حين يصف فريد الديب محامي المخلوع من يطالبون بإعدام مبارك ب »الكلاب« فإن الصفة تلحق بملايين المصريين الذين عانوا من فساد ووحشية نظام تحول الي عصابة تسرق وتنهب وتقتل، بل وتمارس التجريف المنهجي لوطن باكمله!. وإذا كان الديب ينعت الملايين ب »الكلاب« لمجرد انهم ينفثون عن احساس مكبوت بالظلم، استمر في صدورهم سنوات طوال، فبماذا يمكن وصف ظالمهم المزمن بدلا من المطالبة بالقصاص العادل منه؟. الديب يصف خصوم موكله ب »الكلاب« لانهم هاجموا شخصا أنصفه تاريخه العسكري والمهني علي حد قوله والسؤال للاثنين: ولماذا لم يحترم المخلوع تاريخه ويحرص عليه حتي آخر يوم في عمره دون ان يمرغه في الوحل، عندما يتحول بصنيعه ومن حوله من قائد مرموق الي زعيم تشكيل عصابي لم يتورع والذين معه عن اقتراف كل الآثام في حق مصر والمصريين بعناد لا مثيل له؟. مصريون بلا حصر اصبح لكل منهم »تار بايت« مع المخلوع، فهذا لقي ابنه مصرعه في قارب، وآخر قتله زبانية مبارك من التعذيب، وثالث انتحر يأسا من ضيق الرزق، ورابع راح ضحية المبيدات المسرطنة و.. و.. القائمة تكفي لتغطية وجه مصر الحزينة علي ابنائها من شهداء نظام كان أكثر قسوة من المحتل!. فهل من الانصاف الاستمرار في ظلم الضحايا، واطلاق الاوصاف التي تهدف لتحقيرهم؟. اي حكم يتحري الدقة في قراءة عصر المخلوع لابد ان يصل الي حقيقة لا تحتمل المراوغة: ان شعب مصر عاني كثيرا وطويلا من داء »السعار« الذي اصاب نظام المخلوع، والمسعور ليس له سوي »ال ....«.