كتب أحمد سعد: علي خير مرت المباراة الودية التاريخية التي جمعت مصر والبرازيل أمس الاول بالعاصمة القطرية الدوحة وأنتهت بفوز البرازيل بهدفين نظيفين ، لكن يبدو أن مشاكلها وأزماتها لن تمر علي نفس النهج.. فالاحداث المتدافعة التي شهدتها الايام السابقة للمباراة بسبب بيع المباراة حصريا لإحدي القنوات الفضائية الرياضية الجديدة فتح بابا واسعا من النزاع والخلاف بين مسئولي إتحاد الكرة ، بعد أن راح بعض المسئولين بالمجلس مثل الكابتن مجدي عبد الغني ود.كرم كردي عضوي المجلس يوجهون اتهامات مباشرة وغير مباشرة للكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد بدعوي أنه جامل القناة الفضائية التي فازت بالحقوق الحصرية للمباراة بسبب علاقاته القوية التي تربطه بأصحاب القناة .. وكان هذا السبب دافعا رئيسيا لزاهر بالاعلان عن نيته لعقد مؤتمر صحفي بمجرد عودته من الدوحة لتوضيح كافة الملابسات التي أحاطت بتنظيم وبيع المباراة لهذه القناة الفضائية، وكذلك الرد علي كل الاتهامات التي وجهها إليه زميلاه بمجلس الادارة، ثم الكشف عن الكواليس والخبايا التي دعت البعض للهجوم عليه.. وبقدر الغموض الذي أحاط بالمباراة وكواليس بيعها حصريا لإحدي الفضائيات، إلا أن أسباب الخلاف تبدو واضحة للجميع وليست في حاجة للتحري لمعرفتها أو تشغيل مخ لفهمها ، خاصة في ظل العلاقات المتشابكة التي تربط مسئولي الجبلاية ببعض القنوات الفضائية الخاصة التي كانت ترغب هي الاخري في شراء حق بث المباراة . فتش عن ديناصورات الاعلانات وإذا كان الظاهر من القضية هو أن القنوات الفضائية المتضررة من عدم بث المباراة علي الهواء مثلما فعلت القناة الجديدة الفائزة بالحقوق الحصرية ، إلا أن الأمر قد تكون له أبعاد أخري، ترجحها مقدمات وشواهد وقعت خلال الفترة القليلة الماضية لما وقع الاتحاد بين فكي كماشة لحيتان وديناصورات السوق الاعلاني الذين تنازعوا في الفترة الاخيرة تنازعا معلنا وظاهرا للفوز بحقوق رعاية الاتحاد الكرة ، وزاد الامر سوءا أن يكون الفوز في هذا الصراع من نصيب وكالة وليدة فيما كان الخاسر هو الوكالة التي ظلت مسيطرة ومهمينة علي السوق لأكثر من ربع قرن من الزمان.. بل الذي زاد الطين بلة هو التصريحات التي أدلي بها سمير زاهر لما راح يدعم ويدافع بكل قوة عن الشركة الوليدة الفائزة بالحقوق، وكلها تداعيات ظنها البعض أن يكون لأصحابها دور في تحريك الحرب من وراء ستار ليس بهدف كشف أخطاء أو محاربة فساد بقدر ما يكون هدفها إشعال الفتنة بين مسئولي الجبلاية بهدف ضرب إستقرار الاتحاد نفسه ومن ثم تفشل كل أعمال الاتحاد ومن بينها عقد الرعاية.. كردي يشكو عدم الشفافية وعلي قدر السخونة التي تشهدها الازمة ، جاءت تصريحات المسئولين بالاتحاد حافلة بنفس السخونة ، فالدكتور كرم كردي وهو واحد ممن يتحلون بقدر عال جدا من الشجاعة في إبداء الرأي ، يقول أن الذي يأخذه علي سمير زاهر في تلك الازمة هو عدم إتباع الشفافية في كل العمليات التي تمت لبيع المباراة ، مشيرا إلي أن زاهر كان ولابد أن ينأي بنفسه عن أي مواضع شبهة سواء بتكليف مسئول غيره من المجلس بتولي مهمة التفاوض والتعاقد علي المباراة أو حتي يصطحب واحد من مسئولي المجلس معه في رحلته إلي الدوحة عند توقيع عقد المباراة ، مشيرا إلي أن مجدي عبد الغني كانت لديه الرغبة في مرافقته إلا أنه رفض .. وأضاف كردي أنه لا يقصد من هذا الكلام أن يشكك في نزاهة رئيس الاتحاد ، وإنما فقط يريد أن يعفيه من حرج التعرض لمواقف مثل هذه .. وقال كردي أنه من الامور التي كان ولابد من مراجعتها هو المقابل المادي الذي حصل عليه الاتحاد نظير أداء المباراة وهو 300 ألف دولار »حوالي مليون وثمانمائة ألف جنيه« مؤكدا أنه مبلغ زهيد جدا ولا يتناسب أبدا مع حجم الحدث . زاهر يؤجل الكلام للمؤتمر وعلي الجانب الاخر رفض سمير زاهر الرد عن كل ما جاء علي لسان كردي أو مجدي عبد الغني ، مفضلا أن يكون الرد والتوضيح في المؤتمر الصحفي الذي ينتظر أن يعقده ظهر غد الخميس.. وأكتفي زاهر بالتأكيد علي أن ما سيكشفه في هذا المؤتمر سيكون صادما لكثيرين خاصة الذين وجهوا إليه الاتهامات في الفترة الاخيرة ، يكفي القول - والكلام مازال لزاهر - أن يعرف الناس الاسباب الحقيقية التي جعلت بعض المنتقدين له في الفترة الاخيرة يرمونه بهذه السهام الباطلة ، ومن هذه النماذج علي سبيل المثال لا الحصر علاقات المصلحة التي تربط بعضهم ببعض الفضائيات المتضررة من عدم شراء المباراة.