سورىون موالون للأسد فى دمشق دمشق - عواصم العالم- وكالات الأنباء: فاجأ الرئيس السوري بشار الاسد الآلاف من أنصاره بظهوره أمس في ساحة الامويين في دمشق، وقال "عندما علمت بأنكم قررتم النزول إلي الشوارع في عدد من الساحات السورية شعرت برغبة عارمة في ان اكون معكم في هذا الحدث". وقال الأسد- الذي انضمت زوجته أسماء وابنه وابنتاه إلي الحشود- ان السوريين "سينتصرون دون ادني شك علي المؤامرة"، وقال "انهم في مرحلتهم الاخيرة من المؤامرة وسنجعلها نهاية لهم ولمخططاتهم". واشاد الأسد وسط هتافات مؤيديه بالمتظاهرين الذين يقفون في وجه "التغريب" ويدعمون مؤسسات الدولة و"في مقدمتها الجيش". وتأتي تصريحات الأسد بعد يوم من القاء رابع خطاب له منذ بدء الأزمة السورية. واعتبرت بسمة قضماني عضو المجلس الوطني السوري المعارض ان خطاب الأسد انطوي علي " تحريض علي الحرب الاهلية". وقالت ان النظام يتجاهل تماما المجتمع الدولي. ووصفت لجان التنسيق المحلية التي تنسق الاحتجاجات خطاب الاسد بانه "هزلي" ويعكس "نية مبيتة لسفك مزيد من الدماء". في حين، اتهمت واشنطن الاسد بالسعي الي "انكار" اي مسئولية له عن اعمال العنف في سوريا، وقالت الخارجية الامريكية انه "وجه اصابع الاتهام الي مؤامرة خارجية واسعة الي حد انها تضم الجامعة العربية وغالبية المعارضة السورية وكل المجتمع الدولي". كما اتهمت فرنسا الأسد ب"الحض علي العنف" و"انكار الواقع". واعتبر الكاتب البريطاني روبرت فيسك ان خطاب الأسد لم يأت بجديد لكنه قال ان احدا لا يستطيع ان يشكك في أن أسلحة تدفقت علي سوريا من أعداء نظام الأسد في لبنان. وقال ان الجيش السوري الحر (الذي يضم عسكريين منشقين) يزداد حجما بسرعة رهيبة . في الوقت نفسه، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر قولها ان مئات الناشطين السوريين ومن بلدان اخري سيحاولون اليوم الدخول الي سوريا من تركيا والاردن حاملين مساعدات انسانية للسكان وذلك في مبادرة تحت عنوان " قافلة الحرية". وقال منظمو هذه المبادرة ان المجموعة انها تضم نحو 1500 . ويقول الناشطون انهم سينظمون اعتصاما قرب الحدود في حال رفضت السلطات السورية السماح لهم بالدخول. من جهتها، اكدت عضوة في المجلس الوطني السوري ان المجلس "يدعم كليا هذه المبادرة". في تطور اخر، انسحب مراقب من جامعة الدول العربية من مهمته في سوريا، مشيرا إلي أن "الواقع مأساوي في حمص.. وهناك كارثة انسانية." وقال الجزائري أنور مالك لقناة الجزيرة إنه كان شاهدا علي مشاهد مروعة لم يتمكن من منعها واتهم السلطات بارتكاب جرائم حرب وسلسلة جرائم ضد الشعب السوري وبأنها حولت بعثة المراقبة في سوريا الي "مسرحية". وانتقد رئيس بعثة المراقبة الفريق أول الركن محمد الدابي وقال ان رئيس البعثة أراد أن يسلك مسارا وسطيا حتي لا يغضب السلطات السورية أو أي جانب اخر. وقال ان القناصة موجودون في كل مكان ويطلقون النار علي المدنيين. وذكر أن بعض أعضاء الفريق فضلوا الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع النظام ونفوا وجود قناصة. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ونظيره التونسي رفيق عبدالسلام في مؤتمر صحفي مشترك ان الهجمات علي مراقبين عرب في سوريا تثير شكوكا حول مواصلة مهمتهم واعتبر اوغلو انه "من غير المقبول ان تستمر اراقة الدماء فيما لا تزال البعثة علي الارض"، لكنه اكد "سنستمر في دعم بعثة الجامعة العربية". في السياق ذاته، ذكر مساعد الامين العام للامم المتحدة للشئون الانسانية بي لين باسكو ان 400 شخص قتلوا في سوريا منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة العربية في 26 ديسمبر الماضي. ورفض السفير السوري بشار الجعفري تلك المزاعم قائلا ان العنف في البلاد يرتكبه "ارهابيون" و "جماعات مسلحة" تتلقي مساندة من بلدان أجنبية. واثر اجتماع مجلس الامن، جدد السفراء دعوتهم إلي روسيا لبدء مفاوضات جدية حول تبني قرار يدين القمع في سوريا ويدعم جامعة الدول العربية. هذا وقد نددت فرنسا ب"شدة" بالهجمات التي استهدفت المراقبين. وطالبت الجامعة العربية بأن "تقدم تقريرا الي مجلس الامن" عن نتائج البعثة في حال جاءت سلبية. وقالت ان "19 يناير يجب ان يكون المهلة الاخيرة". من جانبها، قالت روسيا ان المراقبين العرب يلعبون دورا داعما للاستقرار في سوريا. وقالت "يجب أن تولي بعثة (الجامعة العربية) أهمية قصوي أيضا ... للانشطة المعطلة من جانب الجماعات المسلحة التي ينبغي للمعارضة أن تنأي بنفسها عنها بشكل حاسم." ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة مدنيين قتلوا أمس برصاص قوات الامن السورية في حماة وذكر أن "اهالي معرة النعمان اعلنوا الاضراب العام في المدينة احتجاجا علي الاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشونها". وذكرت وسائل اعلام قبرصية أمس ان السلطات هناك اعترضت سفينة كانت تحمل عشرات الأطنان من الذخيرة متجهة الي سوريا قادمة من روسيا.