كثيرون أعلنوا أو أناب البعض آخرين في الإعلان عن رغبتهم أو عدم ممانعتهم لخوض معركة الانتخابات الرئاسية القادمة. قد يقال إن الرأي العام يعرف معظم المرشحين من خلال ما قاموا به خلال السنوات الماضية من أعمال وما نُسب إليهم من أقوال. المعرفة السابقة بهؤلاء قربت بعضهم من قلوب وعقول الرأي العام آنذاك. تماماً كما أن تلك المعرفة أبعدت البعض الآخر بأحكام سماعية، سطحية. وفي الحالتين .. أتصوّر أن عزم هؤلاء علي خوض الانتخابات الرئاسية يتطلب من الرأي العام مراجعة ما سبق إصداره من أحكام ظاهرية، شخصية: استظرفت هذا، واستثقلت ذاك. وسائل لتقييم الصلاحية لشغل أكبر منصب في الدولة كثيرة ومتعددة. من بينها متابعة ما يطرحه المرشحون المحتملون للرئاسة من أفكار، ومواقف، وبرامج، وخطط ، ومشروعات، يتعهدون بتنفيذها بدءاً بتوليهم المسئولية الكبري. المتابعة متاحة من خلال اللقاءات التي قاموا ويقومون بها، والكلمات التي ألقوها في المناسبات التي دعوا إليها، و ما يستشف من إجاباتهم علي أسئلة أجهزة الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة. وأعود إلي مواصلة تسليط الضوء علي ما قاله المرشح المحتمل للرئاسة الأستاذ حمدين صباحي رئيس حزب الكرامة في حواره الطويل المنشور منذ أيام. لم ينزعج صباحي كما كتبت أمس من أن الظهور اللافت للمتشددين السلفيين علي الساحة السياسية. وأرجع ذلك إلي أنهم وغيرهم كانوا مبعدين ومهمشين في العقود العديدة الماضية، مؤكداً أنه مع مرور الوقت سيصبحون أكثر ليونة وأقل خشونة مع الآخر. ودعا حمدين صباحي إلي [وجود روح الاستيعاب والتوافق بين المصريين، وقبول من كانوا خارج المشاركة السياسية كي يكونوا من بين الأطراف الفاعلة فيها]. وطرحت الزميلة: سمر نصر علي محاورها سؤالاً مهماً عن رؤيته لمستوي العلاقة بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية، وهل سيكون هناك نوع من التمييز لصالح المؤسسة الأخيرة؟ فأجاب حمدين صباحي: [ الجيش المصري طول عمره مؤسسة وطنية بامتياز. ولابد أن يُحفظ لها الاحترام الذي يليق بتاريخها ومكانتها. فهذه هي المؤسسة التي أخرجت لنا اثنين من أهم زعماء مصر: أحمد عرابي وجمال عبد الناصر. وهي أيضا المؤسسة التي خاضت كل حروب مصر، التي وجهت سلاحها دائما تجاه العدو ولم تُطلق طلقة واحدة علي الشعب المصري.. كما تجلي في ثورة 52 يناير. لذا لابد من الحفاظ علي دورها الرئيسي في بناء الدولة ولابد أن تواصل هذه المؤسسة نفس عقيدتها القتالية التي بنيت عليها، وأن تُمكن من أن تكون في أفضل استعداد قتالي وأفضل تجهيزات وأفضل قدرة علي الاحتفاظ بكفاءتها، وأن تتفرغ لعقيدتها ومهمتها الأصلية دون أن تُمس أو تجرجر الي إتفاقات أو خلافات في الشأن السياسي الداخلي]. وعن رأيه في أن يأتي نائب الرئيس بالتعيين أم بالانتخاب، أجاب حمدين صباحي بأنه في صف انتخاب النائب مع الرئيس في تذكرة واحدة. أما إذا نص الدستور علي تعيين النائب، فقد صارحنا المرشح المحتمل للرئاسة قائلاً: [ سيعين أكثر من نائب. وأتصور أن يكونوا ثلاثة نواب. لإنني مؤمن بأن بناء مصر في جمهوريتها الجديدة يحتاج الي تضافر جهود المصريين. فأنا أنتمي الي التيار القومي الناصري، وإذا أتت ثقة الشعب بي رئيسا، لابد أن أدرك أن هناك ثلاث مدارس في الفكر السياسي المصري: مدرسة ليبرالية، و إسلامية، و يسارية، وأنا أريد أن أكون قريبا من موقع القرار كي نتشارك في بناء البلد معا، وهذا بالتأكيد سينعكس علي اختياراتي لنواب الرئيس وسأحرص بقدر الإمكان أن يكون هناك: إمرأة، ومسيحي، وشاب، من بين هؤلاء النواب الذين يمثلون مدارس التيارات الثلاثة]. .. وللمتابعة بقية.