كعادة الاتحاد المصري لكرة في كل المواقف الصعبة والمفاجئة، يصيبه الشلل التام ويهرب بعد أن يعجزوا عن مواجهة الموقف والرد للاعلام عن رأيهم أو قرارهم حول ما يحدث.. وعقب الأحداث الدامية التي وقعت بالقاهرة أمس الاول علي خلفية المظاهرات التي قام بها الاقباط، قفزت إلي الساحة أنباء عن إحتمال قوي لتأجيل مباراة نهائي كأس مصر، وكان طبيعيا أن يتوجه الجميع إلي مسئولي إتحاد الكرة ليعرف منهم ما إذا كانت الانباء المترددة صحيحة أم لا، ولأن النظام المعمول به داخل إتحاد الكرة قائم علي مركزية القرار، فكلها يصدر أولا من عند الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد فكان المنطقي أن نسعي لمعرفة حقيقة الموقف منه، إلا أنه وكعادته في مثل هذه المواقف راح يصدر سائقه الخاص للرد علي التليفون خاصة المكالمات القادمة من الصحفيين والعاملين بالمجال الاعلامي خوفا من الادلاء بأي تصريحات غير مؤكدة، بما يشير إلي أن حاله كان من نفس حال الاعلام لا يعرف ما إذا كانت المباراة ستقام في موعدها أم سيتم تأجيلها.. وفي الوقت الذي ظن فيه البعض بأن مسئولي الجبلاية سينشغلوا مثل كل مؤسسات الدولة المحترمة بشأن الشارع المصري وما يحدث فيه من فتن وحريق للنسيج الوطني، كان المسئولون بالجبلاية مشغلوين بشئون أقل أهمية وأهيف شأنا، كالانشغال مثلا بتسويق المباراة الودية التي ستجمع بين المنتخبين المصري والبرازيلي بالعاصمة القطرية الدوحة 14 نوفمبر القادم، وبدلا من الانشغال بهموم وأوجاع البلد، راحوا ينشغلون بكيفية الترويج للملف القطري في تنظيم مونديال 2022 بأن يقيموا بالدوحة مباراة عظيمة وكبيرة مع أكبر وأعظم منتخبات العالم، وهو حدث كان من الاولي أن نفكر فيه لمصر وليس لدولة أخري، وإذا كان مسئولو الجبلاية قد أعلنوا في وقت سابق علي أن هناك مباراة أخري ستلعب مع نفس المنتخب وستقام بمصر في فبراير القادم، إلا أن هذا الكلام لا يعدو سوي الضحك علي الذقون لأن المنتخب البرازيلي لن يفرغ وقته ويقصر مبارياته الودية علي المنتخب المصري فقط، وإنما لأن الكابتن سمير زاهر عندما ذهب إلي الدوحة الاسبوع الماضي لتوقيع عقد المباراة التي ستقام بالدوحة لم يقم بتوقيع عقد المباراة التي ستقام بمصر، وإلا فلماذا تم توجيه دعوة لعقد مؤتمر صحفي يقام بالدوحة قريبا للاعلان عن تفاصيل المباراة الاولي فيما لم تتم الدعوة لعقد مؤتمر صحفي بالقاهرة للاعلان عن تفاصيل المباراة الثانية.. وليت الخلافات الدائرة ترمي لمصلحة اللعبة أو مصلحة الاندية، بل هي وبكل أسف ترمي لأمور أخري يجوز القول بأنها شخصية بحتة، عندك مثلا الخلاف الدائر بيع مباريات الدوري الممتاز للموسم الجديد، في ظل وجود رغبة لدي بعض المسئولين بالبيع بنظام الجملة لجهة واحدة، وأخرون يريدون الابقاء علي النظام القديم بالبيع التجزئة،والامر لم يقف عند هذا الحد فقط بل وصل لحد المجاملات السافرة التي يقدمها بعض مسئولي اللجان الرئيسية بالاتحاد وعلي رأسها لجنة الحكام التي يرأسها اللواء عصام صيام الذي عمد أن يسرب لوسيلة إعلامية خاصة أسماء طاقم التحكيم السويسري الذي تم إختياره لادارة مباراة نهائي الكأس الليلة فيما أخفاه عن بقية الوسائل الاعلامية الاخري.وكشفت التصريحات التي أدلي بها الحكم الدولي السابق صلاح البري والذي عبر صراحة عن فشل صيام في إدارة شئون اللجنة وعجزه عن حماية الحكام المصريين والاستسلام دائما لتعيين حكام أجانب علي صعيد أخر تأجل الاجتماع غير العادي للجمعية العمومية للاتحاد والذي كان مقررا عقده أمس نظرا لعدم إكتمال النصاب القانوني للاعضاء، حيث حضر 46 ناديا فقط، وقد وجه الاتحاد الدعوة للجمعية للانعقاد مرة أخري صباح اليوم، هذا وكان مجلس إدارة الاتحاد قد عقد أمس الاول وإعتمد التشكيل النهائي للجهاز الفني لمنتخب مصر الاول كما قرر التحقيق مع كلا من فتحي نصير وهاني رمزي لما بدر منهما من تراشق علي الفضائيات، والتحقيق مع صلاح البري عضو لجنة الحكام الرئيسية بسبب إنتقاده لسياسة الاتحاد.. وقرر أيضا مجلس الادارة بيع أول اربع مباريات من الدوري الجديد للفضائيات مقابل مليون ومائة وخمسين ألف جنيه للقناة الواحدة.