تحدي المحتجون المناهضون للحكومة في تايلاند "القمصان الحمر" مهلة حددتها السلطات قبل تفريقهم، وسط أحزانهم علي وفاة أحد قادتهم العسكريين متأثرا بإصابته بطلق ناري وهو شخص وصفه رئيس الوزراء بأنه كان "أكبر عقبة في طريق عملية السلام" في البلاد. وأعلن أطباء وفاة الجنرال "خاتيا سواسديبول" المناصر للقمصان الحمر صباح امس، وذلك بعد مقتل 35 شخصا في أعمال العنف التي شهدتها بانكوك منذ الخميس الماضي بعدما أطلق الجيش عملية واسعة النطاق لعزل "القمصان الحمر". وكان الجنرال خاتيا سواسديبول (58 عاما) الملقب ب(القائد الأحمر) يتمتع بشعبية واسعة لدي "القمصان الحمر" وكان مكلفا بعمليات الامن في معسكرهم. ونقل الجنرال الي المستشفي الخميس بعدما اصيب برصاصة في رأسه بينما كان يتحدث مع صحفي في حي راتشابراسونج الذي يحتله المتظاهرون منذ مطلع ابريل، مما أدي الي اندلاع الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن. وقد نفي الجيش مسئوليته عن مقتل الجنرال. وتزامن الاعلان عن وفاة الجنرال مع استمرار معارك عنيفة بين الطرفين وسط شوارع بانكوك. وقال شهود ان قتالا ضاريا دار ليلة امس عند أحد الفنادق بمنطقة "سيلوم رود" والذي يواجه مباشرة الحواجز التي أقامها المحتجون حول مخيمهم. وأضاف الشهود انه تم انزال الجميع من غرفهم بالفندق والذي أتلف بهوه حريق كبير. وقتل جندي من سلاح الجو في المواجهات ليصبح اول عسكري يقتل في هذه المعارك منذ الجمعة. كما أظهرت أرقام اجهزة الاسعاف ان هناك ستة أجانب في عداد الجرحي. وسجلت امس حركة محدودة جدا في بانكوك حيث بقيت المدارس مغلقة ووسائل النقل العام متوقفة. ودعت السلطات المتظاهرين الي مغادرة المنطقة قبل الثالثة عصرا بتوقيت بانكوك وذلك بعد طلبها من الصليب الاحمر المساعدة علي اجلاء المعتصمين غير المسلحين خاصة النساء والاطفال والمسنين، الراغبين في الخروج من المنطقة. لكن بحلول ذلك التوقيت كان لايزال هناك نحو خمسة آلاف متظاهر في المنطقة. وتوعد "ساتيت ونجنونجتاي" الوزير الملحق بمكتب رئيس الوزراء في المقابل المحتجين بتفريقهم بالقوة "في اسرع وقت ممكن" واخلاء الحي الكبير في وسط بانكوك حيث يتحصنون. وأضاف ان الوحدة التي شكلتها الحكومة لمعالجة الازمة "ستشرح للناس الوضع بعد انتهاء العملية".