هل سيتحول الوطن للبناء والتقدم أم سيستمر في الهدم والانهيار... الكل يتصارع ويزايد علي مصر باسم الثورة أو باسم العهد الجديد... مصر تتصارع بين الوحدة والانقسام أو بين الاستقرار والعصيان وبين البناء والهدم وبين »الشرعية« الثورية وبين الدولة »الشرعية«... في يوم 52 يناير 1102 ثار بل انفجر شعب مصر فيما سيؤرخ بالثورة الأم أو »الثورة الأولي«... ولكن ما هي الثورة الثانية ؟... الثورة الثانية أو »التالية« هي ثورة كل فئة أو مجموعة تجمعها عقيدة أو فكر أو مصالح أو رأي أو تطلع أو مكاسب أو غنائم سياسية أو اقتصادية، مالية أو اجتماعية... الثورة الثانية هي ما شاهدناه منذ يناير 1102 والي الآن من انفجارات فئوية عديدة أو ثورات يجمعها قاسم مشترك أعظم وهو إسقاط نظام مبارك وبناء نظام جديد!!... وإن كان الثوار جميعا والشعب بأكمله اتفقوا علي إسقاط النظام السابق فإن العديد منهم يختلف علي شكل وإطار النظام الجديد... منذ يناير شاهدنا وجوها عديدة للثورة الأم أو ثورات فرعية متعددة، كل منها هي »ثورة ثانية«... ثورة إخوان، وثورة نخبة، وثورة عمال وثورة موظفين، وثورة معلمين وثورة شباب، وثورة شرطة وثورة جيش، وثورة فقراء وثورة جياع، وثورة أزهر وثورة أقباط، وثورة إعلام وثورة سلفيين... أو ثورات فئوية أو ليبرالية أو دينية... رأينا ثورات تتناحر وثوار تتقاتل... مفترق الطريق والاختيار الحاسم والحاكم لمصر والمصريين عاجل هو بين البناء والانهيار وبين التنمية والفقر وبين الوحدة والانقسام ومن الامور التي تثير الدهشة بل والتعجب أن هناك من يتساءل من وراء »الثورة الثانية«... الثورة الثانية والثالثة والرابعة وغيرها هي ثورة كل فئة وكل صاحب صوت ظلم وتم إقصاؤه من الثورة الأم... الثورة الثانية هي نتيجة مباشرة لانقسام وطن ومجتمع يتصور البعض أنها ملكه وحده دون أن تكون »ملك كل المصريين«... شبابه وشيوخه، رجاله ونسائه... مسلمين ومسيحيين... أخوان وسلفيين، نخبة وأميين، عمال وفلاحين، فقراء ومقتدرين... بوادر الأمل تأتي من اتجاهات للمعتدلين تدعو لتوحيد الوطن وتحلم بتوحيد الثورات ومفهوم وحكمة أن تكون مصر »ملك كل المصريين«... ومشارف الخطر تأتي من صقور المتطرفين في كل اتجاه لتفجير الثورات تصورا أن مصر يمكن أن تكون لفئة دون أخري. مشروع النهضة والتقدم أساسه الوحدة والمصالحة وتكامل الثورات لشعب ينادي ثائرا وطنية سلمية مدنية ديمقراطية وحرية... مشروع التقدم هو فريق وطن موحد يتكامل مثل من يلعب في الاولمبياد من أجل التقدم والتنافس والانطلاق الي النهضة... يتحاور من أجل سياسات أفضل واستراتيجيات أعمق ومشروعات أكثر جدوي لكل المصريين بحرية وديمقراطية، واحترام وتعددية... تحية لمصر ولتعددية ديمقراطية يحترم فيها ويسمع فيها صوت ورأي الأكثر ضعفا واحتياجا، احتراما واسترشادا، ووحدة وتكامل من أجل تقدم مصر ونهضتها... مصر »ملك لكل المصريين« هي مبادرة للوحدة والمصالحة والانطلاق بوطن للنهضة والتقدم بدلا من »الثورة الثانية« أو الثورات التالية.