الذي يحدث الآن في الشارع المصري من قيام مجموعات من البلطجية الملثمين بإستخدام السلاح الآلي في تثبيت أصحاب السيارات والاستيلاء علي سيارتهم لم يعد كلام قهاوي أوإشاعات.. وخاصة بعد أن إنتشرت ظاهرة خطف الأطفال والبنات والستات علنا في وضح النهار.. .. وكون أن الجنزوري يكشف عن المخاوف التي أصبحت تهدد أمن المواطن، حتي وصل بالمواطنين أن يطالبوا بالأمن قبل رغيف الخبز فهذه هي المأساة.. والذي يزيد الطين بلةُ أن رئيس الحكومة يعترف أن البنت المصرية التي كانت تشعر بالأمان، لم تعد مطمئنة علي نفسها.. وما يحدث معها يحدث مع أي مواطن حيث يسيطر الرعب والخوف علي الشارع المصري بسبب الانفلات الأمني الذي أصبح هوأحد الأولويات التي يعطيها الجنزوري كل اهتماماته.. الجنزوري أثبت أنه أول رئيس حكومة يحس بأوجاع الشارع المصري.. ولذلك يحق له أن يقول أن حكومته هي حكومة لإنقاذ الأمن قبل أن تكون حكومة للإنقاذ الوطني.. بعد أن أصبح الأمن مفقودا علي مستوي الجمهورية.. ومهما شمُر وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم عن ساعديه ووضع خططاً جهنمية لمقاومة الإنفلات الأمني لن يستطيع أن يحقق الأمان بمفرده أو برجاله.. وقد كان وزير الداخلية علي حق عندما نزل إلي الشارع المصري يطالب المواطنين بمعاونة الشرطة علي أداء واجبها.. من المؤكد أن رئيس الحكومة الدكتور الجنزوري علي علم بالحوادث التي تحجبها الصحف عن الشارع المصري حتي لا يتصور المواطنون أن بلدهم سوف تصبح صورة طبق الأصل من شيكاغوالتي تسكنها العصابات المسلحة ويصبح فيها الحوار بلغة السلاح.. بالأمس اضطرت صحيفة "الأهرام" إلي التنبيه إلي اختفاء الأمن من المحور وأماكن التجمعات التجارية والطرق المؤدية لها في مدينة 6 أكتوبر.. حيث جاء علي صدر صفحتها الأولي واقعة سطو مسلح علي سيارة كانت تقودها سيدة ومعها طفلاها الرضيعان واللذان كانا في المقعد الخلفي من السيارة، حيث قام مسلحان ملثمان بتثبيت هذه السيدة عقب خروجها من أحد "المولات" الشهيرة في مدينة 6 أكتوبر وقبل أن تتجه إلي المحور.. وقام المسلحان بإنزالها من السيارة بالقوة وبعد استيلائهما علي السيارة اكتشفا بكاء الطفلين فألقيا بهما في طريق الواحات.. .. هذه الواقعة "طازة" لم يمض عليها ساعات.. مع أن هناك وقائع أخري لم تنشر.. فمثلا من أيام سمعت أن رجلا وزوجته كانا يسيران في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين وإذا بسيارة تتوقف وتقطع طريقهما ثم ينزل ثلاثة أحدهم يشهر سلاحه في رقبة الزوج.. والاثنان يحملان الزوجة في السيارة ثم يهرب الثلاثه وبعدها يتلقي الزوج تليفونا يطالبونه بفدية مليون جنيه.. ولأن الرجل لا يملك وقف كالمجنون يصرخ.. خدوها.. خدوها. هذه الواقعة حقيقية وليست نكتة.. - وواقعة أخري.. شاب داخل سيارة مرسيدس حاول اختطاف فتاة من ميدان لبنان وصرخت وحاول الأهالي إنقاذها فأطلق عليهم النار، ونجح في أن يجذب الفتاة إلي سيارته وإذا بأحد أمناء الشرطة وكان بالصدفة يسير في الميدان وهو يرتدي ملابسه المدنية يتعلق في باب السيارة ويلقي بالفتاة علي الارض.. فكان من نصيبه طلق ناري في قدمه وأنطلق الشاب بالسيارة كالصاروخ والناس صامتة في أماكنها وكأن الشهامة اختفت مع الانفلات الأمني وانتشار السلاح.. - وواقعة ثالثة رواها موظف في أحد مطاعم المهندسين.. يعمل في شركه للدخان بميدان الجيزة وهذه الواقعة التي أرويها رآها بعينيه.. ولم يسمعها.. أب يسير في شارع الجيزة ترافقه ابنتاه وهما في العشرينيات.. وفجأة ينزل أربعة ملثمين من سيارة نقل وتحت تهديد الرشاشات تم خطف الفتاتين من الأب.. والأب يصرخ.. وقد أصيب الشارع بحاله "طرش".. العيون تتطلع إلي المشهد وهي لا تصدق ما الذي جري.. - أما عن الواقعة الرابعة.. فهي لتاجر إكسسوار سيارات.. زوجته مهندسة في الجامعة.. استأذن منها لحظات لأنه علي موعد مع أحد التجار سيدفع له خمسين ألف جنيه ثمنا لبضاعة، وترك الزوجة علي أمل أن يلحق بهاعند أسرة صديقة لهما لتناول العشاء.. وطال الانتظار.. ودخلت الساعة إلي منتصف الليل والتليفون مغلق.. وظلت الزوجة تنتظر يوما ويومين وهي لا تعرف الأخبار.. وفي قسم الشرطة رفضوا استقبال البلاغ.. فاتجهت إلي النيابة العامة وأمر وكيل النيابة الأمن الجنائي بالبحث عن الزوج المخطوف.. وفجأة يتحول غيابه إلي لغز.. .... والحكايات كثيرة وأقسام الشرطة كالعادة ترفض أن تسجلها حتي لا تدخل في مسئولياتها.. السؤال هنا.. هل تستطيع حكومة الانقاذ أن تضع حلا لهذا الإنفلات.. ربما لآن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وزير جدع وشهم ويخاف الله وفي رأيي أنه أقوي من العادلي نفسه لأنه خريج مدرسة الأمن الجنائي.. المهم أن تطلق حكومة الانقاذ يده في ضبط الأمن وتعطيه ضمانات بعدم تقديمه يوما للمحاكمة بتهمة استخدام السلاح مع البلطجية.. أعتقد أن الوزير يدرك ذلك حتي لا تنقلب موازين العدالة فيصبح البلطجي هوالشهيد.. والوزير هوالمجرم المتهم..