ما يحدث في مصر الآن لا يتصوره عقل، وكما يقول الحكماء "أعيت الاسباب النُهي والألباب" آي العقول والقلوب ومن الآخر هل ستتم فعلاً انتخابات في المحروسة بعد أيام معدودة ، كيف والدم الذي سفح علي الاسفلت أعاد الذكري وهيج الفؤاد بما حدث منذ ما يقرب من عام في أيام يناير الأولي ؟ وعندما كنا في أول عام الثورة التي ستحل ذكراها قريباً .. لقد انتشرت نكتة بين الشباب تقول .. اللي فاتته الثورة يلحق يشوفها تاني مش يعيشها تاني " اي أن ما حدث في ميدان التحرير هونسخة أخري مما حدث في أيام الثورة الأولي وربما المشاهد ذاتها تتكرر والغريب في الأمر يا سادة أن الاسلاميين انسحبوا من المشهد والميدان هم ورموزهم منذ السبت الماضي وبقي في الميدان شباب الثورة الحقيقية الذين يمثلون وقود المحرقة .. وزند الثورة الأصلي مش التايواني .. لمن يتأمل ويدقق ويستعيد الصورة سيلحظ الآتي : 1 في يوم الجمعة 18 نوفمبر نزل ابواسماعيل والعوا وقاما بإشعال الميدان وصب أكبر كمية من البنزين علي لهب أنصارهم وهددوا وروعوا وأنذروا وكبروا وتجبروا وخيروا المجلس والحكومة بين أن ترحل أوترحل والسلمي أن يمزق وثيقته أويحرقها ، لا خيار ولا استشارة ولا وجهة نظر رايحة جاية حتي انني لأول مرة رأيت سليم العوا الذي كان يمسح أعتاب المجلس العسكري ويقول أن نقده أوهدمه خط أحمر وجدته يهدد المجلس والعسكر بالنفير العام ويتكلم بنبرة جديدة عليه تماماً ، وعموماً العوا في تاريخه مواقف متناقضة عديدة وهويقول الشيء ويلحسه أوام وربما ينكره ، ألم يشعل الفتنة الطائفية في مصر 2010 ثم عاد وأنكر ما قال ، ألم يشعل الميدان يوم الجمعة 18 نوفمبر ثم عاد السبت ليهدئ الشباب فطردوه وهوما حدث مع الشيخ أبواسماعيل أيضاً وتم الاشتباك مع أنصاره ؟ 2 الملاحظة الثانية أن أحداً لم يسأل لماذا نزل انصار العوا واسماعيل والاخوان الميدان يوم الجمعة أصلاً ؟ الاجابة كما ذكراها هي رفض وثيقة السلمي ، وقد تم تغييب انصارهم والكذب عليهم بالقول أن الوثيقة ستحول مصر إلي دولة مدنية علمانية كافرة منزوعة الإسلام والعياذ بالله . ولان الاعلام عندنا في واد ودعاية تيار الاسلام السياسي أقوي وأقدح ، فقد حدث وصدق الناس هذه الفرية والحقيقة إن وثيقة السلمي وقع عليها الاخوان وأهم رموز السلفية (حزب النور) في حوالي 22 بندا وأن القوي الليبرالية هي التي بدأت برفض بندي 9 و10 ثم 14 وطبعاً لأن الحكومة ضعيفة وتعمل في شبه جزر لم توضح للناس ما حدث بدقة وتسارعت الأحداث وعندما وجد السلفيون والاخوان الميدان قد امتلأ بشباب الثورة وهناك ضرب وسحل وكر وفر ، انسحبوا منه وتركوا وقود الثورة الحقيقيين الذين بدأوها في هذه "المعجنة" وأنا اتمني حصر المصابين والشهداء في الاحداث التي بدأت منذ الأحد سنجد أن معظمهم إن لم يكن كلهم من شباب الثورة وليسوا من لا الاخوان ولا السلفيين ، ليس هذا فرزا وإنما مجرد ملاحظة لمن ركبوا موجة الثورة وسيظل السؤال هل ستجري انتخابات فعلاً ؟؟ أنا شخصياً اتمني أن تجري لانها الحل الوحيد الآن لهذه المهزلة الكبري . حمي الله مصر من هؤلاء تجار السياسة والدين وأولئك ، وركاب الموجة وطلاب السلطة . آمين .