شاهدت إحدي فقرات برنامج »ستوديو 72« المتميز علي شاشة القناة الاولي المصرية وكان موضوعها يدور حول الفوضي التي اصبحت طابعا مميزا لشوارع وسط عاصمة مصر المحروسة. علي الارصفة يفرش الباعة الجائلون الشرابات والملابس الداخلية الحريمي والرجالي والاحذية المستعملة والأدوات المنزلية والادوات الكهربائية المضروبة.. وتحت الارصفة تقف عربات الترمس وحمص الشام والكشري والبطاطا والذرة المشوية وعربات »الميكروباص« في مواقف عشوائية اقامها البلطجية.. وعربات »الكارو« المحملة بالموز والبرتقال والتفاح التي تجرها حمير تهز أذيالها في سعادة للترحيب بأسراب الذباب التي تجمعت فوق روثها.. وبالاضافة إلي كل ذلك شماعات الملابس المستعملة التي تحتل ثلثي نهر شارع 62 يوليو أعرق شوارع العاصمة!! وكان الدكتور عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة أحد ضيفي الحلقة.. وعندما سأله المذيع متي تعود للشارع المصري كرامته.. ومتي يستعيد مظهره الذي كان عليه قبل 52 يناير الماضي؟ قال بمنتهي البساطة.. ان الحملات التي قامت بها مديرية أمن القاهرة أدت بالفعل الي اختفاء الباعة الجائلين.. ولكنهم عادوا الي مواقعهم مرة أخري بعد ظهر نفس اليوم!! وأضاف سيادة المحافظ أنه يري عدم التعرض لأولئك الباعة قبل تخصيص مواقع بديلة لهم لنقلهم اليها.. مع مراعاة أن تكون تلك المواقع قريبة من وسط المدينة حتي لا يفقدوا زبائنهم!! وأنا لا أريد أن أسأل الوزير المحافظ اين كان يقف هؤلاء الباعة قبل ثورة 52 يناير؟ ولكني أقترح عليه ان يبدأ بمنع مرور السيارات في شارع 62 يوليو وتخصيصه للباعة الجائلين أسوة بشارع الموسكي.. فإذا نجحت التجربة وسعد بها الباعة يقوم بتعميمها علي بقية شوارع وسط القاهرة وميادينها.. وياحبذا لو تم تخصيص بعض المواقع لباعة البرشام والحشيش والبانجو!!