عند التقدم لشغل وظيفة - أي وظيفة - تكون لها شروط واضحة فيمن يريد أن يشغلها ، أول هذه الشروط المؤهل الجامعي المناسب ، وأهمها الخبرات السابقة التي تمكن صاحبها من القيام بعمله علي أكمل وجه ، بالإضافة لإجادة اللغات الأجنبية إذا كانت الوظيفة تستلزم ذلك .. فهذا هو ما يقره المنطق ويقبله العقل وما دونه غير طبيعي وليس مألوفا. الوظيفة الوحيدة التي لا يلزمها دراسة أو علم ، ولا تحتاج إلي خبرة سابقة ، ولا تشترط دراية كافية هي - للأسف - أخطر وظيفة وأهم منصب وهو رئيس الجمهورية ، ولذلك أصبح مطمعا لكل من هب ودب ، وهدفا لهواة الشهرة والباحثين عن الأضواء ، لدرجة أن من سقطوا في دوائرهم وسط أهلهم ومعارفهم في انتخابات مجلس الشعب ، لم يتورعوا عن الترشح لرئاسة الجمهورية ، رغم يقينهم أنهم لن ينجحوا! طوابير المرشحين أمام لجنة انتخابات الرئاسة منذ فتح باب الترشيح، تؤكد أننا نعيش حالة فوضي عارمة ، وقناعتي أن معظم من سحبوا استمارات الترشح ليس لديهم رؤية واضحة لحل مشاكلهم الشخصية ، وليس لرئاسة دولة بحجم مصر بكل ما تعانيه من أزمات. لا أفهم كيف يفكر حانوتي أو قهوجي أو مزارع بسيط أو موظف صغير في الترشح لرئاسة الجمهورية ، ومن هو الشيطان الذي يسول لهم أنهم سوف ينجحون في الوصول لكرسي الرئاسة ، وأعتقد أنهم لو فكروا قليلا لتراجعوا عن فكرة الترشح ، طبقا للمثل الدارج، كان الدكتور نفع نفسه! ولأن ما يحدث لا يخلو من طرافة وكأننا نعيش مسرحية كوميدية ، فقد قررظاظا الترشح للرئاسة وأعلن أن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم زاره في المنام وأيد ترشيحه ووضع يده علي كتفه لمؤازرته ، وأنا لا أملك تكذيب ظاظا ولا أستطيع تصديقه ، ولكن ما يمكن تأكيده أن ظاظا لن ينجح حتي لو حلم بكل الأنبياء! شد اللحاف وتصبح علي خير يا عم ظاظا!