ستظل أزمتنا مع العالم الخارجي مستمرة بالوتيرة نفسها ما دمنا نتبع الخطوات نفسها في الرد علي ما يثار ضد مصر من أزمات. فإذا كانت خطوات معينة تؤدي إلي نتيجة معينة فلا تنتظر نتيجة مختلفة إذا اتبعت الخطوات نفسها. ولابد من تغيير الخطوات إذا أردت الوصول إلي نتائج مختلفة. أقول ذلك بمناسبة التقرير المشبوه الذي بثته شبكة بي بي سي البريطانية عن مصر والمليء بالأكاذيب والافتراءات والتشويه المتعمد للدولة المصرية ونظام الحكم. وخيراً فعلت الهيئة العامة للاستعلامات عندما أرسلت رداً إلي مسئولي الشبكة البريطانية وطالبتهم ببثه تطبيقاً لمبدأ حق الرد الذي تكلفه حقوق النشر في أي وسيلة إعلامية في العالم. هذا بخلاف الاجراءات العقابية الأخري التي اتخذتها الدولة ضد مراسلي هذه الشبكة ومكتبها بالقاهرة. لكننا في المقابل وجدنا وسائل إعلامنا المقروءة والمسموعة والمرئية تخاطبنا نحن في محاولة نفي ما بثته هذه الشكبة ضد مصر. نعم مطلوب توضيح الحقائق للمواطن العادي حتي لا يتأثر بهذه التقارير المفبركة. ولكن في الوقت نفسه فإن إعلامنا بكافة أشكاله وألوانه مطالب بتوجيه خطابه الإعلامي للعالم الخارجي الذي يصدق هذه التقارير المفبركة التي تدعمها وتمولها جماعة الإخوان الإرهابية. خاصة إذا كانت صادرة من شبكة لها تاريخ كبير في صحافة الخبر والتقرير. اعلامنا مطالب بتخصيص فقرات ثابتة ضمن برامجه باللغات الاجنبية سواء في القنوات الفضائية أو البرامج الإذاعية أو حتي الطبعات الورقية من الصحف المصرية التي توزع بالخارج. بالإضافة إلي اطلاق مواقع اليكترونية باللغات العربية والأجنبية تخاطب العالم الخارجي ويتولي إدارتها أناس ذوو كفاءة وخبرة ووعي بخطورة المرحلة التي يمر بها الوطن وحبذا لو تم وضع هذه الفكرة في إطار مشروع قومي تتولي الدولة دعمه بالمال والكفاءات الإعلامية والمواد التي تساعد في توصيل الرسالة صحيحة للخارج. وخيراً بدأت الهيئة الوطنية للصحافة عندما أعلنت علي لسان رئيسها الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ كرم جبر بأنها بصدد تطوير المواقع الاليكترونية التي تصدر باللغات الأجنبية عن المؤسسات الصحفية القومية "جمهورية. وأخبار. وأهرام" لتوجه خطابها للخارج وتؤدي دوراً مهماً يخدم أهداف الأمن القومي للبلاد في هذه المرحلة. لكنني أري أن الهيئة الوطنية للإعلام أيضا مطالبة هي الأخري بأن تحذو حذو الهيئة الوطنية للصحافة باجبار القنوات الفضائية علي تخصيص فقرات ثابتة لمخاطبة العالم الخارجي علي أن يكون هناك فريق عمل قوي يبحث وينقب فيما تبثه وتنشره وسائل الإعلام العالمية من تقارير وأخبار وتحقيقات صحفية ضد مصر وشعبها وجيشها وشرطتها وأمنها القومي. أعتقد أنه لو تم تنفيذ خطة مدروسة بهذا الشكل ربما خفت حدة التقارير المشوهة التي تستهدف مصر خلال المرحلة المقبلة وهي مرحلة الحصاد لنتيجة الصعاب التي تحملها الشعب خلال المرحلة السابقة لتبدأ مرحلة الانطلاق. وهي المرحلة التي يترقبها الكثير من الاعداء حتي لا تصل إليها مصر تحت قيادة الرئيس السيسي.