحقوق العربية اينما كانت لابد وان يمر من خلال تصفية الخلافات بين الدول العربية بعضها البعض بما يؤدي الي اجهاض كل مخططات الوقيعة وما يترتب عليها من تشرذم وتمزق عربي.. تحقيق هذا الهدف يحتاج الي زرع الثقة وتوافر الوعي لدي الحكام والشعوب لما تمثله الفرقة من اخطار علي الجميع وبلا استثناء . ان أمامهم مثال علي ذلك حالة الضياع التي وصلت اليها قضية فلسطين. ان الساحة واسعة بالقدر الكافي لاستيعاب جهود ودور كل الاطراف للمساهمة في تعظيم الدور العربي واقناع العالم من خلال وحدة الصف باحترام وجهة النظر العربية تجاه القضايا القومية التي يمس التلاعب بها الامن القومي العربي ومستقبل الاجيال القادمة. في هذا الاطار لا يسعنا كعرب سوي ان نرحب بالخطوة البناءة التي تم اتخاذها علي صعيد العلاقات العراقية الكويتية التي كان للخلل الجسيم الذي اصابها يوم أقدم صدام حسين علي غزو الكويت انعكاساته السلبية والمستمرة حتي الآن علي كل الاوضاع العربية.. تمثل هذا التحرك في قيام العراق بترشيح سفير لها في الكويت بعد قطيعة استمرت عشرين عاما وهو ما يبشر بمرحلة جديدة تدفع الي ازالة كل معوقات اعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين الي طبيعتها القائمة علي الاخوة العربية والجيرة السليمة الطبيعية، وقد جاء اختيار حسين بحر العلوم لهذا المنصب موفقا بما عرف عنه من علاقات طيبة داخل الكويت وفقالما ذكرته بعض المصادر هناك. وقد استقبل القرار العراقي بارتياح في الكويت الذي اعتبرته اعترافا عراقيا ضمنيا بسيادتها واسقاطا للدعاوي التي كان تبنيها سببا في الحاق الدمار بكلتا الدولتين وبالعالم العربي كله. لا جدال ان هذا القرار العراقي سوف ينهي حقبة خطيرة من التاريخ العربي الذي شهد علي مدي العشرين عاما الماضية تطورات خطيرة يأتي علي رأسها تعاظم التدخل الاجنبي في المنطقة واعطاء الفرصةلاستفحال خطر كلا من اسرائيل وحكم الملالي في ايران علي أمن واستقرار المنطقة العربية. من ناحية أخري فإنه لا يمكن ان يكون هناك حل للمشكلة العراقية الكويتية جذريا دون ان يكون هناك حسن نية لانهاء ذيولها بالتعاون بين الطرفين . ان تحقيق هذا الامل ممكن اذا اسفرت الانتخابات العراقية عن سلطة ارجو ان تكون وطنية وذات هوية عراقية عربية تعيد لهذا البلد وضعه ومكانته وسيادته بعيدا عن التدخلات التي تستهدف تفتيت وحدته. من المؤكد ان التوصل الي حل لمسيرة العلاقات بين الكويت والعراق سوف يكون انتصارا لامن الأمة العربية من خلال تصفية بؤرة من البؤرات التي ساهمت في حالة الضياع والتدهور الذي تعيشه. الحديث عن هذا التطور في العلاقة بين الكويت والعراق يجرنا في نفس الوقت للاشارة الي ما تم في مجال تصفية حالة التوتر بين سوريا ولبنان والمستمرة منذ سنوات طويلة شهدت خلالها أحداثا دراماتيكية ومأساوية كان لها أثرها السلبي علي الأمن والاستقرار اللبناني. جاء هذا التطور علي نفس وتيرة ما حدث بين العراق والكويت حيث تم تبادل السفراء بين البلدين الشقيقين الجارين مما يوحي باستقرار العلاقات وهو ما يمكن ان ينعكس ايجابا علي الاوضاع داخل لبنان من خلال اندماج بعض اطراف المعادلة السياسية في النسيج الوطني اللبناني. كم أرجو ان تكون هذه التطورات بداية لعودة الروح الي وحدة الصف العربي بما يمكن ان تنعكس اثاره الايجابية علي القمة العربية التي ستعقد بعد أيام قليلة في مدينة »سرت«الليبية.