»المطر رزق».. الشجر يُسقي.. يغسل الشوارع.. يخرج لنا الخير من الأرض ، ولكن في نفس الوقت فإنه لاينسيني الغلابة اللي عايشين في بيوت من غير سقف او نايمين في الشارع من غير غطا يسترهم في هذا الشتاء القارص.. والعيب علينا كلنا اننا سايبنهم كده، ولكني توقفت عند »بوست» قرأته علي الفيسبوك وعلمت ان مصر لسه بخير ؛ القصة لرجل ذهب الي محل شاورما وطلب من الشيف اللي بيعمل الساندويتشات بصوت مكسور: »ممكن تعمل لي ساندوتش من بواقي الشاورما عشان بنتي».. الشيف رد وقال: »وليه ماعمل لك ساندوتشين تلاتة جداد وزي الفل».. وفعلا عمل الساندوتشات وحط معاهم بطاطس وحاجة ساقعة وقال له: »صحة وعافية دول عشان بنتي أنا مش بنتك انت» وابتسم له ابتسامة ازاحت خجله، الراجل الغلبان عينيه دمعت من رد الفعل وجبر الخواطر ونظر الي السماء وشكر الله »جابر القلوب» ان هناك امثال هؤلاء مازالوا علي قيد الحياة.. القصة دي ذكرتني بموقف الإمام الليث رضي الله عنه عندما قدمت اليه امرأة عجوز وطلبت منه جرة عسل فأعطاها برميلا، فغلامه استغرب وسأله لماذا اعطيتها كل ذلك يا إمام، فرد عليه الإمام الليث: »سألت علي قدرها فأعطيناها علي قدرنا؛ ارحم ترحم».. المعني جميل وحقيقي، وخللي بالك ان اللي واقف علي سيخ الشاورما مش صاحب المكان، دة راجل بمرتب صغير أو باليومية ومقضيها بالعافية زيه زي ناس كتير بس تقريبا الغلبان اكتر واحد بيحس بالغلبان اللي زيه، فالفكرة انه مش لازم يبقي معانا فائض كتير عشان نعطي، لكن من القليل ممكن نتشارك، وفي الآخر ربنا بيبارك وبيجبر الخواطر.. ربنا يجبر بخواطرنا كلنا ويقدرنا نكون سبباً نجبر قلوب ناس تانية.. »سددوا وقاربوا وأجبروا قلوب الناس.. ورب الكون سيجبر قلبك ولو بعد حين».