"انتفاضة بمصر".. تحت هذا العنوان كتبت شبكة »بي بي سي» الإخبارية العالمية أمس الأول عن مظاهرات تجتاح مصر علي حد تعبيرهم.. واستندوا إلي بعض المواقع والإعلاميين المنتمين والمؤيدين لجماعة الإخوان الإرهابية.. والشبكة الإعلامية الأشهر في العالم والتي من المفترض أنها تطبق القواعد الصارمة للعمل الإعلامي.. فما بالنا ببديهيات هذا العمل ألا وهو التأكد من الخبر.. خاصة أن هذه المظاهرات لو صحت فمن السهل إثباتها بصور وفيديوهات حتي من المشاركين فيها. أما وإن هذا الخبر عار تماما من الصحة.. كما أنها ليست السقطة الأولي "ولن تكون الأخيرة" للشبكة المهنية الدولية بدءا من فبركة تقرير "زبيدة" التي ادعوا تعرضها للسجن والاغتصاب والتعذيب بالسجون المصرية ثم خرجت بنفسها تفضح هذه الادعاءات.. مرورا بالعشرات من الأخبار والتقارير المفبركة عن مصر.. انتهاء بقيام الشبكة أيضا باستضافة الإخواني ياسر العمدة، الذي بث سموم الجماعة الإرهابية كعادته علي المشاهدين، عبر هاشتاج »اطمن إنت مش لوحدك».. ونشر خزعبلات الهارب معتز مطر.. إذن لن نضيف جديدا إذا تحدثنا عن ترصد بمصر وتعمد لتشويهها ونشر الإحباط والسواد عنها أمام العالم. هنا لن نتحدث عن الغرض من هذا التوجه الغريب والمريب لتلك الشبكة التي كنا نظنها مهنية ومحترمة.. لكن فقط نود الحديث عن بعض الأمور التي تتعلق بهذا التوجه الأسود لمصر والمصريين.. بداية أتذكر في اللقاء الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع ممثلي الإعلام الدولي بمصر في ختام منتدي شباب العالم الأخير بشرم الشيخ وحضرناه كرؤساء تحرير مصريين.. تحدثت ممثلة الشبكة بمصر مطالبة الدولة بإتاحة فرصة اكبر لوسائل الإعلام المصرية لنشر الحقائق سلبا وإيجابا وانتقادا للدولة.. وكيف انها تدافع عن حقوق زملائها في الإعلام المصري في حرية كبيرة.. وهنا هي لم تهن الدولة المصرية ولم تدافع كما ادعت عن حق الإعلام المصري.. إنما أهانتنا جميعا وهو ما تصدي له البعض خلال الجلسة بعد رد الرئيس السيسي الهادئ عليها منعا لإحراجها. وهنا أقول لتلك الزميلة.. هل ما فعلته شبكتها الإخبارية هو ما تريد تعليمه لنا.. فإذا كان الإعلام المصري يتناول السلبيات بشكل لا يؤثر علي دولة ناهضة من كبوة عقود.. وينشر بتوسع إيجابيات شعب ونظام يحاول إعادة مجد امته.. فهو يفعل ذلك في الأساس بوازع وطني بحت وقد نتفق او نختلف علي الطريقة نفسها.. لكن بما تسمي أيتها الزميلة ما يفعله إعلامكم.. نشر مبتور للحقائق.. وتزييف للأحداث.. وحجب تام ومتعمد وممنهج لكل ما هو إيجابي عن مصر الجديدة.. هل هذا هو الإعلام وحريته ؟.. وبأي دافع يفعلون هذا ؟ وبإمعان النظر للمشهد الإعلامي الدولي من مصر تتضح الخريطة لكل ذي بصر وبصيرة.. فليس من الصعب أن نكشف الشبكة العنقودية التي أسستها كبري الشبكات الإعلامية الدولية وفي مقدمتها بي بي سي وسي إن إن عربي وأيضا دوتش فيلا وجزيرة تميم بتحالف استراتيجي ممنهج ومخطط مع الخلايا الإلكترونية والإعلامية الإخوانية بحيث يتم وضع فكرة مثل " إطمن انت مش لوحدك ".. تتناولها أبواق الأخوان بالخارج.. ويتم التعليق عليها وتبنيها من مدونين محددين علي نفس الخط.. ثم تتناولها تلك الشبكات الكبري وتصدر للعالم مشهدا غير حقيقي في إطار حرب شاملة علي مصر هم جميعا اذرعها الإعلامية. وتبقي النقطة التي أشرت إليها أن تلك الشبكة العنقودية لا تنشر اذرعها خبرا واحدا إيجابيا عن مصر.. والدليل تغطيتهم الغائبة تماما لأحداث مهمة مثل أول قمة اوربية عربية بشرم.. وملتقي الشباب العربي الأفريقي بأسوان.. بل تختار توقيت أي نجاح لمصر لتبث سمومها محاولة تعكير فرحتها.. فالملتقي الذي سطعت شمسه من أسوان لتتعامد علي مصر وقارتها الأفريقية وامتها العربية فاتحة طاقة أمل جديدة، الشباب هم وقودها لمستقبل أفضل للشعوب العربية والأفريقية.. بالتأكيد هذا النجاح يؤرق مضجعهم.. لكنه أبدا لا يحرك ساكنا في ضميرهم الإعلامي إذا كان موجودا أصلا.. ليحاولوا إخماد نوره بخبر "الانتفاضة" المفبرك.. ألا تبا لهم وبئس الإعلام المزيف الذي يتبنوه.. والله متم نوره علي مصر وشعبها الطيب.