صورة مؤسفة جدا مايحدث داخل وزارة الثقافة، وبين قياداتها ومسئوليها.. فرغم ان وزارة الثقافة هي المعنية بالضرورة بالحوار، ولغة الخطاب ورسالته وهدفه، فما حدث خلال الأيام الماضية بين رئيس أكاديمية الفنون »د. سامح مهران« وبين وزير الثقافة »د. شاكر عبدالحميد« ولكل منهما أنصار وأشياع ومشعلو حرائق.. ماحدث يشكل علي كل المستويات فضيحة ثقافية، وخروجا عن السياق، وتدنيا بمستوي الحوار الي التراشق، والسباب، وتبادل الاتهامات، وتبادل البلاغات، واستعداء السلطات. حرب شرسة، ومعركة عنيفة استخدم كل طرف فيها كل أنواع الأسلحة، حتي الضرب تحت الحزام.. مؤتمر صحفي يعقده رئيس أكاديمية الفنون يتهم فيه وزير الثقافة بالتخبط، والمشاركة في اهدار أموال الاكاديمية اثناء عمله نائبا لرئيسها الأسبق، والسكوت عن وقائع فساد عديدة ومخالفات مالية وادارية واخلاقية داخل الاكاديمية.. وزير الثقافة يرد بمؤتمر صحفي آخر، يطالب فيه سامح مهران بالاستقالة بعد أن تسبب في تدهور المستوي التعليمي بالاكاديمية، وأهدر الأموال علي تجديد بعض المعاهد، وبعد تزايد المخالفات والتجاوزات ، ليتقدم الوزير ببلاغ الي النائب العام ضد رئيس الاكاديمية، وشكوي الي رئيس الوزراء. وبين المؤتمرين الصحفيين، مؤتمرات اخري ولقاءات ، واعتصامات وانقسامات، واضراب طلاب عن الدراسة.. حرب اهلية داخل الاكاديمية »طلاب مع وطلاب ضد«، »اساتذة مع واساتذة ضد« لتتسع الخصومة، ويتزايد الطوب الذي يلقيه كل طرف علي الآخر، خاصة ان الاطراف جميعا تمارس السب علي قارعة الطريق، دون سند رسمي ، دون تحقيقات، ودون كشف حقيقي عن الفساد ومحاكمته! تبادل الاتهامات والفصل في الخصومات، مكانها ساحة القضاء احتراما للقانون، واحتراما للثقافة التي تنتهك في جدل هابط.