رغم الألم البالغ، والمرارة القاسية التي تنتابنا جميعا لما حدث وما جري من وقائع مستهجنة ومستنكرة ومدانة.. أقول بوضوح ودون تردد، أن هذا ليس وقت الحزن علي ما جري، وليس هذا أيضا وقت الأسي علي ما حدث، كما انه بالقطع ليس وقت الاستنكار والاستهجان والإدانة،..، بل هو قبل ذلك كله ومن بعده وقت الاستنفار الكامل والعمل الجاد والوقوف صفا واحدا صلبا في مواجهة الجريمة، والتصدي للمؤامرة. ان ما حدث لا يجب وصفه بأنه أحداث شغب مؤسفة، أو النظر إليه علي أنه وقائع عنف مستنكرة، بل لابد من أخذه في إطاره الصحيح دون تهوين أو تهويل، والنظر إليه في حقيقته وجوهره دون تزييف أو تجميل، علي انه جريمة في حق هذا الوطن، ومؤامرة جبانة علي هذه الأمة، تستهدف بكل النذالة والخسة النيل من وحدتها، وتحطيم أسسها وقواعدها وإشعال النيران في كل جوانبها، وتدمير أمال المصريين ومساعيهم في دولة مدنية حديثة تقوم علي المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحقق المساواة والكرامة للجميع تحت مظلة القانون. ولا مبالغة في القول علي الإطلاق باتفاق جميع أبناء هذا الوطن بكل فئاته ومكوناته الإنسانية والفكرية والعقائدية، علي ان ما حدث هو جريمة واضحة الأركان في حق الوطن، وأن ما جري هو مؤامرة واضحة المعالم محددة الأهداف ضد مصر. وأعتقد أنه ليس هناك جريمة أبشع مما رأيناه أول أمس من اعتداء إجرامي علي أفراد قواتنا المسلحة وقوات الأمن المكلفة بحماية المنشآت والمرافق العامة والخاصة، ومحاولة جر هذه القوات بكل الوسائل كي تدافع عن نفسها، ومحاولة دفعها كي تكون طرفا في اشتباك مع المواطنين. ولعلنا نلاحظ جميعا تلك المحاولات المشبوهة الدائرة منذ فترة للنيل من صورة قواتنا المسلحة، والتهجم بالاشارة حينا، واللفظ حينا آخر علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة والضغط بجميع الوسائل والطرق لدفعه إلي حافة نفاذ الصبر وضيق الصدر، لعله يفقد قدرته وإصراره علي قيادة سفينة الوطن إلي مرفأ النجاة، وسط الأمواج العاتية والرياح العاصفة التي تجتاحنا الآن، في ظل الظروف بالغة الدقة التي تمر بها مصر حاليا. ياسادة.. هذا وقت وحدة الشعب والجيش والأمن في مواجهة الجريمة والمؤامرة،..، يا سادة.. هذا وقت تطبيق القانون بكل الصرامة والحسم علي كل من تمتد يده الآثمة للاعتداء علي أمن واستقرار الوطن، وتهديد وحدة الشعب وسلامة الأمة. الرحمة للشهداء.. والقصاص الرادع للمجرمين والمتآمرين.