مجدى العفىفى لا يمكن أن تنطلي علينا ولا علي غيرنا في العالم، لعبة نشر الديمقراطية الأمريكية، وأنها حامية حمي الحرية في العالمين، هذه أكذوبة كبري من أكاذيب السياسة الأمريكية تتكشف كل حين لمن أراد أن يذكر أو أراد جوابا في سياق ثقافة الأسئلة المسكوت عنها، يفجرها كل إنسان حر وشريف هنا وهناك. قبل ثلاثين عاما أو يزيد قال لي أحد رجال السياسة الكبار، حين كان العالم يطحنه صراع القطبين، إما أن ترتمي في حضن الاتحاد السوفيتي حيث الشيوعية التي تجوعك بفقرها وفكرها، وإما أن ترتمي في حضن أمريكا الرأسمالية التي تطعمك فتملأ بطنك بالمال والطعام لكنها تمتص دمك ثم تلفظك، كم كنت صادقا أيها الرجل، ومرت الأيام والتحولات العالمية وانهارالاتحاد السوفيتي مبني ومعني،مع أن أمريكا هي التي كانت مرشحة للانهيار، فهي مجرد شركة ومؤسسة، حسب توصيف باحثين أمريكيين محايدين. أستدعي هذه الرؤية ونحن نري الغطرسة الأمريكية المستمرة، ونشاهد الثور الأمريكي الهائج ضد العنفوان المصري الثوري الذي صفع السياسة الأمريكية أكثر من مرة خلال عام واحد، عما يسمي بالمعونة الأمريكية لمصر أتحدث، والمعونة كلمة غير كريمة، لكن الأمريكان وأذنابهم يصرون علي قذفها في وجوهنا، فأي دولار تسترده أمريكا أضعافا مضاعفة، (35 ٪ من حجم معونة الشتاء الأمريكية هذه ينهبها موظفو أمريكا وذيولها في مصر واذهبوا الي ثكنتها في منطقة المعاديف كم هو عظيم أن يضع العنفوان المصري تلك المعونة تحت أقدامنا بل تحت أحذيتنا). موقف القضاء المصري الشامخ يسجله التاريخ حيث يحاكم 14 أمريكيا لاذوا بالفرار والاختباء خلف جدران السفارة التي لابد أن تكف سفيرتها عن (التنطيط واللهاث والهرولة) بين المؤسسات المصرية دون كل السفراء الأجانب، وكأن (علي رأسها ريشة) هل يترجم لها العملاء الأغبياء هذا التعبير؟ مرة تذهب الي هيئة الكتاب لتري مخطوطات المجمع العلمي الذي احترق، ومرة تهرول إلي ما يسمي - خداعا - ب (جماعة الإخوان المسلمين) ومرة رابعة وعاشرة، تجري هنا وهناك في القري مثل سلفها الذي كان (يتدروش) في (مولد أبو حصيرة) كل عام، سلوك أمريكي مشين ومريب ومثير للتقزز الدبلوماسي.. أليس كذلك؟. وأبدا .. لا تريد الإدارة الأمريكية أن تكف عن صلفها وغرورها، لا تريد أن تقتنع بالإجابة عن سؤالها الذي طرحته عقب مهرجان 11 سبتمبر (إياه): لماذا يكرهنا العالم؟ وقتها طرح هذا السؤال وكان الجواب عمليا وكونيا ولم يرتدع ال (بوش) إلا بعد أن أهدر دم العالم، وأحل سفك كبرياء كثير من الشعوب والحكومات، أذكر في ذلك الحين، وكنت أرأس تحرير جريدة (الشبيبة) العُمانية اليومية، أن طلب السفير الأمريكي في مسقط، اللقاء مع رؤساء تحرير وسائل الإعلام مثلما حاول السفراء في كل دول الخليج، وكان الهدف (أن (تحبب) وسائل الإعلام الناس في أمريكا، وليس فقط (تجميل) صورتها القبيحة)! وإزاء هذا (الفُجر السياسي) رفضت أن أذهب وأصافح اليد الملطخة بدماء الشعوب خاصة العربية والإسلامية والشرقية.. المفارقة الآن أن الذين يعبدون العجل الأمريكي، ويخرون له ساجدين عبر المنظمات والجمعيات والمراكز (إياها) والفضائيات المشبوهة والمنظمات الآكلة لحقوق الإنسان، كل أولئك يدافعون بشراسة وتوحش عن المعبود الأمريكي. ثقافة الأسئلة ما رأيكم يا أمريكان اليوم وأعوانكم: جاء في الأثر التاريخي أن ( الحجاج بن يوسف الثقفي) قال عن المصريين في وصيته للقائد (طارق بن عمرو): (لو ولاّك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل، فهم قتلة الظلمة وهادمو الامم، وما أتي عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الام رضيعها وما اتي عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار اجف الحطب، وهم اهل قوة وصبروجلدة وحمل، ولايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج علي رأسه، وإن قاموا علي رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتق غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم.