يا إلهي..إنها المعجزة ، هكذا وصفت غالبية الصحف والمواقع العالمية ما وقع باستاد انفيلد بإنجلترا وأطاح ليفربول بضيفه الإسباني العتيد برشلونة برباعية نظيفة ومدهشة ليتأهل الفريق الانجليزي لنهائي دوري أبطال أوروبا أقوي بطولات الأندية في العالم محققا ريمونتادا تاريخية بعد أن كان قد خسر من البارسا بثلاثية لميسي ورفاقه.. لو أن هناك أستاذا واحدا لهذه الليلة لكان هو الألماني يورجن كلوب ، كما قال وأنصفه المدرب العالمي جوزيه مورينيو بل وصفق له كثيرا وهو يتحدث عنه باستوديو تحليل هذه المباراة الاعجازية. كلوب جهز فريقه معنويا وذهنيا وتكتيكيا كأروع ما يكون وحول الغيابات المؤثرة بصفوفه بافتقاد محمد صلاح هدافه الأول وهداف الدوري الانجليزي ومعه فيرمينو وكيتا إلي دوافع قوية وحوافز ثرية لدي لاعبي الريدز فكان تألق وتوهج فينالدوم البديل وتسجيله هدفين كما فعل أيضا زميله المهاجم الثالث ديفوك اوريجي ليؤكد كلوب علي جماعية الكرة وذكاء المدرب وأهمية التأهيل الذهني والنفسي بجانب النواحي التكتيكية وربما قبلها في مثل هذه المواجهات الكبري..حتي إن الهدف الذي رسخه كلوب في أذهان لاعبيه طوال اعدادهم لهذه المباراة ترجمه صلاح الغائب علي قميصه: لن نستسلم أبدا.. وبالفعل كانت المعجزة كما وصفتها صحف إسبانيا وانجلترا معا..شيء غير معقول ! ولأن طباخ السم لابد له من تذوقه فقد تجرع ميسي وزملاؤه كأس الريمونتادا تلك الكلمة الإسبانية التي تعني العودة أو التعافي والتي فرضها ميسي علي ألسنة كل الناس حول العالم وتحولت من الصحف الإسبانية لكل الدنيا وذلك عقب عودة برشلونة من خسارته من سان جيرمان بأربعة أهداف نظيفة ذهابا إلي الفوز الكبير 1/6 ايابا ليتغني العالم كله بهذه الكلمة الإسبانية وتستبدلها الصحف عوضا عن الكلمة الانحليزية come back ومثلما فرض طباخ السم ميسي هذه الريمونتادا الاسبانية علي العالم كله بثقافة اللامستحيل كان عليه ان يذوقه للمرة الثانية علي التوالي بعد أن خسر برشلونة من روما في ربع نهائي العام الماضي بثلاثة اهداف ايابا بعد الفوز بأربعة اهداف لهدف ذهابا.. الكرة لا تعرف المستحيل..ووصف المجنونة هو الأقرب لطبيعة هذه المستديرة التي قدم معها يورجن كلوب وصفة الاعجاز السحرية لكل المدربين: احتضن لاعبيك بحب.. احرص علي العدل بينهم.. كن الأقرب إلي قلوبهم وافكارهم ولكن بالاحتفاظ بمسافات القائد.. جهزهم نفسيا وذهنيا قبل الحديث عن النواحي التكتيكية المهمة والفاصلة لكنها من دون لياقة ذهنية حاضرة لا تفيد..الكرة لعبة جماعية ومهما كانت سطوة الفرد فيها وتميزه حتي لو كان بقيمة ميسي وتأثير صلاح فإنه لا يصنع الفوز وحده. المجد يصنعه الفريق..