تفضل السيد رئيس مجلس الشوري الذي تولي منصبه منذ أيام. وهو في الاصل صيدلي وينتمي إلي جماعة الاخوان. تفضل سيادته بإعلان المد في الخدمة لرؤساء تحرير الصحف ورؤساء مجالس الإدارات. السؤال البديهي هنا. ما علاقة سيادته بالصحف؟ ما علاقة فخامته بالصحافة؟، هذا وضع غريب، شاذ يجب ان يوضع له حد، كان من المنتظر خلال الشهور التي تلت يناير أن يعاد النظر في أوضاع كثيرة، لكن لم يحدث شيء، لم يتحرك شيء علي أي جبهة. ومنها الصحافة التي ما تزال تتبع مجلس الشوري تماماً كما كان الوضع في ظل النظام القديم والمستمر بكل تفاصيله فيما عدا ظهور جماعة الإخوان وبدء سيطرتهم علي الدولة ومؤسساتها، ومما يعد من إيجابيات الوضع قبل يناير إنه لم يهادن في ظهور أحزاب علي أسس دينية وهذا مبدأ معمول به منذ عقود طويلة، قبل وبعد ثورة يوليو، لكن تم تجاوزه بعد يناير وهذا من عجائب مصر، ثورة من المفروض أن ينتج عنها التقدم الي الافضل وبناء دولة حديثة، غير أن ما ظهر حتي الآن بوادر وأسس الدولة الدينية ومن الاوضاع الحائرة ما يتصل بالصحافة، ان مجلس الشوري الذي يعادل مجلس الشيوخ في الأنظمة الديمقراطية التي نقلدها شكلاً لا غير من المفروض أن يخطط لا أن يدير ويصدر قرارات التعيين. لم تكن تبعية المؤسسات الصحفية للشوري الا مجرد حجة لإحكام السيطرة علي الإعلام المكتوب، غير أن الوضع اختلف. فمجلس الشوري لم يعد وجوده مقنعاً، والسيد رئيس المجلس جاء بأصوات ثلاثة في المائة من الشعب خرجوا مضطرين الي صناديق الانتخاب والذي جاء بهذه النسبة الهزيلة أعلن منذ اللحظة الأولي أنه سيجري تغيير ثمانية وأربعين رئيسا للتحرير والمؤسسات الصحفية. ويبدو أنه لم يجد شيئا مهما في تخصصات الا الصحافة فراح يحاول فرض سيطرته عليها كمقدمة لسيطرة الإخوان علي الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة، إنني أكرر دعوتي للزملاء الصحفيين برفض أول قرار يصدر عن هذا المجلس، وأن يتم تحرك واسع وقوي من خلال اعضاء النقابة لتأسيس مباديء جديدة تعمل من خلالها المؤسسات الصحفية وهذا ما يجب أن يتم فوراً كبداية لتغيير الأوضاع المقلوبة.