أكدت جماعة الاخوان المسلمين أن الساحة المصرية في كل مجالاتها لم تعد مستباحة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث كان النظام المصري السابق تابعا ذليلا لها ينصاع لأوامرها ولا يملك أن يرفض لها طلبا، ومن ثمّ انتشرت المنظمات الأمريكية تعمل بدون ترخيص وتفتتح الفروع في كثير من مدن المحافظات وتتلقي الأموال من الغرب وتنفق ببذخ علي تابعيها ومنفذي أهدافها من المنظمات والشخصيات المصرية، وكانت تنفق في المتوسط ستة ملايين دولار في العام إلا أنها في عام ما بعد الثورة أنفقت مائتي مليون دولار أي مليارا ومائتي مليون جنيه مصري. واكدت الجماعة في رسالتها الاعلامية أنه عندما علمت بإنفاق الأربعين مليون دولار الأول من لسان السفيرة الأمريكية، تسألت مرارا وطلبنا التحقيق ومعرفة الحقيقة، من الذي تلقي هذه الأموال وفيم أنفقها وما هي مظاهر دعم الديمقراطية التي يزعمون ؟ ولكن في كل مرة كان يخرج إما وزير العدل أو وزير الداخلية يقول إن التحقيقات جارية وسوف تعلن النتيجة خلال أيام، وتمر الشهور ولا يُعلن شئ". وتابعت الجماعة قائلة "ونري أحداثا مؤسفة من تدمير وحرق وقتل يقوم بها البلطجية والخارجون عن القانون، ونتساءل هل يتسرب جزء من هذه الأموال إلي هؤلاء المجرمين؟ ولا نجد إجابة، حتي خرجت لجنة تقصي الحقائق بأدلة واتهامات وقدمتها إلي النيابة التي أحالت التحقيق فيها إلي قاضيي تحقيق فأصدرا قرارا بتفتيش 71 منظمة ومنع 24 شخصا من السفر منهم 91 أجنبيا معظمهم أمريكيون، ثم تم تحول القضية إلي محكمة الجنايات وهنا بدأ الضغط علي المحكمة لإلغاء قرار منعهم من السفر وأبي ضمير القضاة الاستجابة لضغط رئيس محكمة الاستئناف المستشار عبدالمعز إبراهيم فقدموا إليه طلبا بالتنحي عن نظر القضية فقبله علي الفور، وشكل هيئة قضائية جديدة أصدرت حكما بإلغاء قرار منعهم من السفر ثم تم حل الهيئة القضائية، وفي أثناء ذلك هبطت طائرة عسكرية أمريكية علي مطار القاهرة بدون إذن ثم حلقت بالمتهمين الأجانب إلي قبرص، وأثناء هذه الإجراءات كلها تواترت الوفود الأمريكية علي مصر تضغط وتهدد وتتوعد حتي رضخت الإدارة المصرية وسمحت برحيل المتهمين. ورأت الجماعة ان الطريقة التي اتبعها المجلس العسكري في معالجة القضية تشبه تعامل الرئيس السابق حسني مبارك مع مثل هذه الموضوعات قائلة " وهنا تكشف لنا أن المجلس العسكري يدير البلاد بالطريقة التي كان يديرها بها الرئيس المخلوع من حيث الخضوع لأمريكا والتدخل السافر في أعمال القضاء والتفريط في السيادة والكرامة الوطنية، ومن هنا انفجر البركان الشعبي سواء في البرلمان أو في الأحزاب والقوي السياسية وفي السلطة القضائية وفي الإعلام وفي عموم الشعب، الكل يطالب بالتحقيق ومعرفة المتسبب في هذا التهاون ومحاسبته علي هذا التفريط ". وأكدت الجماعة علي انها اول من ادان التمويل الاجنبي وبادرت بالتحقيق في الامر قائلة "وفي محاولة لصرف الرأي العام المصري عن جوهر القضية وشغله بخلاف داخلي، صدرت بعض التصريحات عن السناتور جون ماكين وبعض أعضاء الكونجرس الأمريكي فسرها البعض علي أن للإخوان المسلمين دورا في السماح للمتهمين الأجانب بالسفر، وهلل الإعلام المغرض وكل من في قلبه ضغن علي الإخوان لهذا التفسير وراحوا يهاجمون الإخوان المسلمين ". واستطردت الجماعة في بيانها قائلة " ولتوضيح الحقيقة نقول إن أول من أدان التمويل الأجنبي غير القانوني وغير الشفاف هم الإخوان المسلمون، ومنذ عشرة أشهر، وأول من طالب بالتحقيق في الأمر وكشف الحقائق في هذا الموضوع هم الإخوان المسلمون . وأضافت الجماعة بأن هذه المنظمات كانت تقوم بأنشطة مناوئة للإسلاميين وللإخوان المسلمين بصفة خاصة إذ كانت تدعم التيارات الليبرالية والعلمانية بالمال والتدريب لمواجهة الإخوان، فكيف يسعي الإخوان للسماح لهم بالسفر الذي يعني أن القضية بالنسبة إليهم قد انتهت، لأن الدول الأجنبية يستحيل أن تعيدهم إلي مصر في حالة إدانتهم من المحكمة المختصة بنظر القضية. وقالوا "إن الإخوان يجاهدون طيلة حياتهم من أجل استقلال البلاد وتحرير إرادة الشعب وعدم السماح لدولة ما أيا ما كانت أن تتدخل في شئوننا الداخلية، وكم ضحوا من أجل استقلال القضاء فمن ثم يستحيل أن يتخلوا عن مبدأ من هذه المبادئ في أي وقت ولأي سبب كان. ثم إن الإخوان المسلمين وإن كانوا يمثلون الأغلبية في البرلمان، إلا أنهم ليس لهم وزير واحد في الوزارة ولا ضابط واحد في المجلس العسكري ولا مستشار واحد في السلطة القضائية.. فكيف كان للإخوان دور في إلقاء قرار منع المتهمين من السفر؟ وتسألت الجماعة قائلة "منذ متي وأمريكا تلتزم في سياستها الخارجية بالقيم الأخلاقية، ألا يذكر هؤلاء السادة الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون وكيف تجسس علي خصومه وكذب علي قومه حتي فقد منصبه؟ هل نسوا تأكيدات بوش الابن وكولن باول عن امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل؟ وعن علاقته بالقاعدة؟ ثم تبين كذب ذلك كله بعد قتل ما يزيد علي مليون عراقي وتشريد ما يزيد علي خمسة ملايين آحرين ؟ هل نسوا خطبة أوباما العصماء في جامعة القاهرة ثم لم يوف منها كلها بوعد واحد ؟ وهل وفي بوعده بإغلاق معتقل جوانتاناموا بعد عام واحد من توليه الرئاسة، حتي الآن وقد مرت ثلاثة أعوام ونصف؟