قوات الأمن تطلق النار لمنع المحتجين من الوصول للمراقبين أدانت الولاياتالمتحدة وفرنسا الخطاب الذي القاه في جامعة دمشق يوم الثلاثاء الرئيس السوري بشار الاسد، والذي حمل فيه "مؤامرات خارجية" مسؤولية الانتفاضة القائمة في سوريا ضد نظامه. وقالت وزارة الخارجية الامريكية إن الرئيس السوري قد "حمل الجميع المسؤولية عدا نفسه"، بينما قال وزير الخارجية الفرنسي إن الخطاب كان عبارة عن "تجاهل للحقيقة. وكان الرئيس السوري قد أكد في خطابه على أن حكومته ستستعيد الأمن في البلاد عبر استخدام القبضة الحديدية لمواجهة من قال إنهم إرهابيون، مشيرا إلى أن ما وصفها بمجموعات إقليمية ودولية تحاول زعزعة استقرار سوريا، ولكن بلا جدوى على حد تعبيره. وقالت فكترويا نولاند الناطقة باسم وزارة الخارجية في واشنطن "إن الاسد انحى باللائمة على مؤامرة خارجية من الكبر بحيث تشمل الآن جامعة الدول العربية ومعظم المعارضة السورية علاوة على المجتمع الدولي بأسره." واضافت "انه يلقي باللائمة على الجميع عدا نفسه فيما يتعلق بمسؤوليته عن تدهور الاوضاع في سوريا." ومضت الناطقة الامريكية للقول "إن الخطاب اكد وجهة نظرنا القائلة إن الوقت قد حان ليتنحى جانبا." وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه "إن الخطاب يحرض على العنف وعلى المجابهة بين الاطراف. كان تعبيرا عن تجاهل للواقع." خطاب الأسد وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد وعد في خطاب في دمشق الثلاثاء بإجراء استفتاء على دستور جديد لسوريا في بداية شهر مارس/آذار المقبل، تليه انتخابات تشريعية في شهر مايو/أيار أو يونيو/حزيران. وقال الأسد "الأولوية القصوى الآن هي استعادة الأمن الذي تميزنا به لعقود حتى على المستوى العالمي، وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين والقتلة ومن يحمل السلاح الآثم بيد من حديد". وأشار الأسد إلى أن تغييرات كبيرة ستحدث في بنية الدولة والحزب الحاكم في سوريا قائلا "نحن مقبلون على تبديلات، وسيعقد مؤتمر قطري، وستنتخب قيادة قطرية جديدة، وسنعتمد على الشباب في جزء كبير منها". ودعا الأسد المعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار قائلا "في الحوار لا توجد لدينا أي قيود ونحن جاهزون لبدء الحوار غدا". بيد أنه اتهم أجزاءً من المعارضة بأنها غير مستعدة للحوار مشددا "لا نريد معارضة تجلس في السفارات أو تبتزنا، أو تحاورنا بالسر كي لا تغضب أحدا". ورفضت المعارضة السورية، ممثلة بالمجلس الوطني السوري، ما ورد في خطاب الرئيس واعتبرته إعلانا عن رفض النظام للمبادرة العربية، ودعت إلى رفع الملف السوري إلى مجلس الأمن. الاممالمتحدة من جانبها، قالت الأممالمتحدة إن نحو أربعمئة شخص قتلوا في سوريا منذ وصول بعثة المراقبين العرب أواخر الشهر الماضي للوقوف على حقيقة الأوضاع هناك. وقالت المندوبة الأمريكية لدى المنظمة الدولية سوزان رايس إن هذا الرقم يُظهر أن الحكومة السورية صعّدت من عمليات القتل بحق المحتجين المطالبين بالديمقراطية، بدلا من اغتنام الفرصة لإنهاء أعمال العنف. من ناحية اخرى، اتهم ناشطون معارضون قوات الأمن السورية بمواصلة قمعها للمحتجين واستمرار قتلهم بالرغم من وعود الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه بتغيير الدستور، وإجراء انتخابات تشريعية قريبة، ومحاربة الفساد، والجلوس مع المعارضة دون شروط مسبقة. وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا والهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن السورية أطلقت النار الاثنين على مظاهرة متجهة إلى ساحة الحرية لاستقبال اللجنة العربية. وقتل نتيجة لذلك 16 شخصا، وأصيب 60 آخرون بجروح. وكان المتظاهرون قد بدأوا في التجمع في الساحة العامة بدير الزور قبيل وصول وفد المراقبين العرب، لكن قوات الأمن بدأت إطلاق النار عند وصول المراقبين لمنع وصول المتظاهرين إليهم. من جهة أخرى، أدانت الجامعة العربية إصابة عدد من مراقبيها بجروح في هجمات تعرضوا لها في عدد من المدن السورية. وقالت الجامعة إن حكومة دمشق مسئولة بشكل كامل عن سلامة بعثة المراقبة. وكان مراقبون كويتيون قد هوجموا من قبل مجهولين عند توجههم الى ميناء اللاذقية الذي يعتبر معقلا لمؤيدي الرئيس الاسد. وجاء في بيان اصدرته الجامعة "ان التقصير في توفير الحماية الكافية (للمراقبين) في اللاذقية وغيرها من المدن حيث ينتشر المراقبون يعتبر انتهاكا خطيرا من جانب الحكومة السورية لالتزاماتها." واستنكرت الخارجية السورية أي هجمات ضد بعثة المراقبين مشيرة إلى أن حكومة دمشق ستواصل تحمل مسئولياتها في تأمين البعثة وتمكينها من ممارسة مهامها. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن وزير الخارجية وليد المعلم التقى مع الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس فريق مراقبي الجامعة العربية بعد ظهر الاثنين. وعبر وزير الخارجية السوري عن التزام بلاده بتنفيذ البروتوكول الموقع بينها وبين الجامعة العربية في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي. ولكن المعلم أكد في الوقت نفسه على أهمية ممارسة المراقبين لمهامهم بروح من الموضوعية والحياد. وشدد المعلم على استمرار تحمل سوريا لمسؤولياتها في حماية المراقبين وعدم السماح لأي عمل يعيق ممارسة مهامهم. وقال وزير الخارجية السوري إن هناك ما سماه "محاولات بعض الأوساط الإقليمية والدولية للتشكيك في أداء بعثة المراقبين لإفشال دور الجامعة العربية، ونقل الملف لمجلس الأمن الدولي بغطاء عربي".