أصدر مجلس إدارة إتحاد الكرة " المنحل " بيانا أمس أعلن فيه جميع أفراده الاستقالة من مناصبهم بالاتحاد، وذلك علي خلفية الاحداث المأساوية التي وقعت يوم الاربعاء الماضي باستاد بورسعيد وراح ضحيتها 47مشجعا كرويا من جماهير الاهلي والمصري.. وجاء نص البيان علي النحو التالي : يتقدم رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم بخالص العزاء لأسر الضحايا جماهير الكرة المصرية الذين راحوا ضحية العمل الإجرامي الذي وقع يوم الأربعاء الماضي بستاد بورسعيد في مباراة المصري والأهلي وكان الاتحاد قد أبدي كثيرا تحفظه علي استمرار المسابقات المحلية في ظل الأحداث التي تمر بها البلاد إلا أن المجلس كان ملتزما برؤية الجهات الأعلي التي كانت تفضل استمرار المسابقات من منطلق الحرص علي إظهار مصر بمظهر أمن ومستقر ورغم كل هذا كان الاتحاد لا يتخذ قرارا بشأن إقامة المباريات إلا بالتنسيق مع الجهات الأمنية لضمان أمن وسلامة الجماهير والفرق. وقد تلقي الاتحاد خلال الفترة الماضية حوالي خمسين خطابا من الأمن يتضمن تأجيل ونقل مباريات لم يتوان مجلس إدارة الاتحاد ولجانه في تنفيذها فورا »أخرها الخطاب الذي تلقاه من الأمن بتأجيل مباراة الاتحاد السكندري وحرس الحدود«. ولكن بعد الحادث الأليم وهو حادث استوجب ان يصدر الاتحاد قرارا فوري بإيقاف مباريات الدوري لحين دراسة الأمر بشكل مستفيض وأثناء ذلك فوجيء الاتحاد بصدور قرار بإقالة مجلس الإدارة. وكان تحفظ المجلس علي القرار هو انه صدر دون تحقيق وكأنه يحملنا مسئولية ما حدث. وقد تلقي مجلس إدارة الاتحاد خطابا من الاتحاد الدولي المسئول الأول عن كرة القدم معربا فيه رفضه لقرار الإقالة معتبرا ذلك تدخلا حكوميا في شئون الاتحادات الأهلية وهذا ما يعرض الكرة المصرية لأضرار جسيمة تصل إلي حد إيقاف النشاط الكروي ورغم تأكيد المجلس علي عدم مسئوليته عن الكارثة التي حدثت ولكن حرصا من مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم علي استمرار الكرة المصرية بوجهها المشرف أمام العالم أجمع وحرصا منه علي عدم تدخل أي جهة خارجية في شئون مصر حتي ولو كان الاتحاد الدولي لكرة القدم وتأكيدا علي عدم تمسك رئيسه وأعضائه بمناصبهم لذلك قرر مجلس الإدارة التقدم باستقالة جماعية مؤكدين بالغ حزنهم وصدمتهم علي المصاب الجلل وكذلك حرصهم علي صورة مصرنا الحبيبة أمام الرأي العام العالمي. الجبلاية من التحدي إلي الاستسلام هذا وكان المفترض أن يعقد مجلس الجبلاية مؤتمرا صحفيا ظهر أمس للاعلان عن الاستقالة الجماعية إلا أن الرأي إستقر في النهاية علي الاكتفاء بإصدار بيان، وذلك تفاديا لأسئلة محرجة كان من الممكن أن يوجهها الاعلاميون لزاهر وأعضاء مجلسه، وإن كان هناك من أشار إلي أن سبب إلغاء المؤتمر هو تخوف مسئولي الجبلاية من إعتداءات جماهيرية متوقعة وهو نبأ خاطئ لسبب بسيط وهو أن مكان المؤتمر لم يكن معلوما لأحد بما في ذلك أعضاء الجبلاية أنفسهم..
المهم أن الساعات الاخيرة التي سبقت إعلان مجلس الجبلاية عن إستقالتهم، شهدت تطورات مثيرة للغاية تجسدت في الصراع العنيف والمعلن والخفي بين الحكومة المصرية متمثلة في الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء وسمير زاهر رئيس الاتحاد، حيث قام الاول بإصدار قرار بحل مجلس الجبلاية، لكن الثاني رفضه وراح يلوح ويهدد بالشكوي للاتحاد الدولي ( الفيفا )، وهو تهديد أقلق كثيرين من مسئولي الحكومة المصرية ومنها المجلس القومي للرياضة خوفا من تدخل الفيفا فعلا والضغط علي مصر للابقاء علي مجلس زاهر باعتبار أن قرار إبعاده تدخلا حكوميا ترفضه قوانين ولوائح الفيفا.. لكن وفي ظل هذه الحالة العنيفة من الشد والجذب والتحدي، طرأ أمر جديد ظنه البعض أنه نقطة تحول مهمة من التحدي السافر إلي الاستسلام المفرط، حيث أصدر النائب العام قرارا بالتحقيق مع سمير زاهر بإعتباره رئيسا لاتحاد الكرة، ثم أتبعه بقرار منعه من السفر، وهذان القراران كفيلان ببث الرعب في صدر زاهر وفي نفوس أعضاء مجلسه ممن أيدوه في موقفه برفض قرار الحل.. وسريعا جدا تداعت الاحداث، ليتحول التحدي إلي إستسلام ليقرر زاهر وأعضاء مجلسه الاستقالة من مناصبهم ليكون الرحيل بمحض الارادة وبما لا يغضب الفيفا علي مصر . الغاية جمعتهم !! وبعيدا عن كل هذه الاحداث المثيرة جدا، فقد كان هناك ما يلفت النظر ويشد الانتباه خاصة ممن كانوا علي علم بما يدور من أحداث داخل اتحاد الكرة في الفترة الاخيرة، فالمسئولون داخل الاتحاد ممن كانوا علي خلافات غاية في العنف والشدة لاسباب بعضها معلوم ومعظمها مجهول وكانت سببا في تفرقهم وتشرذمهم، جمعتهم غاية البقاء والتشبث بالكراسي، فبعد ساعات قليلة من القرار الذي سبق وأصدره الجنزوري بحل المجلس، دعا زاهر أعضاء المجلس لإجتماع عاجل أقيم بفندق البارون بمصر الجديدة أعلن فيه الجميع رفضهم لقرار الحل وأكدوا علي حقهم في اللجوء للفيفا لإلغاء هذا القرار الذي وصفوه بأنه جائر.. وكان الشئ اللافت في هذا الاجتماع هو أن مسئولي الجبلاية وعلي رأسهم زاهر نبذوا كل خلافاتهم وراء ظهورهم وقرروا فتح صفحة جديدة في علاقاتهم ببعضهم يسودها الود والحب لا الخلاف والفرقة، بل أن زاهر قال لبعضهم في الجلسة ممن كانوا علي خلاف شديد، ليت هذه الازمة وقعت منذ فترة لتجنبهم فترة الخلاف الشديدة التي وقعت خلال الفترة الماضية، وكانت سببا في تشويه صورة الاتحاد وجميع مسئولية أمام الاعلام والرأي العام..
إنتخابات قريبة من جانب أخر أكد مصدر مسئول بالمجلس القومي للرياضة أن المجلس لن يقوم بتعيين مجلس جديد للجبلاية خلفا لمجلس زاهر، وقال أن هناك لجنة كانت الجمعية العمومية للجبلاية قد إختارتها منذ فترة لإدارة الانتخابات التي تجري بالاتحاد، وهي نفس اللجنة التي ستتولي إجراءات الدعوة للانتخابات الجديدة التي سيتم إجراؤها فورا.. وتضم هذه اللجنة ستة أعضاء من مسئولي الاندية التابعة للجمعية العمومية للاتحاد وهم : محمد عادل نائب رئيس نادي المقاولون العرب وعماد فريج عضو مجلس إدارة نادي الفيوم وأحمد شحاتة رئيس نادي المنيا، ومحمود الجيار عضو مجلس إدارة المنصورة، ومحمد رشاد سالم وعادل مبروك من نادي العياط.. فيما كان المجلس القومي قد كلف الكابتن أنور صالح القائم حاليا بأعمال المدير التنفيذي بتسيير شئون الاتحاد ومتابعة أحوال المنتخبات الوطنية خلال الفترة القادمة وذلك لحين الانتهاء من إجراء الانتخابات وتولي مجلس منتخب مسئولية إدارة الاتحاد..